أرخص شيء في العراق هو الإنسان ..!!

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعقيباً على تصريحات السيد وزير الصحة العراقي (إن امكانيات الوزارة في مواجهة فايروس كورونا محدودة والاعتماد يتم على مساعدات المواطنين) وتصريحات السيد جاسب الحجامي مدير عام صحة بغداد (إن بعض المسؤولين يطردون المشتبه بإصابتهم بفايروس كورونا). والآن أذكر واحدة من مشاهداتي حينما كنت في زيارة مدينة سامسون في تركيا (في أحد الأيام كنت أتجول في أحد شوارع المدينة شاهدت جمعاً من الناس فذهبت نحوهم فرأيت حيوان طائر ساقطاً من شجرة (عكعك أسود وأبيض يشبه الغراب) على الأرض ميتاً والناس مجتمعة حوله ويتساءلون كيف مات هذا الحيوان وكان مع الناس شخص عراقي يقيم في المدينة ويعرف اللغة التركية وهذا الشخص كان يترجم لي ما يتحدث به المتجمعين من الأتراك وبعد دقائق جاءت سيارة سوداء تعود إلى جمعية الرفق بالحيوان ونزل منها ثلاثة أشخاص يحملون صندوق صغير ووضعوا الحيوان فيه وذهبوا به إلى مديرية البيطرة لتشريحه ومعرفة سبب وفاته ... والمقارنة بين هذه وبين ما حدث في مدينة الحلة العراقية في شارع أربعين حينما دهست إحدى السيارات أحد المارة وسقط أرضاً والدماء تنزف منه وترك حتى مات والسيارة هربت لم يبادر أحداً من المارة بحمله إلى المستشفى ولا حتى سيارة إسعاف قدمت في الوقت المناسب لحمله إلى المستشفى وانقاذ حياته ...!!
ومن هذه المفارقات والمقارنة للإنسان في العراق الوطن المستباح وشعبه المذبوح ما يحدث الآن للمظاهرات السلمية والعفوية لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد رغيف خبز لغذاء بطون أفراد عائلته الخاوية من الجوع فذهب ضحية مطالبتهم برغيف الخبز حوالي خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح والعشرات من المعتقلين والمخطوفين ... وأهل العلم والمعرفة يعتبرون الإنسان أثمن رأسمال وأرقى الكائنات الحية لأنه يمتلك العقل الذي يستطيع به أن يعمل ويصنع جميع مستلزمات الحياة الإنسانية والذي قال عنه الفيلسوف أبو العلاء المعري :
كذب الظن لا إمام سوى العقل مشيراً في صبحه والمســـــــــــاء.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات