كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 14:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خذوا كل الوزارات إلى جحيم المحاصصة، واتركوا وزارتي التربية والتعليم العالي، فهما مختبر الشعب للوصول إلى النتائج عبر التحليل، والاستنتاج، والتأمل للوصول إلى الأسلوب، والإداة لتحقيق الارتقاء، والالتقاء باحداثيات الحضارة والمعرفة الكونيتين.
ان معرفة التاريخ لا تخضع للشهوات القومية، والعرقية، والدينية بل هي موضوع علمي خاضع للفحص، والتحليل، والدراسة.
معرفة الجغرافية، وهوية المدن، و التوزيع الديموغرافي، هي علوم ميسرة تمنع الادعاء، والتنطع القومي، والعرقي، والطائفي.
الانثربولوجيا شأن مدرسي يزيل الالتباس، والفهم الخاطيء عن تشكيلات البشر وتنوعاته، وخصوصياته.
الأمراض، الأدوية، الوقاية، العلاج، والثقافة الصحية، هي دروس يتعلمها الإنسان في مقاعد الدراسة، و لا يهلع، أو يخاف من وباء، أو تهديد، أو مرض عضال في ساعة تهديد، أو استهداف.
الاقتصاد، و استثمار موارد البلاد، وطرق التنمية، والنهضة التكنولوجية، والتصنيع،
و محاربة الفقر، و القضاء على الفساد، وتحديد النظام الاقتصادي الحي بدلا عن الجامد،
أو الميت، هي مواد علمية، ودروس يتلقاها الإنسان في المدرسة.
السياسة، والأنظمة السياسية، وقواعد بناء الدولة، وخيارات التوجه السياسي، والمعاهدات، والاتفاقيات، والقوانين، والدستور جميعها دروس تُعلَم في المراحل الدراسية، وكذلك الديمقراطية والمدنية..
التفاصيل المعرفية الطبيعية، والبشرية، والمجتمعية هي دروس يمكن هضمها،
و الاستزادةعليها بمساهمات إبداعية.
الدين الشكلي، والشعبوي، لكم فخذوه من دون منازعة، فلا طمع للوعي الجذري بحصة فيه، لأنكم الورثة الحقيقيين لهذا التدين المضاد لدين الإنسان، ومعرفة الله عن حق.
لأن الدين الحقيقي هو اكتشاف نور الله في القلوب، قال تعالى( ونفخت فيه من روحي)
الدين هو جلاء النفخة القدسية في كيان الإنسان.الدين تأمل، ودرس يهدف إلى علاقة من دون وسطاء بين الروح الأدنى والروح الأعلى..
الفنون المقموعة بقرارات التحريم، والتضييق على حريتها، و وسائل ابداعها، وإهانة رموزها، ومبدعيها، وإخراجها تدريجيا من دائرة الدرس المدرسي، أسهم في تيبيس النسغ الثقافي لبنية العقل العراقي.
الشاهد أن المدرسة هي الحل لأزمة الوجود الفقير، و الكينونة المتلاشية، امام قوة الضياع الممنهج. العراق يعيش بلا دولة وبلا دين، تماما هو في مرحلة ماقبل الدولة، وما قبل الدين التوحيدي، بالدقة هو بحاجة إلى أبراهيمية جديدة لتحطيم اصنام واوثان القرن الواحد والعشرين، وكشف سطوة الآلهة المزيفة التي تجيد ابتلاع الدولة، وابتلاع الشرائع، والأديان.
المدرسة هي محراب الوصول إلى الله، والوطن، والحقيقة، وطريق وحيد لاكتشاف الذات الحرة السامية.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟