|
حرب الراية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 10:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤخرا تم رفع ( راية ) بالمهجر ، وتم تقديمها على انها ( راية ) المغرب ، و ( راية ) المغاربة ، عوض الراية الحالية ذات اللون الأحمر التي تتوسطها نجمة خضراء ، التي حسب فهمهم ، هي راية الاستعمار الفرنسي هندسها شكلاً ، ولونا ، حجما الجنرال اليوطي . عندما تم طرح الراية بالطريقة التي شاهدنا ، ومن خلال التوجه الى الشعب المغربي ، فالموضوع لم يعد ملك صاحبه ، لكنه اضحى ملك المفروضين انهم هم المخاطبين به ، لذا يبقى من حق أي كان سياسي ، او غير سياسي ان يناقشه ، وان يصنفه ، وان يحكم عليه ، ضمن حوار سياسي ديمقراطي ، آملين ان لا يلجأ صاحب الطرح الى السب ، والشتم كالمعتاد ، فقط لأنك لم تجاريه فكرته ، ولا تصوره ، لطبيعة ، ونوع الصراع الذي يجب ان يسود المجتمع ، لأن في القضايا السياسية ، العبرة دائما تكون بالنتيجة المحصلة ، ولا تكون ابدا للفعل كفعل ، خاصة انْ لم يُحدث اثرا يذكر . لذا فإننا سنبدأ معالجتنا للتصرف بطرح التساؤل التالي : فهل إذا استبدلنا وغيرنا راية المغرب التي يسمونها براية الاستعمار ، نكون حقاً قد قضينا على الاستعمار القديم الذي يقف وراء صنع الراية ، والاستعمار الجديد المتمثل بالشركات الفرنسية التي لا تزال تتحكم في فرض توقيت المغرب ، ولا تزال تتحكم في فرض راية ليوطي على المغرب ، وعلى المغاربة كما يدّعُون ويصفون ؟ والسؤال هنا . هل معركة اليوم هي معركة رايات ، او هي معركة الديمقراطية بمفهومها الأصيل ؟ وهل نحن امام معركة مؤسسات ودستور ، ام اننا امام معركة قماش وثوب ؟ ان تغيير راية بأخرى ، او تغيير جزء من شكل الراية ، لا يعني تعبيرا عن مواقف ثورية حقيقية ، كما لا يعني مواقف وطنية غارقة في الشوفينية المقيتة والمرفوضة . ان الدعوة الى تغيير الراية بالطريقة التي شاهدنا من خلال يوتوب واشنطن ، او شكل رفع الراية بفرنسا بتعليمات واشنطن ، هي تعبير عن نزوة من السهولة ان تنفجر في جميع الاتجاهات ، لأنها تبقى تصرفا غير مضبوط ، الهدف منه ليس الراية ، بل الإثارة ، لبلبة واقع ضبابي غير موجود أصلا فقط في مخيلة أصحابه ، سيما وان الواقف وراء التصرف أي الراية ، حجما ، وشكلا ، ولونا ، ورموزا ، هو شخص ، وليس شعب من خلال ممثليه الحقيقيين ، وهنا نطرح السؤال : هل الفعل الحاصل من طرف شخص نزيل واشنطن ، ورغبته في فرضه على شعب من فوق ، ومن دون الدعوة الى استفتاء الشعب ، هو حقا فعل وتصرف ديمقراطي ؟ فكيف الاندفاع في التصرف لمجرد الاندفاع ، وفي حلبة فارغة لا مناصرين لها ، ومن دون تفكير ، ولا تأمل في النتائج التي ستترتب عليه ليس شعبيا ، بل ستؤثر سلبا على من يقف وراء الراية ، خاصة وصف صاحبها بالتسرع والتهور ، وهذا يؤكد لنا جليا ، صحة تحليلنا للأسباب التي أدت الى فشل تجارب اتخذت أسماء شتى ، ولو انها في حقيقتها المُرة كانت مجرد مسميات سموها ، وكيف انتهى بها الحال رغم الخروج الإعلامي الباهت ، بالتشبث بنفس التسميات / المسميات التي أضحت في خبر كان ، بسبب الدكتاتورية ، والتسرع ، وعدم ضبط الإيقاع ، رغم بعض المعارك الدنكشوطية امام مواقع حساسة ، لإثارة الانتباه والراي ، وتضخيم الاعلام الذي كان باهتا ، وفي غير الاتجاه الصحيح . فهل الزمن الحالي هو زمن معارك / صراع ثوب / اقمشة ، وشكله ، ولونه ، وشعاره ، ومن يقف وراءه ، ام ان المعركة الحالية هي معركة الديمقراطية بمفهومها الكوني الصحيح والحقيقي ؟ فإذا كان الصراع يقتصر فقط على الراية / القماش ، فهذا النوع من النضال / الصراع ، هو تكرار لما حصل في السابق عند اختزال الصراع في شخص محمد السادس ، وليس في النظام الذي يحتضنه ، مع العلم ان الإشكالية ليست في شخص الملك ، بل هي إشكالية ديمقراطية بمفهومها الأصيل ، أي انها مشكلة نظام غير ديمقراطي . كما ان هذه المعركة ( معركة الراية ) ، هي تجسيد للفشل الذي انتهى اليه ( تنظيم ) ، حين حاول الانتقال من صورته المنددة بالدكتاتورية ، الى تنظيم لحقوق الانسان ، الى حزب جمهوري ، ليتم مؤخرا العودة الى نفس التنظيم المندد بالدكتاتورية ، وطبعا هناك فرق شاسع بين مجرد التنديد بالدكتاتورية ، وبين النضال لإسقاط الدكتاتورية ... ان الفشل أصاب مبادرات أخرى بسبب النزوة الذاتية ، وبسبب التسرع ، وعدم الضبط ، ولم تكن نتيجة دراسة ، وبحث دقيق ، عندما تم الانتقال من تشخيص واختزال الصراع في شخص الملك ، ثم بعده في نظامه ، ثم بعده الدعوة الى الجمهورية ، لكن دون تحديد آليات ومكانزمات الوصول الى الجمهورية ، ودون تحديد نوع الجمهورية التي يريدون ، لأنه ليست هناك جمهورية واحدة ، بل توجد جمهوريات متعددة ومتنوعة ... الى الانتقال للمطالبة بالمقاومة المسلحة ، ومنها الانتقال الى طرح راية باسم الشعب المغربي ، الذي يجهل أصلا هل تم طرح راية باسمه في الساحة الوطنية . فهل مثل هذه الخرجات تتسم ببعد النظر، وبالتفكير العميق ، ام انها خرجات اندفاعية غير متزنة ، وغير مضبوطة ، ولا علاقة لها بالإيقاع الذي وصله نضال الشعب المغربي في مشواره النضالي ، والسجون ، والقمع المختلف ، والمتنوع ، والمتعدد يشهدان على ذلك ، لان الغاية منها فقط الإثارة ، كمطلب المقاومة المسلحة الذي بقي لاصقا في بلعوم صاحبه ؟ ثم ماهي القيمة المضافة التي ستضيفها مثل هذه الخرجات الدنكشوطية التي وصفها بعضهم ب( الصبيانية ) وب (المتهورة ) ، وهناك من وصفها كمطلب المقاومة المسلحة ، بفقدان الامل ، وبالانتحار من خلال لعب اية ورقة تخلط الاعلام الوطني ، وتشيع البلبلة ، والقيل والقال هنا وهناك ، وتقفز على التحول الذي يعرفه المجتمع المغربي ولو ببطيء ، لكنه تحول مشهود له بالثبات على المواقف ، وليس النط هنا وهناك بدون فرملة ، لمجرد الإثارة ، ومن اجل الإثارة فقط ؟ ان طرح نضال الراية ، وفي هذا الظرف بالذات الذي تمر به الحركة الثورية المغربية من منعطفات إيجابية ، تترجمها النضالات اليومية للحركة الجماهيرية الكادحة ، ورد فعلها على مناورات النظام التي تهدف تدجين النضال الوطني الحقيقي ، هو لفت النظر عن الصراع الحقيقي الذي يخوضه الشعب المغربي ، ومعه القوى السياسية الحقيقية التي تنشد الديمقراطية الحقيقية ، ومن جهة هو إلهاءٌ وتشويشٌ على النضال اليومي للشعب ، الذي يركز على الموضوع لا على الشكل ، على الاستراتيجية التي تتطلب تكتيكات مختلفة ومتنوعة ، تكيفاً مع مراحل التطور النضالي الذي يضبط ايقاعاته ، على ميزان القوة السائد في الساحة . فما فائدة الرمي في الساحة بمطالب ، او بمقترحات ، اذا كانت ستبقى حبيسة فكر صاحبها ، ولن تعرف طريقها الى التطبيق ، بل انها بقيت مجهولة ، ولا احد تجاوب معها من الشعب ، وأكرر هنا كلمة الشعب ، وليس أولئك الذين يشتغلون ، ويتعيشون من السياسة ، وهم ليسوا بسياسيين ، التي اعتبروها انتحارا ، واعمالا صبيانية ، كمطلب المقاومة المسلحة ومطلب الراية ؟ إذن ماهي الحالات التي يمكن فيها تغيير راية الدولة : 1 ) يمكن للنظام السياسي الحاكم ، ان يبادر من تلقاء نفسه ، ولسبب ، او لأسباب ما ، بتغيير راية الدولة ، إمّا كلياً بطرح راية أخرى بديلة ، او يقرر تغيير جزء من الراية ، لا تغيير الراية كلها ، كاللون او الشعار او الشكل ....لخ ، مثلا اثناء حرب العراق لجأ نظام البعث الحاكم ، الى الاحتفاظ بنفس الراية مع إضافة شعار " الله اكبر " ، لاستمالة المتأسلمين بمختلف تياراتهم الى جانبه ، ولإعطاء الحرب صورة الحرب الحضارية بين الإسلام ، وبين اليهودية ، والمسيحية . كذلك سنجد ان المعارضة السورية العميلة ، ابتكرت راية خاصة بها ، لا علاقة بها براية الجمهورية العربية السورية . وقد سبق لموريتانية ان غيرت رايتها ، وعندما سقط الاتحاد السوفياتي اصبح لروسيا الفدرالية راية خاصة بها ، ليست هي راية الاتحاد المنهار ، ونفس الشيء بالنسبة للجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي ، وبأوربة الشرقية ..... لخ والسؤال بالنسبة لمن يدعي ان الراية المغربية الحالية ، هي راية الاستعمار الفرنسي . هل إذا قام النظام المغربي بتغيير ، واستبدال الراية الحالية براية أخرى بديلة ، سنكون قد قضينا على الاستعمار الفرنسي بشطب رايته ، ام ان حتى الراية الجديدة البديلة سيعتبرونها راية الاستعمار ، لان النظام المغربي هو من صنع الاستعمار الفرنسي ؟ وان نحن جارينا هذا الفهم ، والتصور المعطوب للإشكالية المطروحة ، فسيصبح السؤال : من دخل اول مرة الى المغرب ؟ هل فرنسا التي جاءت بناء على طلب سلطان فاس عبدالحفيظ ، في سنة 1912 ( 108 سنة ) ، لحمايته من ثورات القبائل البربرية التي كانت تطمح الى إقامة أنظمة جمهورية ، او العلويون الذين استوطنوا المغرب منذ اكثر من 350 سنة ؟ والسؤال هنا : هل النظام السياسي المغربي ، هو نظام وطني ، ام انه نظام لا وطني ، كما تصفه الحركات الماركسية ، وبعد الجماعات الدينية ، ويصفه أصحاب الراية ؟ واذا ذهبنا الى القول بان النظام المغربي ليس نظاما وطنيا ، لأنه جاء من الشرق العربي ، فماذا عن العرب الذين جاؤوا بدورهم من الشرق العربي منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟ هل هم وطنيون ، ام انهم ليسوا بوطنيين ؟ فحسب فهم هؤلاء للإشكالية المطروحة ، فإذا كان النظام السياسي المغربي ليس وطنيا ، فان العرب بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لانهم مثل العلويين جاؤوا من الشرق العربي ، وهنا طبعا سيصبح صاحب الراية ، ومعه الماركسيين ، والاسلامويين ليسوا بوطنيين ، لانهم بدورهم ليسوا من سكان المغرب الأصليين الذين هم الإيغور . وهذا الفهم المعطوب الناتج عن العقل الكسلان والمتكلس ، انّ البرابرة بدورهم الذين استوطنوا المغرب قبل العلويين ، وقبل العرب ، هم بدورهم ليسوا بوطنيين ، لانهم ليسوا من الإيغور سكان المغرب الاصليين . انه نفس الحكم ، وانه نفس الفهم سيطبق على السوسيين ، ( تشلحيت ) ، لانهم بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لان اصلهم جاء الى المغرب من اليمن . إذن مع من توافق نزيل واشنطن صاحب الراية الجديدة : 1 ) هل توافق مع العرب الذين جاؤوا الى المغرب منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟ 2 ) هل مع السوسيين الذين جاؤوا من اليمن ؟ 3 ) هل مع الصحراويين الذين صنعوا لهم رايتهم منذ سنة 1975/1976 ؟ 4 ) هل مع الريفيين الذين لهم راية الجمهورية الريفية الانفصالية ، و معروف انه لا يطيقهم ، وهم كذلك لا يطيقونه ؟ 5 ) هل مع الامازيغ سكان الاطلس المتوسط الذين لا علاقة له بهم ، لا من قريب ولا من بعيد ؟ 6 ) هل مع الإيغور سكان المغرب الاولين الذين لم تكن لهم راية أصلا ؟ فمع من توافق صاحب الراية لطرح رايته في السوق من هؤلاء ، مع العلم انّ له مشاكل عدوانية مع كل الأعراق ، والجماعات ، والأشخاص بسبب السب ، دون سبب وجيه ، ومقبول Seul contre tous ؟ 2 ) الحالة الثانية التي يمكن فيها تغيير الراية الرسمية تغييرا جذريا ، او الاستمرار في رفع الراية الرسمية للدولة ، هو تغيير إمّا النظام ، أو تغيير الدولة . ا --- ان تغيير النظام ، يعني الاستمرار مع نظام آخر ، وملك آخر ، ضمن استمرار نفس الدولة . هنا يمكن للنظام الجديد ، وبملك جديد ، ان يختار بين الحفاظ على الراية الرسمية ، لأنها راية دولة ، وليست راية نظام ، كما يمكنه تغييرها جزئيا او كليا .... وعلى العموم هنا يتم الاحتفاظ بنفس الراية ، وهذا ما خطط له الجنرال احمد الدليمي عندما حضّر لوضع يده على محمد السادس ، بعد الانتهاء من القضاء على الحسن الثاني . ب --- أمّا إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري باسم الضباط الوطنيين الاحرار ، او بثورة شعبية ، فأكيد هنا : --- 1 --- إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري ، فالضباط سيكونون مخيرين بين : ... ا ... إمّا الاحتفاظ بالراية الرسمية للدولة التي سقطت ، لأنهم التحقوا واشتغلوا في الجيش في ظلها ، ومن ثم فان الاحتفاظ بها سيكون احتفاظا بتوظيفها في الحفاظ على التاريخ ، تاريخ الشعب الذي دافعوا عنه كضباط في حرب الصحراء ، او اعتنقوه كضباط منتمين للوطن ، وهنا تحضرنا ملاحم المقاومة المدينية ، وملاحم جيش التحرير المغربي ، وهذا يعني بالنسبة لضباط الانقلاب ، الحفاظ والتحجج بالمشروعية الوطنية التي تُمكّن من التفاف الشعب حولهم ، مثال حالة الجنرال احمد الدليمي مع الفقيه محمد البصري ، وقبله حالة الجنرال محمد افقير مع الاختيار الثوري ( جناح المقاومة وجيش التحرير ) ، من خلال اشراك الفقيه البصري في الانقلاب العسكري كذلك . --- 2 --- أمّا إذا تغيرت الدولة بثورة شعبية ، او بثورة بلانكية ، فأكيد هنا ان تغيير الدولة ، سيعقبه مباشرة تغيير الراية التي ستكون راية الثوار ( الشعب ) ، او راية البلانكيين الثوريين ، لقطع كل صلة مع الدولة التي سقطت ، وليس فقط مع النظام . ان ابسط مثال في مثل هذه الحالة ، نذكر الثورة الإسلامية الشيعية في ايران ، الثورة الروسية التي اسقطت دولة القيصر ، والثورة الصينية في سنة 1949 . ودائما في حالة الثورة التي ستسقط الدولة ، فرغم نجاح الشعب الثوري في مهمته الثورية ، فتغيير الراية لا يتم بشكل فوقي او مفروض ، بل يكون من اختصاص مجلس ثوري ، او لجنة وطنية ثورية تضم بين ( 4 او 5 ) ممثلين عن كل مدينة ، وجهة ، وقرية ، وبعدها لتطرح الراية الجديدة البديلة على الاستفتاء الشعبي ليحصل حولها توافق ، والتفاف شعبي جماهيري حتى تصبح راية الدولة الجديدة ، لأنه إذا زاغت الثورة عن أهدافها الثورية ، فإن مشكل الراية سيبقى سيف دمقليص مسلط على اية محاولة لقلب او الثورة على النظام الجديد ، وقد تكون سببا في ثورة مضادة تقودها فلول النظام الذي سقط لاسترجاع دولتها التي سقطت . إذا فباستثناء هذه الحالات التي يتم فيها تغيير الراية الرسمية ، تغييرا جذريا ، باستبدال راية براية ، او يكون التغيير جزئيا كأن يشمل اللون ، او الحجم ، او الشعار ... ، فإن أي تغيير خارج هذه الحالات يجب ان يخضع لقرار الشعب ، وقرار الشعب لن يكون الا بطرح التغيير على الاستفتاء الشعبي ، بعد ان يكون قرار تغيير الراية كليا ، او جزئيا قد بثت فيه لجنة من الخبراء الذين يمثلون مختلف الشرائح السياسية ، والاجتماعية ، ومختلف المناطق المكونة للدولة . لذا فان الخروج المبكر الغير المضبوط مع إيقاع نضالات الشعب المغربي ، في طرح مشكل الراية بتلك الطريقة ، من خلال يوتوب واشنطن ، هو تصرف انفرادي ، يخص صاحبه لا غيره ، ومآله سيكون نفس مآل الدعوة الى المقاومة المسلحة .... ومن ثم فما يحسب لمثل هكذا خرجات متسرعة ، انها تبقى مُشوّشة على النضالات اليومية للشعب المغربي ، بمختلف اطيافه وبمختلف شرائحه . فهل نضالنا اليوم في امس الحاجة الى المقاومة المسلحة ؟ وفي امس الحاجة الى تغيير الراية براية أخرى من صنع شخص فرد ، وليس من صنع شعب ؟ فمن يعتقد ان الدعوى الى المقاومة وحمل السلاح ، ومن يعتقد ان الدعوة الى تبديل الراية بدعوى ان النظام ليس وطنيا ، وانه من صنع فرنسا التي جاءت الى المغرب في سنة 1912 ، فان وجود النظام بالمغرب يسبق الدخول الفرنسي الى المغرب ب 250 سنة ، وان العرب دخلوا المغرب منذ اكثر من 1500 سنة ، وهنا فان صاحب الراية يصبح بدوره لا وطنيا ، شأنه شأن البرابرة ، والريفيين ، والسوسيين ... اذن وحسب فهم صاحب الراية ، من هم الوطنيون ؟ ومن هم غير الوطنيين ؟ واني قد اجد له عذرا لو ان شيئا من الإيغور لا يزال موجودا ، وما عدا هذه الحالة ، فاصل الدعوة هي دعوة الى حرب أهلية بين جميع المكونات التي ذكرت أعلاه ، أي حرب الرايات ، لان كل مُكون ستكون له رايته الخاصة به . أتمنى ان لا يسب المناضل المقاوم صاحب الراية الجديدة ، وان يكون له صدر رحب للنقاش وليس للسب .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا / حماقة
-
جبهة البوليساريو تتمتع بتمثيلية قانونية بسويسرا
-
الرئيس الموريتاني يؤكد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية
-
كيف يفكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني
-
النموذج التنموي
-
الأزمة الاقتصادية هي أزمتهم وليست أزمتنا نحن
-
ماذا يجري ؟ الجزائر / المغرب / موريتانية / السعودية / قطر /
...
-
وزيرة الخارجية الاسبانية لا تعترف بالجمهورية الصحراوية / هل
...
-
في المغرب هناك فقط الملك
-
الجمهورية الصحراوية ستحضر كدولة ذات سيادة اللقاء القادم بين
...
-
هل اصبح وجود الجمهورية الصحراوية واقعا مريرا صعب الابتلاع ،
...
-
هل سيقبل النظام المغربي بتعيين السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك ،
...
-
قصيدة / اضطهاد
-
لماذا يلوم العرب دونالد ترامب على صفقة القرن ؟
-
ناصر بوريطة برتبة مُتصهْينْ صُغيّرْ
-
الوقفات الاحتجاجية
-
اعتراف امريكا بمغربية الصحراء ، مقابل تطبيع النظام المغربي ا
...
-
هل يخضع نزاع الصحراء الغربية لصفقة قرن فرنسية .
-
الظواهر
-
الدكتور هشام بن عبدالله العلوي
المزيد.....
-
التفاصيل الكاملة للمشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي في الب
...
-
الإمارات.. RT Arabic شريك إعلامي لمعرض -صنع في روسيا- في أبو
...
-
زيلينسكي: لم نرتكب خطأ وواشنطن أرادت صفقة المعادن بشدة
-
أول تعليق من ترامب بعد لقائه زيلينسكي: لا يريد صنع السلام وي
...
-
الولايات المتحدة توافق على صفقات تسليح ضخمة لإسرائيل بقيمة 3
...
-
غوتيريش يعلن مشاركته في القمة العربية لبحث إعادة إعمار غزة
-
خلافا لموعده في عدة دول عربية.. المغرب يعلن عن أول أيام شهر
...
-
إعلام: ترامب غير مهتم حاليا بإبرام اتفاق المعادن مع أوكرانيا
...
-
زيلينسكي: سيكون من الصعب على أوكرانيا مواصلة القتال دون دعم
...
-
بعد المشادة الكلامية بينهما.. زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|