أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احسان جواد كاظم - في ذكرى 8 شباط الأسود - وميض النار تحت رماد انقلاب العار














المزيد.....

في ذكرى 8 شباط الأسود - وميض النار تحت رماد انقلاب العار


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 23:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


توهم البعثيون بعد انقلابهم الدموي في الثامن من شباط 1963, وبعد مذابح قطعان حرسه القومي الفاشي ضد الشيوعيين والديمقراطيين وقادة ثورة 14 تموز المجيدة, بأن الامور قد استتبت لهم, ونفذوا ما اراده اعداء الثورة من دول حلف بغداد ( السنتو ) الاستعمارية وشركات النفط المتضررة من قانون رقم 80 لسنة 1961, اسوة بالاقطاع المحلي ورجال الدين الرجعيين... بالقضاء على الشيوعية في العراق.

ورغم القمع الدموي للمقاومة الباسلة ضد الانقلابيين دفاعاً عن الثورة ومكاسبها, التي سطر فيها الشيوعيون والديمقراطيون مآثر بطولية يشهد لهم بها التاريخ, الا ان ثلة من الشيوعيين الناجين من هذا الدولاب الدموي, حملوا راية الكفاح, وقاموا بتجميع القوى ولمّ الشتات والشروع بالعمل بعد ان عضّوا على جراحاتهم وحملوا ارواحهم على راحاتهم من اجل الوطن الحر والشعب السعيد...

وكل منهم " كام كومة حزب للكلفات " كما قال العظيم مظفر النواب.

من هؤلاء الرفاق المجهولين الذين اخذوا على عاتقهم تهيئة ظروف الثورة على الانقلابيين وسادتهم واستعادة الوطن من براثنهم, كان " الرفيق عبد الأله القزاز " الذي هو محور حديثنا.

هذه احداث حقيقية اسردها من واقع ذكرياتي عن تلك الحقبة العصيبة. فقد عشت هذه الاحداث كمراقب بعمر صبي, عرف الجلاد من كره أهله ومحيطه وما سمعه ورآه من وقائع, كما عرف الضحية, الشيوعيين المقاومين الابطال من حب أهله وشعبه لهم ومن مواقفهم التي تسر القلب والنظر... فقد كان من بينهم معارف لا تغفل رقيّهم عين.

" عبد الأله القزاز " احد هؤلاء الأخيار الذين حفظ لهم القلب والذاكرة أطيب ذكرى, فقد كان بسلوكه وتعامله الراقي معي شخصياً بالغ الأثر في حبي له, واعجابي بمآثره وتأثري بفكره النيّر.

جمعتنا بعائلته اواصر محبة وصداقة من خلال الأخوات حيث كن زميلات دراسة, فقد كانت احدى اخواتي تأخذني معها لبيتهم الكائن في شارع الكفاح, في زيارات متفرقة حتى توطدت بيني وبين اولادهم وخاصة ابنهم توفيق ,المقارب لي بالعمر, صداقة قوية لنلعب كرة القدم وابيت عندهم احياناً, وقد دخلت السينما, لأول مرة في حياتي بفضلهم, حيث اخذوني معهم, وجلسنا في خانة الشواذي لنشاهد احد افلام الأكشن الذي لا اتذكره.

التقيت بعبد الأله اخيهم الأكبر في بيتهم بأوقات متفرقة, فقد كان دائم الغياب بسبب, كما عرفت لاحقاً, انه كان ملاحقاً من الاجهزة الامنية لكونه شيوعياً خطيراً... فقد كان احد نزلاء سجن " نكرة السلمان " الرهيب, رغم صغر عمره, بعد مشاركته بانتفاضة 1956 الشعبية ضد العدوان الثلاثي على مصر, وفصل على اثرها من مدرسته الثانوية, وكان من السجناء السياسيين الذين اطلق سراحهم بعد الثورة, لكن متابعتهم الامنية عادت بعدما بدأت قوى الردة تستعيد بعض مواقعها في السلطة.

الحادثة التي انطبعت في ذاكرتي, حدثت بعد انقلاب شباط الفاشي بعدة اشهر, لا اتذكر بالضبط بأي شهر, لكني اتذكر مفارز الحرس القومي التي كانت لا تزال تجوب الشوارع, وتدقق هويات المواطنين, وغدارات " بور سعيد " على جنباتهم.

ذهبت مع اختي الى دارهم, طرقنا الباب عدة مرات لكن ما من مجيب... لم تفتح الباب بالسرعة المعتادة... فمن المستبعد عدم وجود احد في البيت لان عدد افراد العائلة كبير ولا يمكن ان يكونوا قد غادروه كلهم... بعد انتظار, تحركت ستارة الشباك المشرف على الشارع وأطل منها وجه امهم, تأكدت من الطارق ثم اوصدت الشباك وفتح الباب لنمرق من دفتيها الى الممر الموصل بباحة الدار كما هي في معمار كل البيوت العربية.

اذهلنا المنظر الذي لم نشهد له مثيلاً في حياتنا ولم يتكرر بعدها أبداً.. كانت ارض الباحة, على وسعها, مفروشة بمنشورات مطبوعة, لا اعرف لماذا, ربما للتجفيف او للفرز لتهيئتها للتوزيع...طبعاً لم نسال فقد ألجمتنا المفاجأة.

المهم, بعد ايام من هذا الحدث, شهدت بغداد حالات استنفار وتوتر بين قطعان الحرس القومي وكثرت حواجزهم واعتداءاتهم على المواطنين.

" ابو خضر " القومي الفلسطيني الذي كان يسكن الشقة التي فوقنا في " قمبر علي " اخبر أبي بأن الشيوعيين وزعوا منشورات معادية للثورة .

لا اتذكر آخر لقاء لي بعبد الأله, الذي لم يبرح ذاكرتي يوماً, ربما كان بعد انقلاب عبد السلام عارف في 18 تشرين 1963, ثم انقطع التواصل بعد انتقالنا الى بيت آخر في اطراف بغداد البعيدة.

" عبد الأله القزاز " هو واحد من شيوعيين كثر حافظوا على وميض نار الثورة ضد الطغاة واداموه ليتلقفونه شباب انتفاضة تشرين / اكتوبر 2019 ليكملوا مشوار الطلائع المجاهدة التي ضحت من اجل دولة التقدم والعدالة الاجتماعية التي ينشدونها.

" الرفيق عبد الأله القزاز " لذكراك العاطرة الف تحية... دمت خالداً في القلوب!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوليودية حاكم الزاملي شيطنة للانتفاضة الشعبية
- شهداء القائم... دمائهم في رقابكم !
- هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟
- سلميتكم أفزعتهم !
- اليوم, الشعب يُملي شروطه عليهم !
- اختطاف النشطاء السلميين... سلاح الخائبين !
- كفوّا عنّا مندسيكم !
- عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !
- كل الرصاصات المنطلقة من الفوهات من مسؤولية الحكومة !
- عادل عبد المهدي - شيل حواجز... حط حواجز !
- ليس للقرعة ما تتباهى به, ولا حتى بشعر بنت أختها !*
- إنتشال إستشاري من فشل إنتخابي !
- مراجعة روتينية لدائرة حكومية
- بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احسان جواد كاظم - في ذكرى 8 شباط الأسود - وميض النار تحت رماد انقلاب العار