|
وزراء الخارجية العرب مغيبون.. و شعوب متهمة بمعاداة السامية.. وترامب برئاسة ثانية
ميساء المصري
(Mayssa Almasri)
الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 08:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" أقول من قلبي ، يجب علينا أن نضمن أن الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل في التاريخ يجب ألا يحل محله رئيس يكون أكثر معاداة لإسرائيل. و لهذا السبب نحتاج إلى أربع سنوات أخرى للرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض." و يجب ألا يُسمح لأعداء إسرائيل بأن يطلقوا على أنفسهم أصدقاء إسرائيل .. وأن السياسة الرسمية لإدارة ترامب هي أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية.." هذا ما صرح به نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس خلال خطابه الذي ألقاه في مؤتمر السياسة للجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) في واشنطن . حيث وصف معاداة السامية بأنها شر يتزايد في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك الجامعات و الكونغرس. و على أمريكا ان تسعى لتدمير أولئك الذين يسعون إلى تدمير اليهود. المصيبة الكبرى التي لفتت إنتباهي من خطاب بنس انه ساوى بين معاداة الصهيونية . anti-Zionism ومعاداة السامية anti-Semitism ويبدو أنه جاهل بكلا الأمرين: العداء للصهيونية، والعداء للسامية. فلا علاقة بين الفكرتين على الإطلاق، ولا بأي معنى من المعاني.لكنه اذا طبق قانونيا وفقا لترسانة تشريعية صهيوامريكية فهو خطير جدا على العرب والقضية الفلسطينية . وربما سياسيا نتفهم المغزى المقصود , لكن هذا يضع اليهود الأمريكيين في فئة الولاء المزدوج وقابلية الإنتماء لإسرائيل أكثر من الولايات المتحدة .لكنه بالمقابل عالميا يفتح بابا لكل من ينتقد الحكومة الإسرائيلية وسياساتها بوصفه ورفضه , على انه معاداة السامية/الصهيونية بدلا من فحصه بشكل نقدي . للمفارقة الغريبة ان حركات صهيونية مثل المجموعة النسوية التقدمية صهيونس وغيرها كان لها رد مغاير عن القادة والمسؤولين العرب اذ أدانت وهاجمت ما طرحه . معتبرة محاولة نائب الرئيس مايك بنس إستغلال المجتمع اليهودي الأمريكي لتحقيق مكاسب سياسية حزبية. وإستخدم كل من كيان إسرائيل ومكافحة معاداة السامية كسلاح في محاولة لتقسيم اليهود الأمريكيين.وإستغلال المنصات التي لديهم كقادة في التحركات لتشويه صورة أو نبذها أو فرض إختبارات على اليهود الأمريكيين، فانه معاد للسامية، ويضر بأهداف العدالة الإجتماعية . كذلك إستغلال الزعماء المنابر اليهودية و الصهيونية لتهميش او إنتقاد او الحكم على اليهود الذين لا يشاركون آرائهم السياسية، فهذا أمر بغيض ومسيء لمجتمعهم الذي يتم تقسيمه الى هوية يهودية وأخرى صهيونية و يضر بوحدتهم في مكافحة معاداة السامية والقتال من أجل الولاية ويرفضون إستخدامهم كبيدق سياسي وإن قول بنس في أيباك: "معاداة الصهيونية معاداة للسامية" هي سياسة حكومية حسب قولهم.ئ وبعيدا عن الإنتقادات اليهودية..نقف أمام ردة فعل وزراء الخارجية العرب الغائبة والمتناسية والغافلة للخطاب , وكذلك دور جامعة الدول العربية وغيطها الذي يصارع الآن السلطان التركي ويغفل عن ما هو أعمق وأهم , فما طرحه بنس يعني أنه بعد سنوات من الإكتفاء بضريبة كلامية ضد المستوطنات، والتأييد العملي للإحتلال ولمعظم عمليات الكيان الحربية ومحاصرة غزة ،وقيام الدولة اليهودية وضم ما سيتم ضمه والإنتهاكات المتواصلة ودولة الفصل العنصري وإنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني . وما يصدرمن أصوات تدغدغ أسماع كل من يؤمنون بالقضية الفلسطينية في العالم أو في بريطانيا الى فرنسا والنمسا والمانيا وغيرها من دول الغرب فان آي حديث بهذا الشأن يعني تهمة معاداة السامية/الصهيونية كما حصل لجورج غالاوي او باز شاه او كين ليفنغستون او الشيخ رائد صلاح،أو الجزائرية ماليا بو عيطة او من ينبس بكلمة إسرائيل فهو في قفص الإتهام , وربما يوظف آلاف اليهود، وغير اليهود لمطاردة هؤلاء، ومحاولة منعهم من الحديث، أو الكتابة أو التعبير أو الرفض أو النضال ، وقد تصل الى حكومات الدول العربية المطبعة علنا ، والتي قد تستخدم الأسلوب نفسه على وسائل التواصل الإجتماعي. ونقع في فخ تغافل عالمي لمفهوم "معاداة السامية" الذي توظفه الآن الصهيونية لتحقيق مصالحها.ويصبح الفهم الأساسي للتاريخ فهما عنصريا يضع بني إسرائيل في كفة والبشرية بكاملها في الكفة الثانية، بل يصبح التاريخ العام للبشرية هو العداء لليهود، أو ما أصبح يسمى بتاريخ العداء للسامية. ولذلك لا نعجب إن وجدنا شريحة من القوانين او التشريعات او النصوص تحمل عنوان تاريخ معاداة السامية.وهذا مغالطة صهيونية كبيرة تتمثل في النظر إلى اليهود في العالم القديم على أنهم الممثلون الوحيدون للعنصر السامي، وذلك رغم أنهم أضعف العناصر الممثلة لهذا العنصر بسبب شتاتهم وإختلاطهم بالشعوب الأخرى. فالساميون في التاريخ القديم يمثلون أساسا العرب أصل الساميين، وبلادهم تمثل "المهد الأول" للساميين ولغتهم تمثل اللغة السامية الأم.فكيف يمكن توجيه تهمة العداء للسامية إلى العرب وهم ساميون؟ وللمقاربة المضحكة هم أنفسهم العرب وحكوماتهم الذين بات معظمهم يعتبرون كيان إسرائيل ليس صديقا فقط، وانما حليفا أصيلا للسنية الجديدة، وبتنا نقرأ يوميا تقارير تتحدث عن رحلات جوية اسرائيلية منتظمة الى بعض الدولة الخليجية، وفتح سفارات علنية وسرية، وتنسيق أمني وعسكري، وتبادل تجاري وثقافي وصحي متصاعد، وصحافيين ورياضيين وممثلين وامنيين يستقبلون بحفاوة وتهليل من قبل العرق اليهودي . ويتناسى الحكام العرب إن الحكومة الإسرائيلية الحالية المنتخبة ديمقراطياً هي "يمينية" و "عنصرية" - سواء فاز الليكود أو الأزرق والأبيض في الانتخابات ،و سيكون الدعم الامريكي لإسرائيل بالتالي موقفًا "متعصبًا" ضدهم .وسيكون التصويت لترامب هو مربط الفرس للرئاسة الثانية ومكافأة وعرفانا له . حيث يذكرنا هذا بمقاربة تصويت عدد كبير من اليهود الأمريكيين ضد جيمي كارتر في عام 1980 بفضل عدائه لإسرائيل . ويجب أن نتساءل ما إذا كان الهدف الآن هو دعم كيان إسرائيل مع تصريحات نتنياهو أن أيباك مجرد مجموعة مصالح أمريكية يمينية أخرى . ولم تعد الحكومة الاسرائيلية بحاجة إلى أيباك و لديها ما يكفي من الدعم في الولايات المتحدة من الإنجيليين. ومعنى ذلك ان لا يصبح دعم أمريكا لكيان إسرائيل قضية امريكية. أو قضية جمهورية أو قضية ديمقراطية بل قاعدة صهيونية في امريكا. الواضح ان الحقائق عنيدة ولا تقبل أي شك، فقد أصبحت معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا)، على مستوى عالٍ من الإرتفاع،. ونراها جلية في الدول العربية وشرق آسيا في الهند والصين وغيرها والتي تحركها أدوات صهيو أمريكية تنتشر كالنار في الهشيم دون آي تحرك إسلامي عربي. فهل نستنتج من ذلك كله أن أي نضال لن يؤتي ثماره؟ وكيف نقتلع علامة الإستفهام، وشعوبنا تدور داخل معركة عنصرية صهيونية تتشابك بالسياسات الدولية بكل عزم وبدم بارد وضمير ميت ؟؟.....
#ميساء_المصري (هاشتاغ)
Mayssa_Almasri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من البتراء حتى مكة ... سنوات التيه العربي والبيع على المكشوف
...
-
الأردن : أسلحة صامتة ..لحرب هادئة .
-
الأردن .. وما خفي إعلانه من صفقة القرن .
-
صفقة القرن ..فخ للأردن .. وبالون إختبار بحجم الشرق الأوسط .
-
كورونا ...القاتل المقبل للعرب
-
حرة عربية ..ترد على تصريحات السفير الأمريكي ضد الأردن .
-
العشائرية الأردنية .. قادم الأيام لكم, فلسطيني أم أردني .
-
الإعلام الصهيوني :اليمين الإسرائيلي يخطط للملك عبد الله الثا
...
-
(ترامب , نتنياهو , خامنئي )..ربحوا ...وخسر العرب كل شيء .
-
الأردن بين مواجهة أمريكا و إيران
-
إغتيال سليماني ...وطريق الحرير الإيراني في الشرق الأوسط .
-
الأردن 2020 : مشهد مختلف
-
الأردن وهجمة اليمين الصهيوني : من إنهاء اتفاقية السلام .الى
...
-
من الإلتباس الى الوضوح : الأردن وإسرائيل علاقات في أسوأ أحوا
...
-
حالة حقوق الإنسان في الأردن 2019 : إنتهاكات واضحة ..وتغافل ح
...
-
أزمة حزم أردنية ..من يكسب الرهان الرزاز أم حكومات الظل ؟؟ .
-
الأردن : فقر مدقع ينهك المواطن ..وفساد بشد عكسي .
-
صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة واللعبة الاسرائيلية .
-
الإعلام العبري غاضب على الأردن ..ونتنياهو يراهن على أراضي ال
...
-
ما بين غزة وحزب الله تحذير إسرائيلي : إقليم الشرق الأوسط في
...
المزيد.....
-
بشخصيتين.. دنيا سمير غانم -عايشة الدور- في رمضان
-
لماذا لم يُبعد السجين الأردني في إسرائيل عمّار الحويطات إلى
...
-
سوريا: تنصيب الشرع -الجولاني- رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل
...
-
تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية
-
تركيا تعلن مقتل 3 من مواطنيها بغارة إسرائيلية على الحدود الل
...
-
إعلام مصري يبرز -لاءات- السيسي الحاسمة على مقترح ترامب
-
إيطاليا تواجه اتهامات بالتنصل من التزاماتها الدولية بعد الإف
...
-
الرئيس الألماني يحذر من ارتداد بلاده إلى -عصر مظلم-
-
الدفاع الروسية: إسقاط 4 مسيرات أوكرانية فوق القرم وبيلغورود
...
-
كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللق
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|