أنيس يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:06
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
كدنا نصدّق أن بعضهم دفع بالتاريخ إلى حافة النهاية ، خاصة ، وإحدى حافتي التاريخ طويتْ كبساط يحمله طفل تحت إبطه .
صحيح أن التجربة السوفياتية ، وكل ما كان يدور في فلكها ، سقطت . وكان يجب أن تسقط لأنها كانت حافة مزعومة للتاريخ لما كانت تحمله من المثالب والتسلط . لكن الحافة الأخرى ، أي الرأسمالية ستسقط بدورها في زمن لا نستطيع تقديره بدقة .
ها هو الرئيس الفنزويلي شافيز يرسم حافة أخرى للتاريخ ؛ حافة توحي بمدلولاتها أن هنالك متسع من الأمكنة للوقوف فوقها وإعلان نهاية التاريخ .
بالرغم من سقوط التجربة السوفياتية ( أتحاشى أن أقول الاشتراكية ) ، إلا أن مفهوم العدالة بين أبناء الأرض لم يسقط ، ولن يسقط ، خاصة وبذور العدالة ليست من الصنف الآحادي ، بل هي تنتشر في ثقافات الشعوب دون قصد أصحاب الأفكار والآراء الاجتماعية ، أحياناً كثيرة .
كذلك السقوط المنتظر للرأسمالية لن يكون اعلان سقوط المفاهيم العظيمة التي أنتجتها ؛ الحريات والديمقراطيات . قد يقول أحدهم أن العالم بأسره يسير باندفاع وسرعة نحو النمط الاميركي ( الرأسمالي ) ، حتى أؤلئك الذين يجاهرون بتميزهم ، وأعني الصين وكوريا وكوبا . هذا صحيح ، لكن ، على الآدميين أن يسيروا دائماً ، فالواقفون في أماكنهم ليسوا في النهاية أكثر من شواهد للمقابر . طالما السير فطرة البشر ، علينا ألا نخشى من السائرين ، بل من أؤلئك المتخشبين فوق محطات القطار الذين لا عمل لهم سوى رشق القطار والمسافرين بحجارة من نار ...
شافيز بما يبنيه من مفاهيم ، فيها عدالة الاشتراكية وحرية الرأسمالية ، سيغري السائرين يوماً بالتوجه نحوه ، وها هم الآن كثرة .. وشافيز الآن خصم للامريكيين بما يختصرونه من هيمنة واقتصاد كبرت أظافره وأنيابه . ولا بد لشافيز أن يكون خصماً لتلك الأنظمة الآخذة بالنظرية الاشتراكية المتخشبة ، بما تختصر من قمع وتسلط .
بالنهاية ، كان لا بد من ظهور شافيز في مكان ما .. ليته كان بيننا .
#أنيس_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟