توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 05:59
المحور:
الادب والفن
سامحك الله.. يا سعيد.. يا كفراوي..!!
أتدري أن الصدفة وحدها شدتني إليك.. وجعلتني أنصت لسرد أرقني فيما بعد أسبوعين كاملين..؟!!
ملامحك ألمألوفة.. بدءا من تكامل الشيب وحتى تغضن الوجه فوق قامة تميل إلى الزوال.. تشبهني إلى حد بعيد.
فقط..وأنت تتهيأ للرقاد في جمعتك اليتيمة لك مذاق مختلف متبل بالفرائد من أحاسيس البشر.
أشعرتني عفويتك.. البساطة في لباسك الريفي.. خطوك في شوارع المحلة الكبرى.. قصاقيص الطفولة والشباب.. بقيمة الاستدفاء في الزمن القارس بجمر الذاكرة
وأشعرني وقوفك البهي أمام زنزانة 23 في سجن القلعة بان الإنسان أقوى من السوط دائما..!!
حكمة تعمى على الفرعون
حكمة تهزأ من اصطكاك القيد بالقضبان..
* * *
أبكيتني يا رجل مرتين..
وأضحكتني مرة واحدة..
أبكيتني.. عندما صرخت جائعا في الليلة الأولى.. فأطعمك الشاويش خمس صفعات..وذكرتك الأوامر بأنك لم تعد سعيدا وإنما مجرد رقم..!!
وأبكيتني.. عندما مسمرت انتباهي بقصة جارك الضرير البسيط نزيل زنزانة 24 صاحب الصوت العذب في التلاوة والذي صلبوه باستمرار بسبب كلمة لا يعرف معناها..
وتسخر أنت والتاريخ منا حين تقذف بالمفاجأة في حجورنا ونعرف أن ذلك المصلوب هو "الشيخ عمر عبد الرحمن"..!!
داعية الجهاد.. ومحرك اغتيال فرعون مصر في قمة عرسه..!!
وأضحكتني يا سعيد..
عندما تاه المحققون طوال فترة اعتقالك بين أن تكون شيوعيا أو إخوانيا ولو دققوا قليلا لرأوا وشم المحروسة يزين جلدك في كل مرة يجردونك فيها من ثوبك الممزق استعدادا لوجبة العشاء..!!
* * *
نعم.. يا كفراوي
كان نجيب محفوظ في قمة الذكاء حينما انتحى بك واستعار التجربة.. وكنت أنت عملاقا حقا خلدته "الكرنك" في شخصية "إسماعيل الشيخ" وكنت أنا ولازلت في قمة وجعي عندما ألفتك..!!
مع كل الحب
سعيد الكفراوي أديب مصري حي يرزق
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟