|
البحر يهــــاب موجه
هدى يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 23:40
المحور:
الادب والفن
جلستُ على حافة ترعة قريتى ،أرتاح بعد سفرى .. وأحتمى فى المنطقة الرمادية بظلال شجرة الجميز,, سقطت ثمرة خضراء على رأسى إنتفضتُ، إحتوتها يداى .. رأيت بحرًا أبحر وسطه، ويقينى أنها ترعة قريتى.. فى عمق الماء دخلت كهفًا وخرجت حائرة .. هل ما أراه ظلال بحر أم ظلال وجود؟ !! ومازلت أبحــــــــــــــــــــــر .. لا أجرؤ على رمي وخلاصى من ثمرة الجميز.. توالدت دوائر من دوائر، ثم تجددت وإتسعت .. وأخفى فيها ما بروحى من تســـــــــاؤل.. لا يوقف التوالد ، يطمئننى أننى به تفردت وبلغت المنتهى .. ممــــا جعلنى أنتشى .. *** يــــدى اليمنى تسوى الجسر مكان جلستى .. صادفتُ قطعة طين ناعمة، تذكرت خالتى حين حملها واكل قطع الطين الأملس الذى تختاره بعناية، القيت القطعة فى الماء على عجل .. إنتفضت الثمرة فى جيبى الأيسر.. ضمتها يداى بحنو كى تأمن خوفها .. زاد توهج شفافية الثمرة وعاد إختلاجها ينبض !!.. مـــــا أراه بعثر رؤيتى .. وأدخل رأسى فى جسر فُتحت بوابتة وخالفت المألوف .. خطوط قضبان لقطارات مسرعة تُطَيِرُ شعرى، وترفع ملابسى تغطى بها رأسى، أسارع وألملم كى لا يطول التعرى .. حين انشغالى بعريّ وجدتنى داخل مغارة ! !. رأيتـــــ من لا أعرفه أمامى .. عجبت من تبجحى وإنعدام خوفى من غريب .. وظللت ثابتة واجمة.. حين إقتربت أنفاسه إنتفض جسدى وإرتطم بحائط حجرى، وبعدت بيننا المسافة.. :أنـــــــــــــــا أنتظرك. : تنتظرنى!! من أنت ؟ لم يرد : كيف جئتُ هنـــــــــــــا؟ لم يرد : كنتُ أجلس على جسر ترعة قريتى تحت شجرة الجميز!! ولا أسمع غير صوتى، ونبض قلبــــــى . مــــــر وقت.. إبتسم : هى من دبرت اللقاء .. : من هى ؟ : إيزيس التى إحتميت بظلها ومنحتك طاقة الرؤية المتجددة .. : إيزيس !! كنت أحدق فى الماء.. : إيــــــزيس.. إيــــزيس.. إيزيــــس. تبدد توترى بتكرار نطق الإسم .. : أنتِ إخترتِ.. :إخترت ؟! :نعم إخترت الطريق والشجرة.. :لم أختار !! جلست أرتاح من سفرى على جسر ترعة قريتى وأستظل بشجرة الجميز من الصهد.. وظللت أحكى، أودعتُ الغريب أسراراً قديمة لا يعلمها غيرى، وسال عرق حياء ما بُحّتُ وقلته وما لم أقله!!
قال بتمهل وعيناه فى اتجاه بعيد عنى : حين غيابك لا أذكرك، وحين حضورك أرتبك، ينقصنى وينقصك الغواية.. ربما فقدناها من زمن .. الله خلق الكون كفكرة " كن فيكون" وتجسدت الفكرة فى سبعة أيام، نبوءة الأزل تقول : الأرض خلقت فى يومين، وما عليها خلق فى يومين، والسماء جعلها سبعًا فى يومين، أنا وأنت جئنا فى اليوم السابع .. إفتحى نوافذك ونوافذى على الحقائق والأوهام، حياتنا إرتبطت بحيوات أخــــــــرى. قـلت ولا أعرف من لقننى ما قلته : " اللاوجود سابق للوجود، وأنا كوعاء للقص الشعبى، أجمع تصورات معارضة ورافضة للأعراف والعقائد، وأتشكك أحيانا فيما ترسله السماء من إشارات ، ودائمًا اجدنى فجرًا لا يحتمل إنتظــــــار.. قاطعنــــــــــــــــــى : تعاويذ النور بلا براهين.. حين غبتِ اختزنتُ هروبك بمزيدٍ من تماسك . تمرين اليوجا الوحيد الذى أجيده غالبت به غضبى وهزائمــــــــــــــــى !! وإنصرفت عن كتابة صفحات الخيانة لمأجورين يجيدون تزوير الحقائق المخزية، هزيمتى عشعشت فى أبنائك العجزة !!.. "ماعت" بين يديه الميزان ليقيم العدل، ولن أهرب من عقابى، فُقدت أرواح حائرة حين تشككت فى الآلهة، والمحب يظل أميناً ومحبًا، قوانين الشيطان يؤلمنى إنتصارها .. أُطمئن روحـــــى وأردد "لن تدوم.. الويل لمن لا يحترم قانون "ماعت"، ويكره يهوذا، ويستجير بحكمة سليمان ، ويعشق سماحة بوذا.. تُقام عروشًا فى سمواتٍ ملتبسة، وزاد لغط وساوس وشبق من لا يحملون ديانه، وذاعت تراتيل مشوهة.. دعوت الخالق أن تُبعث روحى فى خلق آخر كى أتخلص من أخيلة مارقة، وألعن زيف من يسعون ليصبحوا ملوكًا كى يتحكموا.. والليل يؤكد دائماً أنى ماضٍ تائه فى محيط الأزل" قاطعته : ما أسمعه هلاوس خرافة مغارة ام حقيقة !! تجاهل سؤالى وإبتسم : جراحك تنتظر نوبة بعث يزيل زيف غطرسة.. : اغتيلت شكواى قبل وصولها، ببنود إستيلاء غرائبى.. و أغلقت الأبواب أمام يقين يائس .. وأدور داخل دوائر مغلقة.. : لو شيدوا جدران من فولاذ لن يخبو مدد الأمد.. أصحاب الخيال يسكنهم يقين، وتعاويذ الخواء لا يخشوها.. اقتربى كى أودعك سرًا ونعيد زمنه .. زاد ارتباكى وابتعدت اكثر وجلست فى طرف ظله، أختزن الصمت .. هدأت أنفاسه وإنشغلت بتهيئة مكانًا يرتاح فيه ربما تكتمل له رؤية صحيحة.. حين إنتهيت وهممت بالكلام.. نظرت فى شحوب وجهه، رأيت ملامحه تشبهنى!!.. ويداى متربة تسوى تراب طين متجمد لجسر ترعة قريتى تحت شجرة الجميز .. فتحت عيناى أكثر رأيتنى أتفحص توالد دوائر وأسئلة المـــــــــــــــــوج ،.
#هدى_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثير الصعود
-
نقش لمجهول!!
-
طريق زوجة زوجي
-
جمر الرماد
-
أسانيد التأويل
-
بقعة حمراء
-
وحشة عاصفة
-
لا يدهمك الغيم
-
يرفل فى الدجى
-
دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف
-
سطوع الخفوت
-
حجاب شوق
-
اللغّم
-
غوايه الموج
-
ذوى الأغطية
-
تصفيه حساب
-
كبف تصبحين كبشا
-
حدث فى الشتاء
-
وشم الوجدان
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|