أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - رسالة إلى محمد الشرقاوي .. أحزانك أشرف من أفراحنا !














المزيد.....

رسالة إلى محمد الشرقاوي .. أحزانك أشرف من أفراحنا !


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أوسلو في 4 يونيو 2006
رسالة مفتوحة إلى محمد الشرقاوي
أحزانك أشرف من أفراحنا

أخي الحبيب الصغير محمد الشرقاوي،
أتخيل كيف مرّ عليك هذا اليوم ، وأكاد أرى الكف الغليظة المتسخة لأحد الحراس وهي تهوي على وجهك الكريم، وأسمع مأمور السجن يقهقه بصرخات هستيرية يهتز معه كِرْشُه وهو يستمع إلى حارس جاهل جلف يقص عليه من نبأ عذاباتك بين أيديهم.
التفاصيل الحقيقية من يومك بدءا من الاستيقاظ من أرَقٍ أصابك طوال ليل أمس ومرورا بدقيقيتين في الحمام، وطعام تعفه الحيوانات، وشتائم واهانات يتسابق أصحابها في كسب رضا مدير السجن، الذي سيبلغ بدوره مساعد وزير الداخلية، فينقل هذا الخبر للوزير، الذي يسارع ويطمئن الرئيس أن رعاياه يصرخون داخل المعتقلات، ويطلبون من العزيز الجبار أن يرحمهم، ويتبادلون كلمات الحب في مصر التي لن تخرجهم من السجن قبل أن يتذللوا لفخامته.

لكنني أعرف أنك أكبر منهم جميعا، وأن اسمك واسماء زملائك قد تم وضعها في أشرف وأطهر مكان في تاريخ مصر الحديث والمقاومة الرائعة ضد طاغيتنا الأكثر فُجْرا ووقاحة وإرهابا وسادية.
هل تريد أن أبثك أحزاني؟
كأن ليس لديك منها ما يفيض على جانبي وادي النيل العظيم!
حزني الأكبر عندما علمت أنكم كنتم مئة بطل على الرصيف المقابل لنادي القضاة، وأنكم كنتم تأملون أن تقف مصر كلها معكم، وأن يقوم القضاة المعتصمون في ناديهم بدعوة عشرين ألف قاض للخروج إلى الشوارع وعدم العودة إلى بيوتهم قبل أن يتم الافراج عنكم، وأنكم حلمتم أن نقابة المحامين ستتضافر مع القضاة، وأن نصف مليون شخص صوتوا للدكتور أيمن نور سيلتقون على نفس الهدف، وأن الاخوان المسلمين الذين يردد كل منهم عشرات المرات في اليوم ( اهدنا الصراط المستقيم ) سيخرجون دفعا لظلم.
كنت تظن، لطيبتك وحبك في أبناء بلدك، أن الأرض ستتوقف، وأن السماء ستقذف شُهبا ونيازك وحِمَماً، وأن طلاب الجامعات الذين هم في أعماركم سيندفعون إلى شوارع عاصمة الحزن كله فيربكون كلاب السلطة، ولن تجد عددا كافيا من البلطجية والمسجلين خطرين للاعتداء عليهم، وأن المربين الفاضلين والأساتذة والأكاديمين ورجال الدينين الاسلامي والمسيحي سيخجلون من الصلاة لله العزيز الرحمن، وستنفجر في صدورهم أصدق مشاعر الايمان التي تحرك الجبال من مواضعها.
مئة مناضل شاب مع متظاهرات في عمر الزهور هم خلاصة الشعب المصري، وصوت الأربعة عشر مليون قاهري، أما الباقون من أعضاء النقابات وُصّناع القرار السياسي والفكري والديني والثقافي والفني والعسكري والوطني، وعدة آلاف من الاعلاميين، وعدة ملايين من الأقباط الذين ينادون بحقوق إنسانية ومواطنية، وعدة ملايين من الاخوان المسلمين الذين تربطهم صلات قرابة واخوة وحركة دينية مع ثلاثين ألف داخل المعتقلات، وعدة ملايين من العاطلين عن العمل الذين لن يخسروا شيئا لو احتجوا، وعدة ملايين من الذين أصابهم قمع النظام وقهره ولصوصيته في لقمة عيشهم وكرامتهم، وعدة ملايين من الكارهين للطاغية حسني مبارك والذين يعرفون أن مستقبلا مظلما ينتظر أولادهم إن لم يتم إيقاف هذا الجزار السفاح من الامساك برقاب المصريين، فقد التزموا صمت القبور، ولم يقتنعوا بعد أن مصر أيضا بلدهم وليست فقط لبضعة مئات من الأشخاص في طول الوطن وعرضه.

أخي محمد الشرقاوي،
أشعر بخجل شديد أمامك، وأتذكر عندما قلت لي في أوائل العام الماضي بأن كتابات عبد الحليم قنديل ومحمد عبد المجيد هي التي جعلتك في السنوات الأخيرة تقتحم غمار معركة ضد الظلم، وتحب مصر أكثر، وتعبر عن هذا الحب بلسانك وصدرك وشجاعتك.
أشعر أيضا بأنني سبّبْت لك كلَ هذه المتاعب، لكنني أقسم لك بالله العلي القدير وأنا على مبعدة آلاف الأميال منك بأن قلمي سيزداد حدة وقسوة وفضحا للكلاب الذين حاولوا النيل من كرامتك وعفتك وطهارتك، وأن الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 قادمة بإذن الله، وأنني سأحرض ما وسعني الجهد وضغط الدم والغضب المشتعل داخلي ولن أتركك وحيدا، وسيكون اسمك الكريم الطاهر لدى كل منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية وكل من أتوسم فيه خيرا أو حسما في صناعة قرار قد ينقذك وزملاءك من براثن هؤلاء الأوغاد.
عندما قلت لي بأن الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 هي حلم ووَهْمُ وهُراء ولن يساندها أحد كنت تعبر عن نضج شاب كبر فجأة عقدين أو ثلاثة في أقل من نصف عقد، لكنك خالفت قناعاتك وخرجت تدافع عن القضاة، وعن أقل من أربعمئة قاض يمثلون عشرين ألفا، وكم حلمتُ وتوهمتُ وتخيلت أن يقف رئيس نادي القضاة ويقول بأنهم سيدعون لخروج خمسين ألف قاض ومحام صباح اليوم التالي إن لم يتم الافراج الفوري وغير المشروط عن الشباب المعتقلين، وأن يستقبلونكم في ناديهم بالزهور والأحضان، وأن تعودوا مساء نفس اليوم إلى آبائكم وأمهاتكم وأحبابكم.
أعترف لك، أخي الصغير الحبيب، بأنني لا أفهم كيف يعود قاض أو مستشار إلى بيته،، ويتناول عشاء لذيذا مع أسرته، ثم يخلد إلى نوم هاديء في فراش دافء في الوقت الذي يتم حرمانك أنت وزملاؤك الأبطال ومعهم زهرات مصر الرائعات من أبسط حقوق المواطنة والكرامة والانسانية!
مصر بخير ما دام فيها مئة منكم، أو مئتان أو بضعة مئات فأنتم القادرون على ايقاظ وقيادة سبعين مليونا ولو كان فيهم كل علماء الأمة ومثقفوها وسياسيوها ومخضرموها وقضاتها ومحاموها وإعلاميوها ورؤساء أحزابها ورجال دينيها الاسلامي والمسيحي و ........
الحمد لله أن مصر بخير ففيها بضعة مئات من الشجعان المؤمنين الصادقين الرائعين، وسبعون مليونا من الخائفين المترددين الصامتين المستكينين الراضين بربع قرن من الهوان.
أخي الحبيب الصغير محمد الشرقاوي،
سيشرق صباح يوم جميل، وستحتفل مصر بك وبزملائك، وسيصدر قضاة مصر بيانا باسم عشرات الآلاف منهم يعتذرون فيه أنهم عادوا إلى بيوتهم وأُسَرهم وزوجاتهم وأولادهم، وتركوكم بين أيدي كلاب لا ترحم رغم أنها تنهش في لحومكم لأنكم دافعتم عن قضاة مصر وحاملي لواء العدالة!
العدالة .. أية عدالة تلك التي أحدثك عنها؟



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبليس يتنازل للعراقيين عن المهمات القذرة
- سيدي الرئيس ... أرجو أن تبصق في وجوهنا
- أيها المصريون.. نعم أنا نذل، وسنغتصبكم فردا .. فردا
- الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟
- سيدي الرئيس ... أنت جبان
- نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - رسالة إلى محمد الشرقاوي .. أحزانك أشرف من أفراحنا !