|
حرب الراية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 10:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤخرا تم رفع ( راية ) بالمهجر ، وتم تقديمها على انها ( راية ) المغرب ، و ( راية ) المغاربة ، عوض الراية الحالية ذات اللون الأحمر التي تتوسطها نجمة خضراء ، التي حسب فهمهم ، هي راية الاستعمار الفرنسي هندسها شكلاً ، ولونا ، حجما الجنرال اليوطي . عندما تم طرح الراية بالطريقة التي شاهدنا ، ومن خلال التوجه الى الشعب المغربي ، فالموضوع لم يعد ملك صاحبه ، لكنه اضحى ملك المفروضين انهم هم المخاطبين به ، لذا يبقى من حق أي كان سياسي ، او غير سياسي ان يناقشه ، وان يصنفه ، وان يحكم عليه ، ضمن حوار سياسي ديمقراطي ، آملين ان لا يلجأ صاحب الطرح الى السب ، والشتم كالمعتاد ، فقط لأنك لم تجاريه فكرته ، ولا تصوره ، لطبيعة ، ونوع الصراع الذي يجب ان يسود المجتمع ، لأن في القضايا السياسية ، العبرة دائما تكون بالنتيجة المحصلة ، ولا تكون ابدا للفعل كفعل ، خاصة انْ لم يُحدث اثرا يذكر . لذا فإننا سنبدأ معالجتنا للتصرف بطرح التساؤل التالي : فهل إذا استبدلنا وغيرنا راية المغرب التي يسمونها براية الاستعمار ، نكون حقاً قد قضينا على الاستعمار القديم الذي يقف وراء صنع الراية ، والاستعمار الجديد المتمثل بالشركات الفرنسية التي لا تزال تتحكم في فرض توقيت المغرب ، ولا تزال تتحكم في فرض راية ليوطي على المغرب ، وعلى المغاربة كما يدّعُون ويصفون ؟ والسؤال هنا . هل معركة اليوم هي معركة رايات ، او هي معركة الديمقراطية بمفهومها الأصيل ؟ وهل نحن امام معركة مؤسسات ودستور ، ام اننا امام معركة قماش وثوب ؟ ان تغيير راية بأخرى ، او تغيير جزء من شكل الراية ، لا يعني تعبيرا عن مواقف ثورية حقيقية ، كما لا يعني مواقف وطنية غارقة في الشوفينية المقيتة والمرفوضة . ان الدعوة الى تغيير الراية بالطريقة التي شاهدنا من خلال يوتوب واشنطن ، او شكل رفع الراية بفرنسا بتعليمات واشنطن ، هي تعبير عن نزوة من السهولة ان تنفجر في جميع الاتجاهات ، لأنها تبقى تصرفا غير مضبوط ، الهدف منه ليس الراية ، بل الإثارة ، لبلبة واقع ضبابي غير موجود أصلا فقط في مخيلة أصحابه ، سيما وان الواقف وراء التصرف أي الراية ، حجما ، وشكلا ، ولونا ، ورموزا ، هو شخص ، وليس شعب من خلال ممثليه الحقيقيين ، وهنا نطرح السؤال : هل الفعل الحاصل من طرف شخص نزيل واشنطن ، ورغبته في فرضه على شعب من فوق ، ومن دون الدعوة الى استفتاء الشعب ، هو حقا فعل وتصرف ديمقراطي ؟ فكيف الاندفاع في التصرف لمجرد الاندفاع ، وفي حلبة فارغة لا مناصرين لها ، ومن دون تفكير ، ولا تأمل في النتائج التي ستترتب عليه ليس شعبيا ، بل ستؤثر سلبا على من يقف وراء الراية ، خاصة وصف صاحبها بالتسرع والتهور ، وهذا يؤكد لنا جليا ، صحة تحليلنا للأسباب التي أدت الى فشل تجارب اتخذت أسماء شتى ، ولو انها في حقيقتها المُرة كانت مجرد مسميات سموها ، وكيف انتهى بها الحال رغم الخروج الإعلامي الباهت ، بالتشبث بنفس التسميات / المسميات التي أضحت في خبر كان ، بسبب الدكتاتورية ، والتسرع ، وعدم ضبط الإيقاع ، رغم بعض المعارك الدنكشوطية امام مواقع حساسة ، لإثارة الانتباه والراي ، وتضخيم الاعلام الذي كان باهتا ، وفي غير الاتجاه الصحيح . فهل الزمن الحالي هو زمن معارك / صراع ثوب / اقمشة ، وشكله ، ولونه ، وشعاره ، ومن يقف وراءه ، ام ان المعركة الحالية هي معركة الديمقراطية بمفهومها الكوني الصحيح والحقيقي ؟ فإذا كان الصراع يقتصر فقط على الراية / القماش ، فهذا النوع من النضال / الصراع ، هو تكرار لما حصل في السابق عند اختزال الصراع في شخص محمد السادس ، وليس في النظام الذي يحتضنه ، مع العلم ان الإشكالية ليست في شخص الملك ، بل هي إشكالية ديمقراطية بمفهومها الأصيل ، أي انها مشكلة نظام غير ديمقراطي . كما ان هذه المعركة ( معركة الراية ) ، هي تجسيد للفشل الذي انتهى اليه ( تنظيم ) ، حين حاول الانتقال من صورته المنددة بالدكتاتورية ، الى تنظيم لحقوق الانسان ، الى حزب جمهوري ، ليتم مؤخرا العودة الى نفس التنظيم المندد بالدكتاتورية ، وطبعا هناك فرق شاسع بين مجرد التنديد بالدكتاتورية ، وبين النضال لإسقاط الدكتاتورية ... ان الفشل أصاب مبادرات أخرى بسبب النزوة الذاتية ، وبسبب التسرع ، وعدم الضبط ، ولم تكن نتيجة دراسة ، وبحث دقيق ، عندما تم الانتقال من تشخيص واختزال الصراع في شخص الملك ، ثم بعده في نظامه ، ثم بعده الدعوة الى الجمهورية ، لكن دون تحديد آليات ومكانزمات الوصول الى الجمهورية ، ودون تحديد نوع الجمهورية التي يريدون ، لأنه ليست هناك جمهورية واحدة ، بل توجد جمهوريات متعددة ومتنوعة ... الى الانتقال للمطالبة بالمقاومة المسلحة ، ومنها الانتقال الى طرح راية باسم الشعب المغربي ، الذي يجهل أصلا هل تم طرح راية باسمه في الساحة الوطنية . فهل مثل هذه الخرجات تتسم ببعد النظر، وبالتفكير العميق ، ام انها خرجات اندفاعية غير متزنة ، وغير مضبوطة ، ولا علاقة لها بالإيقاع الذي وصله نضال الشعب المغربي في مشواره النضالي ، والسجون ، والقمع المختلف ، والمتنوع ، والمتعدد يشهدان على ذلك ، لان الغاية منها فقط الإثارة ، كمطلب المقاومة المسلحة الذي بقي لاصقا في بلعوم صاحبه ؟ ثم ماهي القيمة المضافة التي ستضيفها مثل هذه الخرجات الدنكشوطية التي وصفها بعضهم ب( الصبيانية ) وب (المتهورة ) ، وهناك من وصفها كمطلب المقاومة المسلحة ، بفقدان الامل ، وبالانتحار من خلال لعب اية ورقة تخلط الاعلام الوطني ، وتشيع البلبلة ، والقيل والقال هنا وهناك ، وتقفز على التحول الذي يعرفه المجتمع المغربي ولو ببطيء ، لكنه تحول مشهود له بالثبات على المواقف ، وليس النط هنا وهناك بدون فرملة ، لمجرد الإثارة ، ومن اجل الإثارة فقط ؟ ان طرح نضال الراية ، وفي هذا الظرف بالذات الذي تمر به الحركة الثورية المغربية من منعطفات إيجابية ، تترجمها النضالات اليومية للحركة الجماهيرية الكادحة ، ورد فعلها على مناورات النظام التي تهدف تدجين النضال الوطني الحقيقي ، هو لفت النظر عن الصراع الحقيقي الذي يخوضه الشعب المغربي ، ومعه القوى السياسية الحقيقية التي تنشد الديمقراطية الحقيقية ، ومن جهة هو إلهاءٌ وتشويشٌ على النضال اليومي للشعب ، الذي يركز على الموضوع لا على الشكل ، على الاستراتيجية التي تتطلب تكتيكات مختلفة ومتنوعة ، تكيفاً مع مراحل التطور النضالي الذي يضبط ايقاعاته ، على ميزان القوة السائد في الساحة . فما فائدة الرمي في الساحة بمطالب ، او بمقترحات ، اذا كانت ستبقى حبيسة فكر صاحبها ، ولن تعرف طريقها الى التطبيق ، بل انها بقيت مجهولة ، ولا احد تجاوب معها من الشعب ، وأكرر هنا كلمة الشعب ، وليس أولئك الذين يشتغلون ، ويتعيشون من السياسة ، وهم ليسوا بسياسيين ، التي اعتبروها انتحارا ، واعمالا صبيانية ، كمطلب المقاومة المسلحة ومطلب الراية ؟ إذن ماهي الحالات التي يمكن فيها تغيير راية الدولة : 1 ) يمكن للنظام السياسي الحاكم ، ان يبادر من تلقاء نفسه ، ولسبب ، او لأسباب ما ، بتغيير راية الدولة ، إمّا كلياً بطرح راية أخرى بديلة ، او يقرر تغيير جزء من الراية ، لا تغيير الراية كلها ، كاللون او الشعار او الشكل ....لخ ، مثلا اثناء حرب العراق لجأ نظام البعث الحاكم ، الى الاحتفاظ بنفس الراية مع إضافة شعار " الله اكبر " ، لاستمالة المتأسلمين بمختلف تياراتهم الى جانبه ، ولإعطاء الحرب صورة الحرب الحضارية بين الإسلام ، وبين اليهودية ، والمسيحية . كذلك سنجد ان المعارضة السورية العميلة ، ابتكرت راية خاصة بها ، لا علاقة بها براية الجمهورية العربية السورية . وقد سبق لموريتانية ان غيرت رايتها ، وعندما سقط الاتحاد السوفياتي اصبح لروسيا الفدرالية راية خاصة بها ، ليست هي راية الاتحاد المنهار ، ونفس الشيء بالنسبة للجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي ، وبأوربة الشرقية ..... لخ والسؤال بالنسبة لمن يدعي ان الراية المغربية الحالية ، هي راية الاستعمار الفرنسي . هل إذا قام النظام المغربي بتغيير ، واستبدال الراية الحالية براية أخرى بديلة ، سنكون قد قضينا على الاستعمار الفرنسي بشطب رايته ، ام ان حتى الراية الجديدة البديلة سيعتبرونها راية الاستعمار ، لان النظام المغربي هو من صنع الاستعمار الفرنسي ؟ وان نحن جارينا هذا الفهم ، والتصور المعطوب للإشكالية المطروحة ، فسيصبح السؤال : من دخل اول مرة الى المغرب ؟ هل فرنسا التي جاءت بناء على طلب سلطان فاس عبدالحفيظ ، في سنة 1912 ( 108 سنة ) ، لحمايته من ثورات القبائل البربرية التي كانت تطمح الى إقامة أنظمة جمهورية ، او العلويون الذين استوطنوا المغرب منذ اكثر من 350 سنة ؟ والسؤال هنا : هل النظام السياسي المغربي ، هو نظام وطني ، ام انه نظام لا وطني ، كما تصفه الحركات الماركسية ، وبعد الجماعات الدينية ، ويصفه أصحاب الراية ؟ واذا ذهبنا الى القول بان النظام المغربي ليس نظاما وطنيا ، لأنه جاء من الشرق العربي ، فماذا عن العرب الذين جاؤوا بدورهم من الشرق العربي منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟ هل هم وطنيون ، ام انهم ليسوا بوطنيين ؟ فحسب فهم هؤلاء للإشكالية المطروحة ، فإذا كان النظام السياسي المغربي ليس وطنيا ، فان العرب بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لانهم مثل العلويين جاؤوا من الشرق العربي ، وهنا طبعا سيصبح صاحب الراية ، ومعه الماركسيين ، والاسلامويين ليسوا بوطنيين ، لانهم بدورهم ليسوا من سكان المغرب الأصليين الذين هم الإيغور . وهذا الفهم المعطوب الناتج عن العقل الكسلان والمتكلس ، انّ البرابرة بدورهم الذين استوطنوا المغرب قبل العلويين ، وقبل العرب ، هم بدورهم ليسوا بوطنيين ، لانهم ليسوا من الإيغور سكان المغرب الاصليين . انه نفس الحكم ، وانه نفس الفهم سيطبق على السوسيين ، ( تشلحيت ) ، لانهم بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لان اصلهم جاء الى المغرب من اليمن . إذن مع من توافق نزيل واشنطن صاحب الراية الجديدة : 1 ) هل توافق مع العرب الذين جاؤوا الى المغرب منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟ 2 ) هل مع السوسيين الذين جاؤوا من اليمن ؟ 3 ) هل مع الصحراويين الذين صنعوا لهم رايتهم منذ سنة 1975/1976 ؟ 4 ) هل مع الريفيين الذين لهم راية الجمهورية الريفية الانفصالية ، و معروف انه لا يطيقهم ، وهم كذلك لا يطيقونه ؟ 5 ) هل مع الامازيغ سكان الاطلس المتوسط الذين لا علاقة له بهم ، لا من قريب ولا من بعيد ؟ 6 ) هل مع الإيغور سكان المغرب الاولين الذين لم تكن لهم راية أصلا ؟ فمع من توافق صاحب الراية لطرح رايته في السوق من هؤلاء ، مع العلم انّ له مشاكل عدوانية مع كل الأعراق ، والجماعات ، والأشخاص بسبب السب ، دون سبب وجيه ، ومقبول Seul contre tous ؟ 2 ) الحالة الثانية التي يمكن فيها تغيير الراية الرسمية تغييرا جذريا ، او الاستمرار في رفع الراية الرسمية للدولة ، هو تغيير إمّا النظام ، أو تغيير الدولة . ا --- ان تغيير النظام ، يعني الاستمرار مع نظام آخر ، وملك آخر ، ضمن استمرار نفس الدولة . هنا يمكن للنظام الجديد ، وبملك جديد ، ان يختار بين الحفاظ على الراية الرسمية ، لأنها راية دولة ، وليست راية نظام ، كما يمكنه تغييرها جزئيا او كليا .... وعلى العموم هنا يتم الاحتفاظ بنفس الراية ، وهذا ما خطط له الجنرال احمد الدليمي عندما حضّر لوضع يده على محمد السادس ، بعد الانتهاء من القضاء على الحسن الثاني . ب --- أمّا إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري باسم الضباط الوطنيين الاحرار ، او بثورة شعبية ، فأكيد هنا : --- 1 --- إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري ، فالضباط سيكونون مخيرين بين : ... ا ... إمّا الاحتفاظ بالراية الرسمية للدولة التي سقطت ، لأنهم التحقوا واشتغلوا في الجيش في ظلها ، ومن ثم فان الاحتفاظ بها سيكون احتفاظا بتوظيفها في الحفاظ على التاريخ ، تاريخ الشعب الذي دافعوا عنه كضباط في حرب الصحراء ، او اعتنقوه كضباط منتمين للوطن ، وهنا تحضرنا ملاحم المقاومة المدينية ، وملاحم جيش التحرير المغربي ، وهذا يعني بالنسبة لضباط الانقلاب ، الحفاظ والتحجج بالمشروعية الوطنية التي تُمكّن من التفاف الشعب حولهم ، مثال حالة الجنرال احمد الدليمي مع الفقيه محمد البصري ، وقبله حالة الجنرال محمد افقير مع الاختيار الثوري ( جناح المقاومة وجيش التحرير ) ، من خلال اشراك الفقيه البصري في الانقلاب العسكري كذلك . --- 2 --- أمّا إذا تغيرت الدولة بثورة شعبية ، او بثورة بلانكية ، فأكيد هنا ان تغيير الدولة ، سيعقبه مباشرة تغيير الراية التي ستكون راية الثوار ( الشعب ) ، او راية البلانكيين الثوريين ، لقطع كل صلة مع الدولة التي سقطت ، وليس فقط مع النظام . ان ابسط مثال في مثل هذه الحالة ، نذكر الثورة الإسلامية الشيعية في ايران ، الثورة الروسية التي اسقطت دولة القيصر ، والثورة الصينية في سنة 1949 . ودائما في حالة الثورة التي ستسقط الدولة ، فرغم نجاح الشعب الثوري في مهمته الثورية ، فتغيير الراية لا يتم بشكل فوقي او مفروض ، بل يكون من اختصاص مجلس ثوري ، او لجنة وطنية ثورية تضم بين ( 4 او 5 ) ممثلين عن كل مدينة ، وجهة ، وقرية ، وبعدها لتطرح الراية الجديدة البديلة على الاستفتاء الشعبي ليحصل حولها توافق ، والتفاف شعبي جماهيري حتى تصبح راية الدولة الجديدة ، لأنه إذا زاغت الثورة عن أهدافها الثورية ، فإن مشكل الراية سيبقى سيف دمقليص مسلط على اية محاولة لقلب او الثورة على النظام الجديد ، وقد تكون سببا في ثورة مضادة تقودها فلول النظام الذي سقط لاسترجاع دولتها التي سقطت . إذا فباستثناء هذه الحالات التي يتم فيها تغيير الراية الرسمية ، تغييرا جذريا ، باستبدال راية براية ، او يكون التغيير جزئيا كأن يشمل اللون ، او الحجم ، او الشعار ... ، فإن أي تغيير خارج هذه الحالات يجب ان يخضع لقرار الشعب ، وقرار الشعب لن يكون الا بطرح التغيير على الاستفتاء الشعبي ، بعد ان يكون قرار تغيير الراية كليا ، او جزئيا قد بثت فيه لجنة من الخبراء الذين يمثلون مختلف الشرائح السياسية ، والاجتماعية ، ومختلف المناطق المكونة للدولة . لذا فان الخروج المبكر الغير المضبوط مع إيقاع نضالات الشعب المغربي ، في طرح مشكل الراية بتلك الطريقة ، من خلال يوتوب واشنطن ، هو تصرف انفرادي ، يخص صاحبه لا غيره ، ومآله سيكون نفس مآل الدعوة الى المقاومة المسلحة .... ومن ثم فما يحسب لمثل هكذا خرجات متسرعة ، انها تبقى مُشوّشة على النضالات اليومية للشعب المغربي ، بمختلف اطيافه وبمختلف شرائحه . فهل نضالنا اليوم في امس الحاجة الى المقاومة المسلحة ؟ وفي امس الحاجة الى تغيير الراية براية أخرى من صنع شخص فرد ، وليس من صنع شعب ؟ فمن يعتقد ان الدعوى الى المقاومة وحمل السلاح ، ومن يعتقد ان الدعوة الى تبديل الراية بدعوى ان النظام ليس وطنيا ، وانه من صنع فرنسا التي جاءت الى المغرب في سنة 1912 ، فان وجود النظام بالمغرب يسبق الدخول الفرنسي الى المغرب ب 250 سنة ، وان العرب دخلوا المغرب منذ اكثر من 1500 سنة ، وهنا فان صاحب الراية يصبح بدوره لا وطنيا ، شأنه شأن البرابرة ، والريفيين ، والسوسيين ... اذن وحسب فهم صاحب الراية ، من هم الوطنيون ؟ ومن هم غير الوطنيين ؟ واني قد اجد له عذرا لو ان شيئا من الإيغور لا يزال موجودا ، وما عدا هذه الحالة ، فاصل الدعوة هي دعوة الى حرب أهلية بين جميع المكونات التي ذكرت أعلاه ، أي حرب الرايات ، لان كل مُكون ستكون له رايته الخاصة به . أتمنى ان لا يسب المناضل المقاوم صاحب الراية الجديدة ، وان يكون له صدر رحب للنقاش وليس للسب .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا / حماقة
-
جبهة البوليساريو تتمتع بتمثيلية قانونية بسويسرا
-
الرئيس الموريتاني يؤكد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية
-
كيف يفكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني
-
النموذج التنموي
-
الأزمة الاقتصادية هي أزمتهم وليست أزمتنا نحن
-
ماذا يجري ؟ الجزائر / المغرب / موريتانية / السعودية / قطر /
...
-
وزيرة الخارجية الاسبانية لا تعترف بالجمهورية الصحراوية / هل
...
-
في المغرب هناك فقط الملك
-
الجمهورية الصحراوية ستحضر كدولة ذات سيادة اللقاء القادم بين
...
-
هل اصبح وجود الجمهورية الصحراوية واقعا مريرا صعب الابتلاع ،
...
-
هل سيقبل النظام المغربي بتعيين السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك ،
...
-
قصيدة / اضطهاد
-
لماذا يلوم العرب دونالد ترامب على صفقة القرن ؟
-
ناصر بوريطة برتبة مُتصهْينْ صُغيّرْ
-
الوقفات الاحتجاجية
-
اعتراف امريكا بمغربية الصحراء ، مقابل تطبيع النظام المغربي ا
...
-
هل يخضع نزاع الصحراء الغربية لصفقة قرن فرنسية .
-
الظواهر
-
الدكتور هشام بن عبدالله العلوي
المزيد.....
-
إسرائيل تجري مشاورة أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق
...
-
هجوم أوكراني بـ49 مسيرة على روسيا يشعل النار في مصفاة نفط فو
...
-
-نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك-.. ترامب أكيد من قبول عما
...
-
إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف لـ-حزب الله- في الب
...
-
بعد تهديد ترامب.. الصين تؤكد تمسكها بشراكة -بريكس-
-
وزير الخارجية المصري يتوجه إلى لبنان
-
الرئيس اللبناني يوجه قائد الجيش بتفقد الجنوب
-
ترامب يهاجم صحفية بعد -سؤال غير ذكي- عن تحطم طائرة واشنطن (ف
...
-
زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|