|
وفاز ترامب ...
ابراهيم ابوعتيله
كاتب
(Ibrahim Abu Atileh)
الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثلاث سنوات من العطايا والهبات ، ثلاث سنوات من الكرم الأمريكي – الصهيوني – الأنجليكاني، كرم تُرجم على شكل هدايا متلاحقة لتصل على أطباق من ذهب إلى ولي أمر الصهيونية وزعيمها الفظ المبتسم في تل أبيب ... فمن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في أمريكا إلى وقف المساعدات الأمريكية للأونروا والدعوة لتصفيتها ، إلى الإعتراف بضم الجولان لكيان العدو فضم القدس والإعتراف بها عاصمة أبدية لكيان العدو وإلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى تقديم الخطة الصهيوأمريكية التلمودية لتصفية القضية الفلسطينينة – صفقة القرن – الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتدمير كل حلم بعودة اللاجئين الفلسطينيين أو قيام شبه دولة فلسطينية .... تلك الهدايا الي قدمها ترامب نيابة عن المعسكر الإمبريالي المتصهين وعن الطائفة المسيحية المتصهينة ( الكنيسة الإنجليكانية ) كان لها الدور الحاسم في تغيير توجهات الناخب الصهيوني في كيان العدو ، ولقد اعتبرها نيتنياهو إنجازاً شخصياً له وبفضله بما في ذلك خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية والتي جاءت متوافقة تماماً مع أفكاره بل وأبعد من ذلك ووفق ما نشرته العديد من وسائل الإعلام التي أشارت إلى أن نيتنياهو قد شارك في إعداد تلك الخطة من ألفها إلى يائها. وعلى الرغم من أن تلك الهدايا في غالبها ليست جديدة فلقد تم تقديم تلك الكثير من الهدايا قبل الانتخابات السابقة بما في ذلك ما قدمه بوتين لنيتنياهو عندما قدم رفات الجندي الصهيوني الذي سرقه من مقابر مخيم اليرموك في دمشق ليقدمه هدية لنيتنياهو أثناء زيارته لموسكو وقبيل انتخابات الكنيست السابقة بأيام معدودة إضافة لحجب " الكود " الخاص بصواريخ ال S 300 عن الجيش العربي السوري وبما يكفل حرية طيران العدو في ضرب مواقع وقواعد الجيش العربي السوري وقواعد قوى محور المقاومة دون رادع فعال. إن العنصر المختلف والأكثر تأثيراً على الناخب الصهيوني في الانتخابات الأخيرة كان بالتأكيد خطة كوشنير – ترامب – نيتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية والتي تضمنت فرض شروطاً قاسية جداُ على الفلسطينيين تقتضي التنفيذ حتى تقبل أمريكا وكيان العدو بقبول استسلامهم وتنفيذ ما يريد نيتنياهو من حيث ضم غور الأردن والاعتراف بيهودية الدولة وإنهاء ملف اللاجئين والقدس بصقتها عاصمة أبدية للكيان مع رمي ملف عودة اللاجئين في المحرقة فلا سيطرة للفلسطينيين على أرض أو حدود أو مياه .... حيث صنعت الخطة أرخبيلاُ للفلسطينيين يعجز العالم عن تخيله وقالوا لفلسطينيين خذوا أرخبيلكم فيمكنكم إقامة كيان لكم عليه ون نمانع حتى لو أسميتوه إمبراطورية ... نعم ، لقد تم تقديم تلك الخطة شكلياً لكلا المتنافسين الرئيسيين في الانتخابات الصهيونية فتم دعوة غانتس ونيتنياهو لواشنطن لعرض الخطة ( صفقة القرن ) صورياً عليهما وكأن لا علم لهما بها قبل ذلك ، فاندفع غانتس بترحيبه بالخطة واعلن موافقته عليها واستعداده لتنفيذها بالكامل انسجاماً مع فكره الصهيوني ، فيما شارك نيتنياهو مع ترامب في المؤتمر الصحفي التي تم إعلان خطة التصفية من خلاله متصدراً المشهد بابتسامته الفظة أمام كل وسائل الإعلام في العالم وكأنه يقول للناخبين الصهاينة " ها قد حققت لكم نصرا جديداً وأنهيت لكم الحلم الفلسطيني " . لقد كان إعلان خطة كوشنير ترامب نيتنياهو عنصراً حاسماً في تقدم نيتنياهو في الانتخابات على الرغم من كونه ملوثاً بقضايا فساد ستنظرها المحكمة بعد أيام قليلة ولقد أثبت الناخبين الصهاينة بأنهم عنصريون بامتياز ولا يهمهم الا استسلام الفلسطينيين وليس االسلام معهم . أما عن سكان الأرض الأصليين أو ما يستحب الإعلام العربي المتخلف إطلاق اسم " عرب إسرائيل " عليهم اعترافاً ب " إسرائيل أولاً وبوجود عرب فيها ثانياً ... فقد زادت نسبة مشاركة العرب الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة في هذه الانتخابات ووصلت إلى حدود 65 % من الناخبين وهو رقم غير مسبوق الأمر الذي كفل لهم الحصول على 15 مقعداً في الكنيست ليمثلوا القائمة المشتركة الأمر الذي اعتبرته بعض وسائل الإعلام الصهيونية زلزالاً ضرب كيانهم ... لقد كان موقف فلسطينيي الأرض موقفاً قومياً بكل الاعتبارات فلقد وقفوا مع فلسطينيتهم وإن كانت نسبة مشاركتهم تقل كثيراً عن مشاركة الصهاينة لسبب بسيط وهو أن الصهاينة يشاركوا بانتخاباتهم لتعزيز كيانهم وعنصريتهم ، فيما يرى كثير من الفلسطينيين بأن مشاركتهم في مثل هذه الانتخابات نوع من " الأسرلة " والتي تعني بالضرورة اعترافاً بدولة الكيان الصهيوني وتستلزم الولاء لها وعلى رأس هؤلاء حركة ابناء البلد والحركة الاسلامية " جناح الشمال " .. علماً بأن كافة الفلسطينيين في الأرض المحتلة يقاومون فكرة " يهودية الدولة " ويسعون إلى تحقيق مطالبهم القومية بأساليب ورؤى مختلفة . ولعل مما يعيب على من شارك في الانتخابات الصهيونية من الفلسطينيين هو شعارهم الأساس الذي رفعوه وهدفهم الرئيسي المتمثل في إسقاط نيتنياهو واستعداد بعضهم للوقوف مع غانتس او استعداد بعضهم مشاركته في تشكيل الحكومة أو دعم حكومته على الأقل ، وهي نظرة وموقف خاطئ بالضرورة فقد بينت مواقفه الأخيرة ودعمه لخطة كوشنير ترامب نيتنياهو واستعداده العمل على تنفيذها مدى عنصريته وصهيونيته . نعم لقد تفوق معسكر نيتنياهو - ترامب في الانتخابات الصهيونية الأخيرة بفضل هدايا ترامب ومنحه الكثيرة ، لقد تفوق نيتنياهو الأكثر عنصرية وفساداً على غيره من الصهاينة بفضل تلك الهدايا .. الأمر الذي يتحقق معه القول " لقد فاز ترامب في معركة إثبات صهيونيته " فهل سيكون ذلك ذلك مؤشراً على فوزه في الانتخابات الأمريكية القادمة من خلال دعم الصهاينة له .... ربما سيكون ذلك !!!! عمان – الأردن 5 / 3 / 2020
#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)
Ibrahim_Abu_Atileh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وراء العدو في كل مكان !!! - شعار من أيام زمان -
-
العودة حق طريقه الكفاح المسلح
-
منظمة ماتت وثورة قادمة
-
الاستجداء لا يحرر وطناً ولا يقيم دولة
-
- الصفقة - وإملاءات الاستسلام الفلسطيني
-
أقول لايران - الشمس ما بتتغطى بغربال -
-
العراق ليست هامشية والخلاف مع ايران ليس ثانوياً
-
مظاهرات العراق ثورة ضد الفساد وأشياء أخرى
-
ترامب – أردوغان والحب - الصعب -
-
أكراد سوريا بين حلم الدولة أو دولة الفدرلة أو الإندماج الوطن
...
-
تركيا والكرد وجهان للعدوان المستمر على سوريا
-
كيف يكون ذلك الرئيس قدوة؟
-
جدلية العودة والتحرير
-
منظمة «أوتبور» وانقلاباتها من صربيا إلى الربيع العربي ففنزوي
...
-
فنزويلا منارة للثورة و- مادورو - رمزاً لها
-
أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة
-
أنا لاجئ فلسطيني و- الأونروا - كانت وما تزال - توأمي -
-
أنا لاجئ فلسطيني وتلك المنظمة لا تمثلني
-
أنا لاجئ ولن أخرج من جلدي حتى العودة
-
شكراً للأونروا وتباً لأمريكا
المزيد.....
-
إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية على مختلف الأقاليم ا
...
-
الرئيس الروسي يعلن استعداد بلاده للتفاوض حول النزاع في أوكرا
...
-
ماكرون يعلن عن عملية تحديث لمتحف اللوفر تستغرق سنوات لاتمامه
...
-
فلسطينيون يواجهون أسوأ مخاوفهم في شمال غزة
-
مسيرات أوكرانية تستهدف منشأة للطاقة الذرية في مقاطعة سمولينس
...
-
-هآرتس-: ارتفاع مبيعات الأسلحة من صربيا لإسرائيل بنسبة 3000%
...
-
سوريا.. تنظيم -حراس الدين- يعلن حلّ نفسه
-
المبعوث الأمريكي يبحث اتفاقا شاملا للشرق الأوسط يشمل إعمار غ
...
-
القيادة العامة السورية تصدر بيانا عن لقاء الشرع وبوغدانوف في
...
-
المغرب.. توقيف مشتبه به لتورطه بالاحتيال منتحلا صفة مسؤول بم
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|