عبدالوهاب جاسم الجرجري
الحوار المتمدن-العدد: 6496 - 2020 / 2 / 21 - 16:22
المحور:
الادب والفن
تأتي الفكرة وهذا ديدنها عندي ، تأتيني عندما اضع راسي على الوسادة ، عندما اريد ان اريح نفسي من هموم الدنيا واتراحها ، تأتي على شكل ومضة ، او كلمات مبعثرة ، او اشتاتاً احاول جمع اوصالها ، واحياناً تزدحم الافكار ، وتكثر الخطوب ، حتى أراني مشوشاً ، مشدوهاً ، احاول جهد امكاني ان اوفق واجمع بينها ، ولكن عبثاً احاول ! امام هذا الكم الهائل من الهواجس ، الوساوس ، الافكار ، سَمِها ماشئت ، عندها ابدأ بالبحث عن هاتفي كي ادونها فيه ، واقيدها كي لا تضيع ، وامام بحثي عن الهاتف ، وبطئ الكتابة فيه ، سرعان ما تتلاشى الافكار ، وتذهب ادراج الرياح ، كأنها لم تكن البتة ، وكأنها تلعب معي لعبة الاختباء (الغميضة) تختبئ هنا وتظهر هناك ، اما انا فأعمل ما بوسعي وبكل تركيزي على الاحاطة بها وامساكها من تلابيبها واستخراج مكامنها ولبها وجوهرها ، كي اسخرها بما يخدم قضيتي وتوجهي ، وبعد استغراق في التفكير وانعزال شبه تام عن كل مايحيط بي وكل ما من شأنه ان يشتت انتباهي تظهر هذه الافكار على شكل مقال متناسق (كما اراه انا ولا اعرف رأي غيري فيه المهم اني راضٍ عنه) .
وكانها عميلة ولادة ولكنها من نوع آخر لكونها ولادة للافكار ، ومثلما الاولى تمر بمخاض ، تمر الافكار اثناء تشكلها بسلسلة من المراحل حتى تكتمل وتظهر جلية للعيان ، وان اختلف التعب والجهد بين ولادة الانسان وولادة الافكار ، يبقى القاسم المشترك بينهما هو التوالد والاستمرارية ، واذا كانت الولادة سبباً في وجود الانسان فالافكار دائماً ماتكون سبباً في رقيه وتطوره .
#عبدالوهاب_جاسم_الجرجري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟