أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟














المزيد.....

عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


متى شعرت عزيزي القارئ أنك وصلت الى مرحلة النضج ؟
في أي سن ؟ الثلاثين أم الأربعين أم الخمسين !
ولماذا يرتبط النضج بالتجارب ، وترتبط التجاب بالعمر ؟
هل ادعي أنني أعرف السبب؟ هذا ما أظن..
فنحن نتعلم في صغرنا وفي مناهجنا التعليمية كل المهارات ما عدا مهارة التعامل مع الحياة !
نتعلم مهارة القراءة والكتابة مثلا ، لكن ماذا عن مهارة وفن التعامل مع الآخرين ؟ ماذا عن مهارة التفاوض مع قوانين ثابتة ومتحركة تشبه قوانين الفيزياء هي قوانين الحياة؟
إن جهلنا بأمور تدخل في إطار الذكاء الاجتماعي أو العاطفي هو ما ندفع ثمنه لاحقا من وقتنا وأعمارنا ، في الواقع نحن (نتعلم من كيسنا ) كما نردد بالعامية ، أي نتعلم من تجاربنا وعلى حسابنا الشخصي .
لكن لماذا ؟ وما فائدة أن نتعلم وننضج في سن متأخرة وعلى حساب تجاربنا الشخصية التي تأخذ الكثير من وقتنا وصحتنا وأموالنا..
عن ماذا أتحدث ؟
عن الكثير من تجارب الحياة التي نتعلم منها متأخرين جدا وربما بعد فوات الأوان ؟
هذا الأوان الذي ندرك فيه أن الخلل كان في مكونات شخصيتنا الغير ناضجة وان الثغرات كانت في طبيعتنا الناقصة ليس إلا ..
هل وهل وهل ..هل أدركت يوما أن ثقتك المطلقة بالآخرين كانت سببا في تعرضك للغدر ، وهل أدركت مرة أن عطائك اللامحدود جعل الآخرين ينظرون الى سلوكك باعتباره حق مكتسب ؟
وهل صدمك يوما حقيقة أنك تجنبت التعبير عن غضبك أو الاعتراض على ظلمك لتستجدي محبة الآخرين ؟ وأنك لم تحظى بإنصافهم على أية حال ؟
هل أدركت في وقت ما .. أن أغلب هؤلاء الآخرين أقرباء لك بل ومن أقرب المقربين إلا أنهم يرون سيئاتك قبل حسناتك ..لسبب أو لآخر!
أو أنهم يرفضون اختلافك عنهم الذي يتم تصنيفه أحيانا على أنه لؤم وتمرد ..
أغلبنا يدرك متأخرا أنه أخطأ عندما كان أنانيا بقسوة أو مانحا بغباء أو متسامحا بمثالية أو أنه كان نسخة مكررة عن غيرة بسذاجة ..
ترى كم أخذنا من الوقت لندرك أننا نولد لنكون حقيقيين وليس كاملين ؟
وكم احتجنا من النضج لنتفهم مبرراتنا ومبررات الآخرين قبل أن نحكم عليهم وعلى أنفسنا ؟
وكم عمر سنحتاج لنعرف الفرق بين الضعف والتسامح ، وبين قوة الشخصية واللؤم ؟
وبين أن نحب أنفسنا وأن نحب أنفسنا فقط ؟
كم زمن وعمر نحتاج لنبكي ونندم ونتحسر ونتعلم ثم لنكتشف أنه قد فات الأوان ؟
إذا كان من الصعب أو من المستحيل نقل حصيلة تجاربنا الحياتية للأجيال القادمة لنجنبهم معاناتنا، فإن عزائنا فقط أننا بعد البكاء نصبح أكثر قوة وبعد الهزيمة نصبح أكثر عزما وبعد الظلم نصبح أكثر شفافية وإنصافا وبعد الألم نصبح أكثر روحانية ونقاء.
ربما هي حكمة الحياة التي لا ندري سرها ، وقد تكون رحلتنا فيها هي رحلة عذاب وعثرات .. إلا أنها تجربة للتعلم والارتقاء بأرواحنا نحو مراتب أعلى وكالعادة علينا أن نشقى ونضحي لنحصل على أعلى المراتب .
أما نصيحتي المتواضعة ،، سامح نفسك وسامح الآخر فكلاكما يظن أن قوانينه الشخصية هي قوانين الطبيعة .. الى أن ينضج !!



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الزمن
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة
- شعر
- الانوثة سؤ حظ
- أسدنا وأسدهم
- التعويض بالطلاق والزواج
- حين تتكلم العطور !
- إعترافات ديكتاتور !


المزيد.....




- روبيو يعلن عن -إعادة تنظيم- وزارة الخارجية الأمريكية.. ماذا ...
- الكرسي الرسولي بانتظار قرار الكرادلة لاختيار خلف للبابا فرنس ...
- أوليانوف: موقف واشنطن من طهران غامض ولا يمكن الانتظار طويلا ...
- ساحل العاج.. شطب اسم منافس رئيسي في انتخابات الرئاسة بسبب ال ...
- المرصد الأورومتوسطي: فرنسا متورطة مع الجيش الإسرائيلي في مخط ...
- رئيس وزراء الهند يقطع زيارته إلى السعودية إثر هجوم مسلح أسفر ...
- ترامب: مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل متطابقة في كل القضايا ...
- صحيفة: إدارة ترامب تحل الفريق الخاص بتتبع جرائم روسيا المزعو ...
- الرئيس الكولومبي يعلن إلغاء السلطات الأمريكية لتأشيرته
- انتكاسة قضائية ثانية لترامب في مسعاه لإغلاق إذاعة -صوت أميرك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟