أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..















المزيد.....

مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ ليس لأن الخطر الذي يهدد حركة فتح عضوياً أو تكوينياً أو لأنه بنيوياً ابداً ، بل لأن الاختلال تحول إلى نبتاً هجينياً بين سلالتين غير متشابهتين ، لقد حسم مؤتمر الرابع للحركة المنعقد في دمشق من شهر أيار لعام 1980م انحيازه الكامل للتحالف المقام آنذاك بين ابو صالح ( عضو اللجنة المركزية وواحد من ابرز أعضاء قيادة قوات العاصمة والحليف التاريخ لابومازن عضو اللجنة المركزية سابقاً والقائد العام الحالي للحركة ، بالفعل نتائج الانتخابات جاءت صادمة لمحور ياسر عرفات بل كادت النتائج في المجلس الثوري تفقد ابو عمار القواعد التنظيمية ، لولا كوتة العسكر التى أعتبرت آنذاك إنقاذية والتى اعتمدها المؤتمر نفسه بتعين أكثر من خمسين شخصية عسكرية في المجلس الثوري ، كانت الأمور قد أخذت منحاً أخر ، ومع كل ذلك ، بات الانقسام واضح بين تيارين يختلفون في النشأة والمسار على الرغم من اتفاقهم النسبي بالأهداف ، عندما اعتبرا الطرفين بأن النقاط العشر ليسوا سوى خطوات مرحلية ، لكن الفراق تجلى بعد ما تمكن ابو صالح واليسار الفتحاوي اتخاذ قرار حاسم باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية عدواً أساسياً للشعب الفلسطيني وفلسطين وقرر المؤتمر توثيق العلاقة مع الاتحاد السوفيتي على كافة المجالات .

بالطبع ، كلما أتوقف عند واقع استهجاني إلا وجائتني مسألة أولى مركزية من بين حاجات أخرى حماسية ومرتفعة الثمن ، خرج أبوعمار الذي يمثل اليمين الفتحاوي من المؤتمر الرابع يحمل في يقينه بأن النتائج ليست سوى إنقلاب واضح على سياساته وإدارته للحركة على الاخص مع توطيد اليسار علاقته بالنظام الأسد الأب بعد خلافات جذرية كانت الساحة اللبنانية شهدتها بين الطرفين ، في المقابل أنفتح ياسر عرفات سرياً على السادات وباتت القاهرة تشكل له قناة بالادارة الامريكية بالإضافة للدعم السعودي العراقي بشكل خاص والخليج بصفة عامةً ، في حين شكل القذافي الدعم لليسار الفتحاوي وباتا الطرفين على استعداد كامل للمواجهة ، بالطبع الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982م افقد الطرفين القوة العسكرية وبالتالي أصبحت سوريا الأسد مركز أساسي للثورة وأخذ ابو صالح من البقاع اللبناني مواقع لأتباعه تماماً كما تمركزت قوات ابوعمار في طرابلس لبنان قلعة جماعة المسلمين ، إلى أن التيار اليساري أعلن عن حركته التصحيحية واعتبرها اليمين الفتحاوي بعملية انشقاق لا بد من مواجهتها بأي ثمن ، قبل ذلك ، كان ابو صالح أخذ خطوات تبتعد عن موسكو بعد موقفها السلبي من الاجتياح للبنان بل اعتبر عدم تقديم الدعم العسكري للثورة أثناء الحرب قد أخرجها من الدول التى ممكن أن يعتمد عليها في المستقبل وهذا شكل اطمئنان للأسد الاب الذي ضمن بأن الثورة الفلسطينية ستتحول إلى ورقة من الأوراق التى ستتحكم بهم المخابرات السورية .

أُتخذ القرار في دمشق وحصل الانشقاق ووضع التحرك حد لكل التباينات والمواقف والتخندق ، حصد ابو صالح ما يقارب 350 عضو من أعضاء المؤتمر الرابع من أصل 480 عضواً ، لكن اللجنة المركزية باستثناء شخص واحد تخندقت جميعها خلف ياسر عرفات بما فيهم ابو مازن ، كان ذاك اليوم قد سجله التاريخ ، بيوم الفراق بين ابو صالح وابومازن رغم أنهما خرجا من المؤتمر الرابع منتصران ، وهنا واجه الدكتور محمود عباس خريج الجامعة الروسية (جامعة صداقة الشعوب لدراسات الاستشراق ) شبه عزلة في تونس وليست غربة ، لأن لم يتبقى من التيار اليساري سواه وأشخاص قليلون لا يوجد إطار يجمعهم ، بل فقد ابومازن تحديداً شخصية كشخصية ابوصالح ، كانت حاضرة بقوة بين القوات المسلحة والقواعد التنظيم للحركة ومع سقوط الاتحاد السوفيتي فقد آخر حليف حقيقي له ، لكنه سرعان ما فاجأ الجميع بدراسة الهجرة الروسية إلى إسرائيل وبالتالي بدأ بصنع تحالف جديد موازي للمربع الأمريكي مع اقتناعه بأن واشنطن لم تعد تولي اهتمام لعملية السلام على الأخص بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، وبالفعل شكلت علاقته مع المجتمع الروسي في إسرائيل وزن دولي وبالتالي فرض نفسه على الأمريكان والمجتمع الدولي وايضاً داخل مربع الحركة ومنظمة التحرير ، بالرغم من تحفظ الأمريكان عليه إلا أنه شكل صدمة إحترافية في إقناع الإسرائيليين بضرورة التوصل لحل ينهي الصراع الدموي بين الطرفين ، وبالتالي هذه الصدمة أعادته ليس فقط إلى الحلقة المصغرة للحركة بل تحول الرجل الأهم والإنقاذي وبالتالي عندما أصدر كتابه القصير one way ticket ، كان قد حدد مسار الحركة المستقبلي وهذا يشير لمسألة جوهرية ، بأن اليوم الحركة جميعها تتحرك في مكان ، في حين يتحرك هو باتجاه مختلف ، تماماً كما كان حال كبار قادة الحركة في الماضي ، يتحركون في مكان وهو كان يتحرك في منطقة مختلفة .

قبل إنعقاد المجلس الوطني في دمشق التابع للمنظمة ، أغلق ياسر عرفات جناح الاستخباراتي والمسؤول عن العمليات في الخارج ( أيلول الأسود ) تحديداً بعد العملية الشهيرة في مدينة ميونخ الألمانية ، بالطبع جاء ذلك بناءً على طلب المجتمع الدولي ، لم يمضي عام من قرار الإغلاق ، اتخذوا المجتمعون في مجلسهم الوطني قرار إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية إلى جانب دولة إسرائيل ، تماماً كما أن في شهر اب من عام 1989م تحديداً قبل هذا العام ، أعلن أبوعمار من جنيف نبذه للعنف وذهب إلى عقد مؤتمر فتح في تونس ووصف بمؤتمر تصفية الحسابات ، إرتفع عدد أعضاء المؤتمر بشكل خيالي ، من 120 عضو الذين تبقوا بعد الانشقاق إلى 1169 عضواً ، الأغلبية الساحقة التى شاركت في أعمال المؤتمر قد تكون جاءت من ميادين العمليات القتالية ، لكن هذا ليس كفاياً لتكون مؤهلة لرسم سياسات الحركة أو مناقشة المشاريع أو قيادتها ، يومها انتقلت حماية المؤتمر من موسكو التى وفرت في المؤتمر الرابع من قاعدتها في طرطوس الطائرات والرادارات والبوارج لحماية المجتمعين إلى واشنطن ، تولى الأسطول السادس البحري الأمريكي في البحر الأبيض حماية المؤتمر السادس من أي اندفاعات إسرائيلية غير محسوبة أو مجنونة وقاد جهاز الأمن الموحد غرفة عمليات مشتركة لتأمين أيام المؤتمر ، وفي هذه المناسبة ، استحضر من ذاكرتي مصطلح كانوا كوارد الحركة يتداوله ، كواحد من منابت السخرية ، لكنه تحول إلى سلوك منتظم في جميع مؤتمرات الحركة لاحقاً ، ( سياسة القائمة )، التى يتم تزوديها للأعضاء لحظة التصويت أو الاقتراع وبالتالي هذا سلوك يشبه بالفعل لأولئك التلاميذ الفاشلين الذين يزودهم آبائهم ببراشيم أثناء الإمتحانات بالإضافة أن الانتخابات شهدت تزويراً كبيراً لحد تم تعطيل الحواسيب واعتمدت آلية الفرز اليدوي من أجل تغيرها ، لقد أسس الانشقاق سياسة ملء الفراغ ، أفقد الانشقاق حركة فتح عنصر غاية من الأهمية ، استيلاد القيادات ، لهذا يعاني ابومازن القائد العام للحركة اليوم من فراغ مخيف ومرعب يهدد مستقبل الحركة .

تنوعت حركة فتح بانتماء مؤسسينها ، بأيديولوجياتهم المختلفة ، الإخوان المسلمين ، القوميون والبعثيين والتحرريين والشيوعيين والمتشددين والمعتدلين والمستقلين ، جميعهم اخفقوا في الوصول إلى أن يكونوا شركاء مع الإسرائيلي ، وهذا له تفسير واحد كان قد أشار له الشاعر والكاتب الأرجنتين خورخي لويس بورخيس المعروف بانحيازه للمشروع الإسرائيلي ، عندما قال في إحدى قصائده تحديداً بعد حرب النكسة في حزيران من عام 1967م ( أعلم أنكِ يا إسرائيل في الكتاب المقدس المطوق للزمن / في تاريخ آدم الأحمر / وفي ذاكرة وعذاب المصلوب / وينهي قصيدته بقوله ( بوركت يا إسرائيل لتحمي جدار الرب في قلب المعركة ) ، لهذا يعتبر الشاعر بورخيس نموذج صريح لعالم مصاب بالعمى الأفقي ، لأنه لم يشاهد الأطفال كيف ماتوا ويموتون أو يذبحون أو النساء كيف مشينا حفاة وهم يحاولون قطع النهر هرباً من التنكيل والموت ، أو التوطين في الخيم لعقود ، وبالتالي صنعت حركة فتح ومنظمة التحرير المستحيل من أجل تجنيب أطفال إسرائيل وفلسطين معاً من مستقبل مجهول إلا أن الحركة الصهيونية غير قابلة لتقديم أي تنازل حتى لو كانت قيد أنملة ، واخيراً وقبل أن أغلق مقالي هذا ، هناك حقيقة دامغة لا بد من التوقف عندها ، رغم الخلافات العميقة التى حصلت بين أبوعمار وابومازن وحملة التحريض الواسعة التى شهدتها الساحة الفلسطينية ، إلا أن ، عندما أدرك أو بالأحرى استشعر ياسر عرفات لحظة رحيله ، لم يجد شخص أخر سوى ابومازن لكي يتولى المهمة وبالتالي ابو عمار لم يجد صعوبة في رمي الحمل عليه دون أن يشعر بالقلق ، وبين الماضي القريب والمستقبل المجهول ، يستولد سؤال ايضاً مركزي ، هل سيجد ابومازن من يولّيِه المهمة بعد ما أحدث المؤتمر الخامس تحولاته الجذرية ، بالتأكيد المهة ليست سهلة كما كانت عند ياسر عرفات . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...
- الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...
- بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول . ...
- الشيطان الاكبر ونبته الشيطاني ...
- اندفاعات يمينية تقلل من فرصة ترميم سفينة نوح ...
- التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...
- لإسرائيل الكلمة العليا في العمق الأفريقي ، سنوات من العمل ال ...
- بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...
- تكّلِفة الرد وتكلفة السكوت ...
- تواصل الحركة الصهيونية تفكيكاتها ، التحالف الجديد للصهيونية ...
- الفارق بين من يسوق البحر وأخر يجدف في البانيو ..
- الانعطافات الكبرى لخروج الامريكي من العراق قبل تحقيق الدولة ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..