أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مسلسل النكسات القومية














المزيد.....

مسلسل النكسات القومية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسبب العداء المستحكم بينهم وبين الشفافية، والحقيقة، أطلق الأعاربة لفظة "النكسة"، على الهزيمة المذلّة، والنكراء التي ألحقتها بهم الدولة العبرية. وفي الحقيقية، فمن يتمعن في أسباب، وبواعث تلك "النكسة"، سيلاحظ أنها كانت نتيجة منطقية لحقبة مفعمة بالجعجعة الثورية، والجعير الناري، والزعيق القومي الفاضي الذي لم تدعمه أية بنية تحتية سياسية، ولا اجتماعية، ولا اقتصادية يمكن التعويل عليها في مثل هكذا حالات، ومراحل وطنية تاريخية تعبرها الأمم. كما أن الحرب الإعلامية السابقة لهذه الحرب العسكرية، لم تنطو، في الحقيقة، سوى على مهازل حقيقية، ومعارك دونكوشوتية، ومواجهات خلبية مع السراب، والعدم، وكان فيها النصر الحاسم فيها، وطبعاً، لأبواق الأعاربة، وإذاعاتهم الكاذبة.

ولقد أصابت تلك "النكسة" الوجدان القومي العربي في الصميم وعرّته، وفضحت زيف كل تلك الشعارات البرّاقة التي وثب من خلالها الثوريون الأشاوس على كراسي الحكم. ونصبوا من أنفسهم حماة للحمى، ودعاة للوغى، وشتى أنواع النزالات الضبابية. واستفاق الجميع على صدمات وطنية مرعبة، بعد أن خدّروا، ولفترة طويلة، بشتى أنواع الدجل، والادعاءات، والأقاويل. وساد نوع من الصمت، والدهشة، أعقبه حركات مسرحية من هذا النظام، أو ذاك، كالتلويح باستقالة البعض، أوعبر محاولة إعادة هيكلة الأنظمة العسكريتارية، وفق بنية خطابية جديدة "فقط"، لتتلائم مع مرحلة ما بعد "النكسة". فيما اعتبر بعض خوارق الفلسفة الساسية أن العدو لم ينتصر في تلك الحرب بسبب عدم قدرته على إسقاط تلك الأنظمة النادرة، وأنها بقت رازحة على رقاب، وكواها تلك الجماهير المنكوبة. وبالتوازي مع ذلك كله، ساد هناك نوع من الرغبة الشعبية العارمة بالانتقام من هذه الأنظمة التي جرت إلى مستنقع الهزائم، والضياع، والتيه الوطني العام. إلا أن القبضات الأمنية الحديدية كانت بالمرصاد، ووقفت حائلاً دون أن تتمكن تلك المشاعر الجيّاشة بالتبلور بأي نوع من الاحتجاج، أوالعمل السياسي العام، والمؤثر. ولن نتوغل بعيداً في هذا الجانب التحليلي الهام من تشريح اسباب ونتائج "النكسة"، التي أصبحت ذكرى جميلة طيبة، ومرحلة ساطعة في تاريخ الأعاربة الأأفذاذ، أمام ما سنراه لا حقا من خزعبلات سياسية، وانحلال وفضائح سلطوية، ومقارنة بسلسلة الهزائم النكراء، والاندحارات الوطنية الفاضحة السوداء التي تلك تلك "النكبة" القومية.

ولا يسع المرء وهذه الحالة المزرية التي تعيشها مختلف الشعوب العربية شرقاً، وغرباً، ومن المحيط إلى الخليج فقط، إلا أن يتمنى أن تكون تلك "النكسة" قد توقفت عن تداعياتها وحدودها العسكرية تلك، ولم تحصل الانتكاسات المتتابعة التي أحالت الأوطان إلى أفران مستعرة، ومراجل تغلي بشتى أنواع المشاكل الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، بحيث أصبحت الهزائم العسكرية تحصيل حاصل لهذا الواقع المتهافت، والذي يتحلل يوماً بعد آخر. ولعل دخول القوات الإسرائيلية إلى عاصمة عربية في بداية ثمانينات القرن الماضي، ودخول القوات الأمريكية إلى بغدادج عاصمة الدولة العباسية التي يتفاخر الأعاربة بها في تاريخهم "المجيد"، قد جعلا من "نكسة حزيران" رحلة سياحية لجيش الدفاع، وحتوتة حلوة ترويها الجدات للصغار قبل النوم عند المساء. وكل ذاك كان بسبب سياسات الاستبداد الممنهج، والقمع المنظم الذي درجت عليه تلك الأأنظمة العجيبة، واتخذت منه سبيلاً، وطريقاً للحياة.

كما أن الخسائر القومية المعنوية، والمادية الفادحة التي ألحقتها النظم الملتحفة بالغطاءات القومية المختلفة ببلدانها، لا تعادل شيئا أمام ما ألحقته الآلة الحربية الإسرائيلة اثناء توغلها باتجاه سيناء، والضفة الغربية، والجولان. والأنكى من ذلك كله أن تلك الأنظمة المستبدة استخدمت ورقة "النكسة"، وتوابعها السياسية الارتدادية كورقة ضغط على الشعوب، وقميص عثمان، وعباءة نضالية تتوشح بها أثناء الخطب الحماسية أمام الشعوب الجائعة، والمضطهدة. ويوما بعد آخر تجد هذه الشعوب نفسها تحشر في زوايا أشد ضيقاً، وبؤسا عما كان عليه الحال أيام "نكسة" حزيران. وفي الواقع لم يعد لتلك الذكرى أي وقع مؤلم في النفس بعد أن أحدثت ممارسات الاستبداد وتوغله شروخا عميقة في أعماق هذه الشعوب المنكوبة.

مسلسل الهزائم ، والنكبات، والنكسات مستمر ولن يتوقف عند حدود "نكسة" جزيران، وما لم تغيّر تلك الأنظمة المتوحشة، من بطشها وأساليب تعاملها البدائي والطائش مع شعوبها فلن تكون "نكسة" حزيران سوى عيداً وطنياً، ومناسبة للفرح، والاحتفال، أمام كم المآسي والأأحزان التي تخلفها يومياً أنظمة الاستبداد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصنام المعارضة السورية
- نعوات بدون عزاء
- ميشيل كيلو: طرق المحرمات
- ديمقراطية الطوائف
- الدهاء السياسي، واللعب على المتناقضات
- الاستخفاف بالداخل
- فاتح جاموس: عزيمة الأحرار
- الاستبداد والإرهاب
- إرهاب فيديو- كليب
- وسام شرف جديد على صدر الحوار المتمدن
- منظومة الاستبداد، ومخاطر التغيير
- آفة العقل السقيم
- قبل فوات الأوان
- تخصيب الشحّاطات
- الحُقََراء
- مدخل إلى التغيير
- الحرية والإبداع
- نعم: إنهم مختلون عقلياً
- حَرْبٌ ضدّ الأشباح المخفيّة
- قوائم الموت


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مسلسل النكسات القومية