أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - هل هذا الذي رحل النبي محمد حسني مبارك؟!














المزيد.....

هل هذا الذي رحل النبي محمد حسني مبارك؟!


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأنها عملية غسيل مخ هائلة تجري لي .. تجري لشعب بأكمله..القائمون عليها يكابدون لتكريس رؤية بعينها.. أن هذا الذي رحل صباح الثلاثاء محمد حسني مبارك كان زعيما ملهما ..متفردا في وطنيته ..في حبه لشعبه ..أن فترة الثلاثين عاماً التي أمضتها مصر في "عصمته " هي العصر الذهبي الأوحد في تاريخ المصريين منذ 52 قرناً..منذ أن وحد نارمر مينا القطرين..
هل أنخرط في البكاء ندماً ؟ هل أغرس أظافري في جلدي حتى تنزف شراييني كل ما بداخلها من دماء؟!
لايكفي ..حديث أحمد موسى عن إنجازات الراحل العظيم ..أحاديث غيره من إعلاميين و سياسيين وفنانين عن الزعيم التاريخي ..عن آخر الأنبياء تنغرز بداخلي إحساساً بالحسرة عن حماقاتي حين كتبت كثيرا منتقدا إياه!
شعورطاغٍ بالندم يطفح بداخلي.. وكأن لاوسيلة للتخلص منه إلا بإطلاق الرصاص على رأسي الأحمق الذي زين لي أن آخر الأنبياء محمد حسن مبارك كان وراء وراء خراب مصر..
وبعيدا عن السخرية .. لقد بدأ حسني مبارك فترة حكمه حسن النوايا تجاه شعبه ..وفي خطوه الأول دعا إلى مؤتمر اقتصادي شارك فيه العشرات من خبراء مصر وأكاديمييها ..بداية تبشر بعهد جديد تنقشع فيه عن سموات الوطن غيوم الفقر والتخلف ..
وبالفعل شهدت تلك الفترة خطوات جادة للإصلاح ..فماذا حدث ..؟
هذا الذي أطلقوا عليه الحزب الوطني..وهو في الحقيقة لاينتمي للوطنية بصلة.. أصبحت استمارة عضويته السجل التجاري للأفاقين والمغامرين !
وتمت هرمنة الحزب بهرمونات الانتهازية ليتورم ويتضخم ليصبح أكبر الأحزاب المصرية ..فقط ..لأنه حزب الرئيس ..حتى أنني كتبت مقالاً في صحيفة الوفد عام 2005 إن لم تخني الذاكرة قلت فيه ساخراً أن الرئيس مبارك لو تخلى عن رئاسته لهذا الحزب فسوف يتقزم ولايرى بالعين المجردة!!
هل كان شعار المفكر الاسكتلندي الشهير " دعه يعمل دعه يمر" كلمة السر في نهضة المجتمعات الغربية التي اتخذت من الاقتصاد الحر مساراً لها؟
رجال الأعمال وغيرهم من مافيا الحزب اللاوطني بعبقرية يحسدون عليها أجروا تعديلا في أشعار آدم سميث ليكون " دعه يسرق ..دعه يفر"!
وفي ظل هذا الشعارغيرالمعلن نهبوا ثروات مصر..مستغلين وهن الرئيس أمام جبروت مافيا الحزب وسطوة الزوجة التي أبت أن يشغل إبنها أية وظيفة إلا وظيفة رئيس الجمهورية خلفاً لأبيه..!!
ويكفي القول أن حجم الأراضي المنهوبة – معظمها في عهد آخر الأنبياء- بلغ 16 مليون فدان .. تقدرقيمتها كما قال طارق محمود الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر في تصريح له بصحيفة المصري حوالي 900 مليار جنيه ..و إزاء مستنقع الفساد هذا احتلت مصر مراكز متقدمة وباقتدار في قائمة الدول الفسدانة طبقاً لتقارير منظمة الشفافية العالمية في برلين ..
وفي عهد الراحل " العظيم " تردى التعليم وانهارت المستشفيات وتوغل فيروس سي في خلايا المصريين..!
وتم إقصاء ملايين المصريين ليقطنوا العشوائيات والمقابر..! واكتظت أرصفة البطالة بملايين الشباب..
لكن في الحقيقة ثمة ماهو إيجابي خلفه الراحل ..درساً بليغاً..مفاده أن
الديكتاتورية سم قاتل للشعوب ..خلال سنوات الخطو الأول للحاكم في رحلة الألف ميل الشاقة لبناء بلده على الطريق الصحيح.. قد يحقق إنجازات طيبة ..وهذا مافعله مبارك ..لكن إن تحولت السنوات إلى عقود من الطبيعي جدا أن يصنع له المطبلاتية مرآة مغايرة لكل المرايا.. فلايرى نفسه سوى نبي يوحى إليه .. والويل لمن يقول غير ذلك !َ لذا ينبغي أن يظل ملازما للكرسي ..وكالعادة تطفح صفوف المطبلاتية بمن يدعو إلى سن تشريع بأن يظل الزعيم الملهم حاكماً حتى نهاية العمر..
فإن جاء ملك الموت ..فالابن جاهز !!!
ليتنا نعي هذا الدرس جيداً..!



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادي القصة في الشارع..إلا إذا ترأسه محمد رمضان!
- رحيل ملهمة - الأطلال-
- هل يزور الرئيس أبو الهول 3 ؟!!
- ضريح السيدة Z
- ضريح السيدة Z
- فخامة الرئيس : لامكان لثقافة المقص والشريط في مصر الجديدة !
- لماذا لاننصت لماركيوز وعصفور وأمل الصبان ؟!
- جمال زهران..أمل الصبان ..فينوس فؤاد..الرز..ياله من حديث موجع ...
- كلام ياسر رزق أم استراتيجية الرئيس؟!
- لماذا فشل حفل ثومة في الساحل الشمالي ؟!
- ياوزير الأوقاف ..وعاظك يروجون لدين غير دين الله!
- أنا والموت وسمير غريب!
- لماذا لم تصدر وزارة الداخلية حتى الآن بياناً حول واقعة مارين ...
- جائزة الشعب.. للشاروني !
- الشامتون في وزيرة الثقافة- السابقة- !
- د.عواض :لماذا لايصبح حملة الأقلام.. أيضاً حملة مقشات؟!
- لو أسند عبد الناصر وزارة المعارف لسيد قطب لتغير مجرى التاريخ
- سمير غريب..كيف لانحبه ..وكل من أحب ؟!
- ما أشرسها حروب عمرو فهمي ..ضد المرض ..ضد الفساد!
- صفقة القرن ..من يجرؤ أن يقول نعم!


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - هل هذا الذي رحل النبي محمد حسني مبارك؟!