بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 04:06
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
انتظار
ــــــــــ
خلع نعليه ، جلس على الحصير ، واتكأ على الوسادة ، في ظل شجرة اللوز ، أمام
باب الدار الطينية ، وضعت زوجته صينية ، عليها إبريق الشاي وكأسـان فارغـان
وخبز أسود ، وجلست بجانبه حزينة ، أفرغت الشاي في الكأسين وقدمت له كأسـا
وقطعـة خبز ، أسندت ظهرهـا إلى جذع الشجرة ، ومدّدت رجليهـا على الحصيـر
قال لها بعد أن ابتلع آخر قضمة واحتسى آخر جرعة : أتمنى أن يكون القـارب قد
قد وصل إلى إسبـانيـا سـالمـا ، لقد ندمت كل الندم ، على بيع قطعـة الأرض التي
ورثتها عن والدي ، لقد كانت منبع رزقنا يا بَخْتـا ثم أردف قائلا : لقد هاجر حَمّو
وتركنا وحيدين ، قالت له : هذه إرادة الله يا باحّو، قال : إنه وحيدنا وسندنا ، قالت :
سيعود محملا بالخير الكثير ، إن شـاء الله ، وأجهشت بالبكـاء ، قال لهـا : أخشى
أن يعود في صندوق خشبي محمولا على الأكتـاف ، انتظر الأب عودة حمّو تسع
سنين ، وانتظرت الأم عودة حمّو سبعة عشر سنة، ومازالت تنتظر عودته محملا
بالخير الكثير ، أو عودته في صندوق خشبي ، محمولا على الأكتاف .
وجدا ـ المغرب ـ
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟