زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)
الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 22:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل ما يحصل لأي شعب هو نتيجة حتمية لكيفية تعامل سياسيه وقادته مع الاعداء.
والمسألة برمتها يمكن اختصارها بـ "الفعل ورد الفعل".
وهذا يتوقف على القوة التي تحرك الفعل والقوة التي تحرك رد الفعل. مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف المحيطة ودراستها بدقة وعناية كاملة.
وإذا تجاهل القائد أو السياسي هذه القاعدة، فسيوقع نفسه وشعبه حتما في مصاعب وتحديات قد تودي به وبشعبه إلى التهلكة.
فالمسألة عندما تبادر إلى الفعل، لا تتوقف على الإحتمالات التي تلبي رغباتنا وتنسجم مع عواطفنا وأحاسيسنا، وإنما على معادلات صعبة يجب إيجاد حلول معقولة ومنطقية لها، وليس التهرب منها أو تجاهلها والمغامرة بمصير شعب بمجرد أن هذا الشعب مظلوم ومن حقه أن ينال حقوقه.
فشعوب أوروبا الشرقية استفادت من تجربتي هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا حين كسحت الدبابات السوفيتية شوارع بودابست 1956وبراغ 1968، ولم تورط نفسها بمواجهات خاسرة، إلى أن تغيرت الحسابات فقامت بالقضاء على الدكتاتوريات دون خسائر تذكر.
هل معنى ذلك أن نستسلم للعدو ونتخلى عن حقنا في حريتنا واستقلالنا؟ طبعا لا، فللنضال أشكال متعددة أسهلها حمل السلاح وأصعبها النضال السلمي والارتقاء بوعي الشعب إلى مستوى قريب من مستوى العدو في المجالات المتاحة كالإقتصاد والتعليم بحيث يزول ذلك البون الشاسع بين قدراتنا وبين قدرات العدو.
فليس دائماً الخط المستقيم هو أقصر الطرق إلى الهدف، ولا سيما في المجال السياسي ،بالعكس قد يكون أطول بكثير من الخط المنكسر.
ثم علينا أن لا ننسى أن الفقر والجهل والفساد والقهر مع الإستقلال، هي أيضا أعداء، وقد تكون أسوأ من العدو المستعمر ذاته.
#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)
Zagros__Amedie#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟