عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:07
المحور:
الادب والفن
أي طرطرا تطرطري
بـلادُنـا في سـقرِ*
لـيس بها مـن صائلٍ
الا لصوصَ الحضـرِ
جاؤوا على أحلامـنـا
كي ينعـمـوا بالدُرَرِ
لاتنتشـي صـدورُهم
من غير لونِ الأخضرِ
أما الفـقيـرُ معدماً
ليـسَ لـهُ في النفرِ
مائـدة ٌ منـصـوبة ٌ
للأشـرِ للـبـطـرِ
والناسُ ذي حياتهم
عـلى أكفِ القدرِ
ما لهمو من وطن ٍ
إلا ترابَ الحُـفرِ
فـأرضـنا مبـاحة ٌ
لمـنْ يـبـيعُ يشتري
لـقـاتـل ٍ لسارق ٍ
فاقوا جميعَ الأعصرِ
أمـا النقيُ مخـلصاً
صـارَ عـديمَ الأثرِ
* * * *
أي طرطرا تطرطري
قـومٌ قـصيرُ النظرِ
يريدها نـاضجة ً
معجـونة ً بالثمرِ
دون شـرارٍ من لظىً
أو لسـعةٍ من خطرِ
يقـطـفُ منهـا مايشـا
مـن لـؤلـؤٍ وجـوهرِ
ويرتـمي في كأسها
يشربُ ضوءَ القمرِ
بلا رياح ٍ من وغىً
أو رجفةٍ من سـهرِ
يا لكَ منْ أمـثولةٍ
قـومٌ كثيرُ الضجرِ
* * * *
أي طرطرا تطرطري
وأبـشري ، وأنذري
فلا تكونوا غفلة ً
فـشعبنا في الخطرِ
تحيـطهُ مجـموعة ٌ
تحيـكُ جمـرَ الشررِ
وتـرتـدي أقنعة ً
زاهية ً في المنظـرِ
لكـنـها سـِكينة ٌ
مسـنونة ًٌ في الظهرِ
* * * *
أي طرطرا تطرطري
قـومٌ عديمُ البصرِ
يـحسبهـا خالدة ً
دائـمـة ً للبـشرِ
لا يسـتـقيمُ أمرها
إلا بخبثِ العنصرِ
يأكلُ مـن يمينها
يسارها كالمِنشرِ
لا ترتوي بطونهم
منْ يابسٍ وأخضرِ
ولا يرون في المدى
من نابضاتِ العـِبرِ
* * * *
أي طرطرا تطرطري
وأنشري وعـبري
يا نفسُ عن سريرةٍ
مكنوزةٍ بالصوَرِ
هذا ابنُ باغ ٍ قد عوى
ذئبٌ خبيثُ العنصـرِ
فـي نابهِ لونُ الـدما
من مذبحـاتِ البشـرِ
لصٌ صفيقٌ يرتدي
ثوبَ التقي الأزهرِ
بينَ الأغاني يحتسي
أقداحَ شعرٍ عنتري
ذاكَ ابنُ عالٍ قد حوى
كلَ انتفاض ِ الأنهرِ
في قامةٍ منْ باسق ٍ
من جذرِ زهوٍ أنورِ
لكنهُ الدهرُ الـذي
يهوي بطيبِ الجوهرِ
يُعلي فحيحاً أجرباً
يُخفي زئيرَ القسورِ
* * * *
أي طرطرا تطرطري
وهللي ، وكـبري
فقد أتانا منقذ ٌ
بطبلهِ والمزهرِ
يحملُ في جعبتهِ
كلَ لذيذٍ نضرِ
فلا تخافوا عطشاً
وجوعُكمْ في سفرِ
خزائنٌ من ذهبٍ
وفضةٍ وجوهرِ
جنائنٌ تعلو المدى
أثمارُها في الأثرِ
فلا تخوضي شكوة ً
فلتنظري ولتصبري!
* * * *
أي طرطرا تطرطري
وطبلي وزمـري
وأجـجي مشـاعلاً
يا نفـسُ ، ثم حبري
حـروفنا كبيرة ً
مقرونة ً بالعبـرِ
بينا هوى إنسـاننا
لا يهتدي بالبصرِ
بلادنـا ، بلادنا
أنتِ سجلُ العبرِ!
* الشطر الأول (أي طرطرا تطرطري) اقتباس من قصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري :
أي طرطرا تطرطري تقدمي ، تأخري
الثلاثاء 23 مايس 2006
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟