رندة المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:20
المحور:
الادب والفن
أكتبُ إليك متسائلة عن اسماء زهور وعصافير شاهدتها ليلة البارحة في منامي ولم أعرف بماذا أناديها وأنا أشير لها بيدي تعالي ..
أكتبُ إليك والكلام كثير .. ويدي التي عاشت تزعبر في الطلق إحتجاجاً على أمور أتعبتني حتى شخت وبانت لي بلاهات ترتجف بحثاً عن كلمة شوق نظيفة وجديدة لم تطرقها يد ولم يلوكها فمٌ قبلي؟
يدي التي لا تزال "تلخبط" حروف الأبجدية وتتدرب على سبكة الخيال وتبحث في العاجم عن اسماء الورود والمعروف وأصحابها وتسبقني إليك متسائلة .
متى تعلمني اسماء الزهور لأكتب لك عن معروف المارين من هنا ..؟
متى تشرق شمس النور في دواخلنا لنقرأ دفتر الأشجار ؟
تصور .. تصور بأنهم صادروا الوثيقة التي بعثت بها إليك أنفي وأقطع نسبي بكوكبهم الأزرق؟
كتبت لك كلاماً كثير حثتك به عن مسافات امتدت بين يدي والكتابة وأن أتخيل كوكباً آخر يعبر بنا إلى أشواقنا .. فلا تسقطني من حسابات النجوم وأنت تعد الملهوفين ا بيدك الطاهرة .. لا تعللني بغد أنت به ، في يجيء ولا تجيء
دعني أعيش النهر والفجر وأمشي طريقي عاقدة العزم أن أطهر نفسي من ذنوبي و ضحايا كثر دستهم وأنا أعبر لأصل أحلامي .. دعني أعيش جنوني فيك وأنام لأحلم بلقائك على أعتابي .. لقاء تهتز له الجدرات و ينتفض الضجر ليصحو فجرٌ جديد
كيف تفسر لي سر الصفاء إن كانت أماسينا ونهاراتنا عكر ودخان وأوبئة وقتل ودم ؟
ماذا نفعل في الحلم المقموع في دواخلنا؟
إلى أين المفر من حدود الكلام وقواعد الكتابة؟
كيف الطريق إلى الطريق؟
من المغلق إلى المطلق
من الشريان للشطآن
من الغرق إلى الألق ؟
ماذا نفعل بذاكرتنا المتمردة على معروف أناس مروا بحياتنا ليقدموا لنا وردة ؟
وردة شممناها وشككناها بعروة قمصاننا ومضينا نلعن ونسخط المارين من هنا .. حيث كل الطرق تؤدي إلى عتبة أهالينا فسددناها بحجر ومضينا نجرب الغوص في بحر الزيت فلا طفونا على سطح ولا غرقنا بقاع لنستريح!!
أكتب لك .. وسأظل أكتب لك و أحصي عليك شوقاً لا يُقهر وأتحايلُ على ساعات الضجر حتى يصلني زماني بك أو أعيش لأكتب لوهم اسمه أنت .. اسمه حظن ووفاء ولحظة صدق ونقاء سريرة نحني بها رؤوسنا ونقول للعابرين بطريقنا "سامحونا"..
/ رندة المغربي/ فرنسا
#رندة_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟