فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 11:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول أحد المفكرين : (ليست العظمة عندي أن يطيع الإنسان الحقيقة ويحترمها ... ولكن وا أسفاه ما أسهل القول وأصعب العمل) وهذا يعني أن الإنسان يجب أن يترجم كلامه إلى فعل الذي من خلاله تنشأ الثقة والمصداقية والشفافية والطاعة والاحترام إذا كان في التعامل الشخصي بين الناس وإذا كان في العلاقة بين المواطن والدولة ... ونحن في العراق الوطن المستباح وشعبه المذبوح نفتقر إلى هذه الظاهرة بشكل نسبي بين الأفراد من أبناء الشعب وتكاد تكون مطلقة بين الشعب والدولة ونلاحظ ذلك بشكل ملموس في المنهاج الوزاري للحكومة وبما يطرحه النواب في خطبهم الشفهية والتحريرية فكلاهما تكون مزدحمة وعودهم للشعب (زبد يداف في عسل الكلام) ونلمس ذلك من خلال الثقة المفقودة في العلاقة بين الدولة والشعب ولو استعرضنا مناهج الحكومة وبرامج نواب الشعب ووعودهم المعسولة في الحكومات السابقة وكذلك مجالس النواب نجدها تتناقض كلياً مع الواقع العملي الملموس مما أدى إلى فقدان الثقة وعدم المصداقية بين الدولة والشعب والدليل على ذلك ثورة الجوع والغضب للشعب العراقي العفوية والسلمية التي فجرها الجوع والفقر والبطالة والحرمان والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري والتي استمرت بعنفوان وإصرار لمدة خمسة أشهر وقدموا ضحايا حوالي خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح وعشرات من المعتقلين والمخطوفين واتخذوا شعار لهم (إما أن نفنا أو نسعد) حتى تنفيذ جميع مطاليبهم المشروعة ... وقد لاحظنا أن رئيس الوزراء السابق والمكلف الآن قد تكلموا كثيراً بسوف وسوف وطرحوا إصلاحات ووعود إلا أن الجماهير المتظاهرة غرزت في نفوسهم عدم الثقة وعدم المصداقية بكل ما تتكلم به الحكومة وما توعد به وأصبحت لديهم تجربة تقول (لا تقل مات ولكن كلمني كيف عاش ؟) والدليل على ذلك استمرارهم على التظاهر وإصرارهم على تنفيذ مطاليبهم المشروعة حسب قاعدة (لا تقل هذا سمسم حتى يُلهم السمسم في الفم). إن هيبة الدولة وبناء الثقة بينها وبين الشعب يأتي من المصداقية واحترام شرف الكلمة التي تقال والمثل يقول : (الإنسان مخبوء تحت لسانه).
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟