فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الظواهر الخارجية موجودة بيننا إلا أن معرفتنا لهذه الظواهر يكون مختلف بين إنسان وآخر حسب معرفة الإنسان ومصالحه ووجهة نظره كما أن اختلاف الفكر مع الواقع يختلف بين إنسان وآخر ولا يوجد إنسان يشبه إنسان آخر سواء كان عالم أو جاهل أو مثقف أو أمّي ويقول أب الاقتصاد الرأسمالي (آدم سمث) (لو توحدت الأفكار لبارت السلع) ومن خلال هذا المفهوم إن الأزمة العراقية أصبحت حلولها ومعالجتها مقتصرة بين رئاسة الجمهورية التي أصبحت الكرة في ملعبها وبين الكتل والأحزاب السياسية وكأن الأزمة العراقية ومشاكلها وحلولها مقتصرة فقط على هذه الفئات وأهمل وأبعد جماهير الشعب المتظاهرين أصحاب المصلحة الحقيقية في حل ومعالجة الأزمة العراقية الآن وقد طرحت أفكار ووجهات نظر وحلول من أطراف سياسية منطلقة من مصالحها الذاتية التي كانت هي السبب بوصول العراق إلى ما نحن عليه الآن واندلاع وانفجار المظاهرات التي مضى على انطلاقها حوالي خمسة أشهر وقدمت حوالي خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح والعشرات من المخطوفين والمعتقلين ولا زالت الحلول والمعالجات تراوح في مكانها (الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة) في تناقضات وصراع مصالح ذاتية بعيدة عن مطاليب الشعب المتظاهرين المشروعة... إن الأسباب التي أشعلت (ثورة الجوع والغضب) العفوية والسلمية واضحة كوضوح الشمس (الجوع والبطالة والفقر والحرمان والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية وغيرها) ... هل هنالك كتلة سياسية أو حزب سياسي تستطيع أن تتجاوز هذه السلبيات في نظام الحكم ؟ ألم تكن هذه القوى هي التي حكمت العراق منذ عام/ 2003 إلى الآن وأفرزت هذه السلبيات ...؟ والمثل يقول : (فاقد الشيء لا يعطيه) إن القوى السياسية لا تستطيع أن تتجاوز الظاهرة العراقية لأنها هي السبب في خلقها ووجودها ولذلك يجب استبدالها بعناصر جديدة تستطيع تجاوز معاناة وآلام الشعب العراقي ويتم ذلك من خلال الاستجابة والتفاعل مع مطاليب المتظاهرين أصحاب المصلحة الحقيقية المعبرين بصدق وأمانة عن آلام وآمال وأماني الشعب العراقي في وطن حر وشعب سعيد يرفل بالحياة الحرة الكريمة.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟