زياد بن عبد الجليل
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 22:53
المحور:
الادب والفن
نادي مسرح العرائس
بالمدرسة الإبتدائية أبو القاسم الشابي-منزل الحياة-تونس
مسرحية
الطماطم و الغلال
تأطير و نص:
زياد بن عبد الجليل
تمثيل
تلاميذ السنة سادسة
أكتوبر2018- مارس 2019
المشهد الأول: "هيا نلعب"
الشخصيات: البرتقالة, الموزة, الإجاصة
المكان: الحقل
• البرتقالة: اليوم يوم مشمس, هيا نلعب في الحقل
• الإجاصة: ماذا سنلعب يا ترى؟
• البرتقالة: لنلعب كرة القدم
• الموزة: لاااااااا, إن ساقي تؤلمني
• الإجاصة: هيا نجري في الحقل
• الموزة: أيتها الإجاصة الغبية, لقد قلت أن ساقي تؤلمني.. ثم إنني لا أريد أن أتعرق
• البرتقالة: فلنلعب لعبة الشطرنج, إنها لعبة فكرية ممتعة
• الموزة: لا أريد أن أفكر كثيرا اليوم, إنه يوم عطلة
• الإجاصة: لنلعب لعبة السارق و الضارب و المفتش و الشرطي, إنها لعبة شيقة
• الموزة: لا لا لا, لأنني لا أريد أن أكون السارق
• البرتقالة: ما رأيكم في التمثيل؟ إنه من الممتع أن نمثل مشاهد من مسرحيات للأطفال
• الموزة: لم و لا و لن أمثل أبدااااااااااااااا
• الإجاصة: وجدتهااااااا... لنلعب لعبة الكرسي الساخن
• الموزة: لا لا لا لا أريد أن أحترق على الكرسي الساخن
• البرتقالة: لكن الكرسي ليس ساخنا حقا
• الموز: أريد أن ألعب لعبة الغميضة
• الآخرون: و أخيييييييييرااااااااااا, ها قد اقترحتي لعبة, و نحن موافقون
• الموزة: لكن لي شرطا
• الآخرون: (صمت)
• الموزة: أنا من سيعد
• الآخرون: (جريا نحو مخابئهم) و نحن سنختبئ
• الموزة: (و هي تسترق النظر) 1, 2, 3, ...
المشهد الثاني: "الخصومة"
الشخصيات: البرتقالة, الموزة, الإجاصة, الطماطم
المكان: الحقل
كانت الطماطم تستمع إلى حوار الأصدقاء في المشهد الفارط, فتخيرت مخبأها عندما كانت الموزة تعد, رغبة منها في مشاركتهم اللعب.
• الموزة: ها قد وجدتك بكل سهولة أيتها الإجاصة, أنت لا تحسنين التخفي
• الإجاصة: بل أنت التي تغشين دائما في العد يا موزة
• الموزة: (متوجها نحو مخبئ الطماطم): اخرجي من مخبئك أيتها البرتقالة لقد وجدتك.. إن شكلك مفضوح جدا تحت هذا الرداء
• البرتقالة: ههههههه لم تجديني فأنا مختبئة في مكان آخر..
• الموزة: إذن من ذا الذي هنا؟؟ هاي من أنت, هيا أخرج أو سأسحب عنك هذا الرداء الذي تختبئ تحته (تسحب الغطاء) هاااااه؟؟؟ لماذا أنت هنا أيتها الطماطم؟؟؟؟؟؟؟
• الطماطم: لقد رأيتكم تلعبون الغميضة فاختبأت حين كنت تعدين, ألا تقبلون أن ألعب معكم؟ ألسنا أصدقاء؟
• البرتقالة: مرحبا بك فنحن أصدقاء
• الموز: لا لا لا لا لا نحن لسنا أصدقاء... فأنت لست من الغلال مثلنا
• الإجاصة: إذن فماذا تكون؟؟
• الموزة: أيتها الإجاصة البلهاء, إن الطماطم من عائلة الخضر أما نحن فمن عائلة الغلال
• البرتقالة: هوني عليك يا موزة, فكل هذا لا يهم, دعينا نواصل اللعب
• الموزة: أنا لا أقبل هذا التفسخ. هل نسيتم الفروق بيننا و بينها؟ نحن لسنا سيان, الخضر يضعها الطباخون في الفرن الساخن حتى تصبح صالحة للأكل, أما نحن فلا تمسنا النار.
• البرتقالة: هذا صحيح يا موزة. لكن اختلافنا ليس حجة حتى لا نكون أصدقاء وأحباب.
• الطماطم: يبدو أن غرور الموزة جعلها تنسى أننا سواسية, لأننا من نفس الأرض و من نفس الحقل. ثم إن الإختلاف في الشكل بين ثلاثتكم لم يمنعكم من أن تلعبوا معا, فلماذا لا تقبلين باللعب معي يا موزة؟
• الموزة: لاتطيلي الحديث معي. و على كل حال نحن الغلال اللذيذة لا نلعب مع أمثالكم من الخضار النيئة, هل رأيتم يوما طماطم في نفس الصحن مع الغلال؟؟
• الإجاصة: لا, لم يحدثني أجدادي الإجاص أن الطماطم كانت يوما معهم في نفس الصحن
• الموزة: صحيح, إنها غريبة عنا و عن تقاليدنا نحن الغلال.. إذهبي, إذهبي بعيدا و العبي مع الكراث و السلق و البطاطا, فهي خضر مثلك.
• الطماطم: و ما قولك إذا علمت أنني لا أختلف عن الغلال في شيء حتى لو كنت من الخضار؟
• الآخرون: ماذا؟؟؟
• الموزة: ساخرة) هذه أسوأ طرفة سمعتها في حياتي, و لا نريد أن نضيع وقتنا في نقاش ترهاتك.
• الطماطم: هذه ليست طرفة, إنك تجهلين هذه المعلومة مثل الكثير من الناس.
• الموزة: لا أقبل أن تتجرئي على الكذب علينا نحن الغلال. أنت طماطم كاذبة.
• البرتقالة: كفاك عنادا يا موزة. ما رأيكم أن نتثبت مما تقول الطماطم؟
• الإجاصة: و كيف ذلك؟
• البرتقالة: أقترح أن نذهب إلى مكتبة العمومية و نقوم ببحث علمي حول الغلال و الخضر. هكذا سنعرف هل الطماطم من الخضر أو من الغلال. فالعلم هو الفيصل بيننا فيما نحن فيه مختلفون. هل أنتم موافقون؟
• الجميع: موافقون.
• الموزة: و هكذا سوف نكشف زيفك أيتها الطماطم الكاذبة
• الطماطم: بل أؤكد لك يا عزيزتي أنك ستكتشفين ما لم يخطر ببالك أبدا
المشهد الثالث: "في المكتبة العمومية"
الشخصيات: البرتقالة, الموزة, الإجاصة, الطماطم, حافظ المكتبة
المكان: المكتبة العمومية
• البرتقالة: إن المكتبة فارغة؟ سيدي حافظ المكتبة, سيدي حافظ المكتبة, هل أنت هنا؟
• حافظ المكتبة: أهلا و سهلا, مرحبا بكم أيها الأصدقاء.. إنني سعيد بزيارتكم
• الإجاصة: و نحن أيضا سعداء بالمجيئ إلى المكتبة العمومية, فهي المرة الأولى التي نلجها
• الطماطم: لماذا كل هذا الغبار على الكتب؟
• حافظ المكتبة: (متحسرا) لقد هجر الناس القارءة و الكتاب و فأمست المكتبات خالية
• الإجاصة: و لماذا هجر الناس المكتبات؟
• حافظ المكتبة: لقد غزت الإنترنات و القنواة كل البيوت و أصبحت المعلومة سلعة متاحة
• الموزة: و لماذا أنت متبرم من ذلك؟ إنه من الجيد أن الانترنت تمكننا من الحصول على المعلومات بكل سهولة و دون شقاء. لست أدري كيف قبلت أصلا بالمجيئ إلى هذا المكان المغبر..
• حافظ المكتبة: لكننا نجد على الإنترنت الغث و السمين. لا يجب أن تثقوا بكل ما يقال في المواقع الإلكترونية, بل أدعوكم للتمحيص و التثبت بالعودة للمراجع و الكتب.. لكن الناس, و للأسف, لا صبر لهم على البحث و التعلم , بل أقتصرت معرفتهم على السهل و المتاح مما تجود به الانترنت و القنوات.
• البرتقالة: سيدي حافظ المكتبة, إننا هنا لأننا نريد أن نتعلم و نتثبت من معلومة مهمة
• حافظ المكتبة: و كيف يمكن أن أساعدكم؟
• الإجاصة: هل يمكن أن تقول لنا هل الطماطم من الخضر أو من الغلال؟؟
• الموزة: قل لنا ماذا تعرف عن الموضوع, و بسرعة لو سمحت, فنحن على عجل
• حافظ المكتبة: سأساعدكم في ذلك بدلكم على عناون كتب العلوم الطبيعية, و ما عليكم إلا التأني في البحث يا أبنائي. فالمعلومة التي تتحصلون عليها بسرعة, و دون حرص و جهد, تنسونها بعد وقت قصير. (يأتيهم الحافظ بكتاب العلوم) هذه كتب العلوم, بحثا طيبا يا أبنائي. (يغادر حافظ المكتبة)
• البرتقالة: ليأخذ كلكم كتابا و لنبحث بشكل جماعي
• الموزة: (متذمرة) أوف, ألم أقل لكم أنني لا أريد التفكير اليوم
• الطماطم: لا تتأففي, و ابحثي معنا بجد, فأنت من اعترضتي على معلومتي و تريدين التثبت منها.
• الإجاصة: لا أفهم شيئا مما كتب هنا, تعالي يا برتقالة, ماذا تعني هذه الجملة؟
• البرتقالة: جميل.. هذا كتاب علوم النباتات, دعيني أقرأ لكم هذا التعريف: "الثمرة هي العضو في النبات الذي يحتوي على البذور و هي تتكون بفضل تلقيح الأزهار"
• الإجاصة: لا أفهم, ماذا يعني هذا بالنسبة للطماطم؟
• البرتقالة: إن حبة الطماطم هي ثمرة لأنها العضو من نبتة الطماطم الذي يحتوي على بذور داخلها و الذي تكون ابتداء من زهرة الطماطم الملقحة. هذا هو التعريف العلمي للثمار.
• الموزة: و ما دخل الغلال في الثمار؟؟؟
• البرتقالة: عزيزتي الموزة العنيدة, إن الغلال, مثلي و مثلك و مثل الإجاصة و مثل التفاحة و مثل العنب و مثل المشمش و مثل الخوخ و مثل التين تعتبر ثمارا, لأنها تحتوي على بذور.. هذا هو بكل بساطة التعريف العلمي للغلال...
• الموزة: ألا تحتوي الخضار على بذور؟؟؟؟
• الطماطم: إن الخضار ليست ثمارا لأنها لا تحتوي على بذور, هل رأيت يوما بذورا في حبة البطاطا أو البصل أو الجزر؟؟ الغلال فقط تحتوي على بذور.
• الإجاصة: هل بداخلك بذور أيتها الطماطم؟ قولي لنا الحقيقة و لا يهمك في الموزة العنيدة
• الطماطم: (ضاحكة) و هل رأيت طماطم بلا بذور... بل إن في داخلي بذورا أكثر منك يا إجاصة هههههههه
• الإجاصة: و هل جارتنا القرعة هي من الثمار أيضا؟؟ فإني رأيت فيها بذورا كثيرة؟؟
• الطماطم: هههه و هو كذلك يا إجاصة. إنها من الثمار أيضا...
• الإجاصة: ألا يزعجك أن الناس تعتبرك من الخضار رغم أنك أقرب إلى الغلال؟
• الطماطم: إن علماء النبات يعتبرونني من الغلال, لكن الطباخين يعتبرونني من الخضار, لكن مهما كان تصنيفي, فهذا لا يهمني كثيرا. فأنا فخورة بما أكون: انا الطماطم الحمراء الجميلة.
• الموزة: أنا آسف يا طماطم, لقد كنت متعجرفة و عنيدة... أرجوك أن تقبلي اعتذاري
أنني كنت مخطئة و عاملتك بما لا يليق.. لقد كان حريا بي أن أقبل بك كما أنت مهما كنت مختلفة عنا..
• الطماطم: أنا أقبل اعتذارك و سنكون أصدقاء مهما اختلفت ألواننا و أشكالنا و أصولنا. هيا لنعد إلى حقلنا الجميل لنلعب..
• الآخرون: هيا نلعب يا أصدقاء... (يخرجون, إلا البرتقالة)
• البرتقالة: (متوجهة إلى الجمهور) أصدقائي الصغار. كونوا دوما فخورين بأنسفكم, لكن تذكروا, أنه مهما اختلفت ألوانكم و أشكالكم و لغاتكم و عاداتكم و تقاليدكم, فإنكم كلكم سواسية, تجمعكم نفس الأرض و نفس السماء, و اعلموا أن لا فضل أحدكم على الآخر إلا بالأخلاق و العلم. كونوا أصدقاء و كونوا أحبابا, و تذكروا دائما قصة الطماطم و الغلال.
#زياد_بن_عبد_الجليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟