|
نحن نتجه بقوة نحو الفوضى فى عالم ما بعد الحقيقة !
سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 09:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى العام 2004 نحت كاتب امريكى اسمه رالف كيس تعبيرا جديدا لكن لم يكن معروفا من قبل. و لم يضفه قاموس اوكسفورد الشهير الا فى عام 2016 .كان تعبير ما بعد الحقيقة من اهم التعابير التى تم صياغتها فى تلك الاوقات التى تصف اتجاه العالم . و مرة كنت مدعوا للتحدث حول الشرق الاوسط امام مجموعة من الصحافيين المتفاعدين الذى كانوا يعملون فى التلفزيون الرسمى النرويجى و اظن ان ذلك كان فى العام 2005 ان لم تخنى الذاكرة .عندما اثار احدهم هذا التعبير لانى استخدمت تعبير الفيضان الاعلامى الرهيب. لم اكن حينها قد اضطلعت على التعبير و لا على الكتاب الذى اشترتيه لاحقا و قرات اكثر من نصفه. من وجهه نظر الكاتب العالم يتجه نحو فوضى اعلاميه غير مسبوقه حيث تسود الاكاذيب و التزوير و الدعايات و الترهات و ارباع و انصاف الحقيقة الخ . و يبدو هذا جليا خاصة فى المواقع الاجتماعية التى صارت تتفوق كافة وكالات الانباء .
عندما كنا فى سن اصغر كان هناك فى العالم وكالتا انباء هما رويتر و اسوسييتد برس و على الرعم انهما كانا يحتكران صناعة الاخبار ا لا انه كان من الممكن على الاقل ان نقوم ببعض الجهد لمعرفة الحقيقة.
لقد باتت الحقيقة صعب الوصول اليها بسبب غابة الاخبار حيث ملايين الصحف و المجلات و المواقع الى درجة صار يصعب فيها معرفة الصحيح من التزوير و صار البحث عن الحقيقة بمثابة البحث عن ابرة فى كوم من القش . الفيس بوك مثل واضح على حجم الاخبار المزورة و المفبركة .و الطريف ان لا احد يهتم بمعرفة مصدر الخبر. .اما انا فقد لاحقت بعض الاخبار التى كنت على شية يقين بدون برهان انها كاذبة و بالفعل وجدتها مزورة .و لهذا السبب انا لا اعتمد على الفيس بوك و المواقع الاجتماعية كمصدر لللاخبار و ان كنت قد عرفت الخبر من المواقع الاجتماعية الا انى احاول معرفة المصدر الاول .
منها مثلا ما قراته اليوم ان مصادر صحفية فى لندن قالت كذا و كذا ؟ من هى هذه المصادر و من هى هذه الصحف و ما هو مصادر الصحف نفسها لانه لا يكفى القول ان فلان ذكر هذا الكلام . منها ايضا مثل خبر يناسب تماما العقل العربى المؤمن ان كل ما يجرى هو مؤامرات ان الذى عمل ال واتس اب وضعه مجانا فى المنطقة العربية لمراقبة العرب. و الحقيقة ان الواتس اوب مجانا فى كل العالم و ليس فى العالم العربى .(( و بعدها خذ لايكات على هذا الكلام الفارغ!!!! ) و القنوات العربية تقدم احينا انصاف متعلمين و يقدمون على انهم خبراء و ما هم بخبراء .ضاعت الطاسة فعلا!
فى احد المرات انتشر كلام على الفيس عام اللجوء السورى قيل فيه ان ميركيل قالت ان مكة اقرب اليكم من اوروبا . رايتها على الفيس و كنت شبه واثق انها لم تقول هذا الكلام لانى عشت فى اوروبا معظم حياتى و و اظن ان لدي مقدرة بحدود معقولة لمعرفة ان كان هذا الكلام قد قيل ام لا . و قد انتشر الخبر انتشار الهشيم فى النار.و بالعل سعيت لمعرفة المصدر و لكن لا يوجد مصدر اى انه خبر مفبرك .
و الغالبية الساحفة من مستخدمى وسائل الاتصال اشخاص محدوى التعليم و المتعلمين منهم تنقصهم الخبرات فى هذا الصدد و من السهل ان ينجروا للشائعات و هو اما اراه بوضوح يوميا .. هناك جهتين كانتا الاكثر الاستفادة من وجهة نظرى من هذا الوضع .
الحركات الاسلاموية المتطرفة و الارهابية التى وظفت هذا الجو الفوضوى لصالحها من تحريض للمسلمين على سواهم من المصائب و الكوارث التى جاؤوا بها و بث اجواء ثقافة سامة بين مكونات بلادنا .
و الفئة التالية اليمين الشعبوى الاوروبى و الغربى خاصة فى امريكا الذى يمثل ترامب احد رموزه و الذى استخدم تويتر استخداما لنشر سمومه ضد المسلمين و سواهم . من ابرز سمات مواقع التواصل الاجتماعى انها تخلوا من تحليل منطقى جل اخبارها تركز على الغرائز و العاطفة و التحريض ضد الاخرين .و تساهم فى جر العالم الى فوضى لا نعرف الى اين توصلنا . من اهم سمات مرحلة ما بعد الحقيقة ان الحقيقة باتت الضحية الكبرى و ساد الكذب و الخداع و التشويه .و لهذا التطور اخطار كبيرة على الانسانية لانه من السهل تجيييش مجموعات كبيرة من البشر و خداعهم بعناوين و شعارات زائفه و بث ثقافة الكراهية و الاحقاد الخ من الكوارث .. و فى المحاضرة التى دعتنى اليها جمعية موزاييك الموقرة فى اوسلو التى ستكون بعد عشرة ايام ساضىء على هذا كله كونه ساهم فى تقوية كل القوى التى ذكرتها و ساهم فعلا فى عالم يتجه بقوة نحو الفوضى
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انها حرب عالمية !
-
لن ينهار العالم و لدينا القدرة على المقاومة !
-
الاحتفاء بالحياة
-
دعوهم يكونوا اطفالا!
-
فى انثروبولوجيا المرض
-
انها معركة سياسية فى المقام الاول
-
اختلط الحابل بالنابل سورية تبعثك ردع و مصر تبعث فلافل !
-
هل االعالم مقدم على كوارث طبيعيه غير مسبوقة
-
عن الزمن الثورى و دور الشباب العراقى فى الثورة الفلسطينية !
-
عن جورج اورويل !
-
ظلال الزمن !
-
الخطب جلل و ينبغى ان يتم التركيز على تجميع اوراق القوة!
-
بؤس تسيس فيروس الكورونا !!!
-
فرنسيسكو غويا الفنان الذى جعل ريشته ثوره على الحروب والظلم ا
...
-
موت غودو !
-
فى عالم اخر !
-
مستقبل مجهول ينتظر البشرية !
-
بيوت مزينة بالزهور و رائحة الطيون و قصص من تلك الازمنة العتي
...
-
جذور ثقافة الاقصاء!
-
هذا هو جوهر الصراع الدائر الان فى المشرق العربى
المزيد.....
-
إسرائيل تعلن مقتل رئيس وحدة الاتصالات بحزب الله في غارات جوي
...
-
جوليا رمضان: شابة لبنانية أحبّت العطاء حتى الرمق الأخير
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير نفق حدودي بين لبنان وسوريا ويكشف
...
-
تقرير: نصرالله دفن مؤقتا في مكان سري
-
كابولوف يؤكد اتخاذ قرار شطب -طالبان- من قائمة الإرهاب على أع
...
-
مصرع 78 شخصا على الأقل في انقلاب سفينة بجمهورية الكونغو الدي
...
-
روسيا.. تجميع قمر صناعي جديد للاتصالات بمكونات محلية الصنع ب
...
-
أخف بـ3 مرات من غيرها.. الخبراء الروس يطورون طائرة مسيرة بمو
...
-
هل يفيد تناول الثوم في موسم البرد؟
-
جامعة موسكو للفيزياء التقنية تفتتح معهدا للذكاء الاصطناعي
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|