عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6508 - 2020 / 3 / 8 - 23:24
المحور:
الادب والفن
طيرٌ هوى في الفخِّ طارَ صَوابُهُ
إذْ فارقتهُ إلى النَــــــوى أسرابُهُ
تَرَكَتْهُ مَكْســورَالجنـاحِ مَهيضَهُ
فرداً يُنــــــــازِعُهُ البقاءَ عذابُهُ
من أين يهربُ والمنــــافذُ كلُّها
حرسٌ تدورُعلى الفؤادِ حِرابُهُ
القلبُ يَســـمَعُهُ ويهفو والنَوى
جُدُراً تُقيمُ فيســــــتحيلُ ذِهابُهُ
حتى أتى الصيادُ يطلبُ صيدَهُ
وأتتهُ من كـــل الجهاتِ كِلابُهُ
فأحيلَ مــا بينَ الفؤادِ ونبضهِ
ليطولَ عند الذكرياتِ حسابُهُ
بتنا سواءً فــــــي المثابةِ ذاتِها
نشقى بها كـُــــــــلّاً لهُ أسبابُهُ
أنا مثلهُ في العشـقِ تَيَّمَني الذي
قد راحَ يعــــــــذلُني بهِ أترابُهُ
هيمانُ يقتلني الصــدى فأذودُهُ
والكأسُ فــــي يدهِ يسيلُ حُبابُهُ
فمتى ستعرفُ ما لقيتُ كرومُهُ
ومتى تجـودُ بما استوى أعنابُهُ
أرسلتُ للمحبوبِ زاجــلَ لهفةٍ
فأتى إلى مـــــن الحبيبِ غرابُهُ
ما ذُقتُ إلاّ مرةً شــــهدَ اللمى
حتى مضى فسرى لقلبي صابُهُ
ودّعتُ قلبي عنـــــد أولِ رِحلةٍ
في الحبِّ فاسـتعصى عليَّ إيابُهُ
يَمٌّ من الأشــــــواقِ طامٍ موجُهُ
يمتدُّ في أفُـــــقِ الحنينِ ضبابُهُ
ولقد مضى من دونِ أي درايةٍ
في العومِ فاسـتولى عليهِ عُبابُهُ
مرّتْ عليَّ مـن الزمـانِ قوافلٌ
يحدو بها ريبُ الهـوى وسرابُهُ
ما زلتُ منتــظراً على شطآنهِ
أعمىً فهل تُلـــــقى عليَّ ثيابُهُ
وتكاثفتْ سُحبُ الفراقِ وأمطرتْ
حزناً نما و تســـــــوَّرتْهُ ذئابُهُ
لا الليلُ يمنحُ مســــهداً إغفاءَةً
لا في النهار تعــــــافُهُ أوصابُهُ
والوجدُ صالَ عليهِ صولةَ كاسرٍ
وحشٍ وقــــــد نشَبَتْ بهِ أنيابُهُ
وكأنّ ثأرا للأسى فـي مهجتي
جَدّتْ علي روحـــي بهِ طُلاّيُهُ
فمتى تجيءُ إلـــيَّ منهُ إشارةٌ
ومتى سينهي باللقــاءِ غيابُهُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟