( نصّ مفتوح )
..... ..... ..... ....
ثمّة برعم تفوح منه
نكهة النارنج
يستقبل افتتاحيات الحلم
برعمٌ من لون الإخضرار
انبثق خلسةً
من ظلالِ الفراديس
راغباً أن يمسح جبال الأحزان
المستشرية
فوق قبابِ العمر
برعمٌ من لون الندى
تتطاير شذاه
من أغصان الياسمين
لماذا لا يتعلّم الإنسان
من كنوزِ الطفولة
دروساً
في
انتشارِ
العبقِ؟
عندما يشتدُّ الشوقُ
إلى خدودِ الأهلِ
تغدقُ الدموعُ لآلئاً
على
أمواجِ
المسافات!
بعدَ غيابٍ طويل
ذُهِل الأطفالُ
عندما رأوا دموعَ آبائِهِم
تنفجرُ مِنْ مآقيِهِم
أثناءَ العناق!
أنْ تشهقَ باندهاشٍ
عندما تلتقي بأحبّائِكَ
بعدَ غيابٍ طويل
أنْ تبكي فرحاً
أنْ تشعرَ أنَّكَ خفيفٌ كالفراشةِ
ككلماتِ العشّاقِ
نسيمٌ عليلٌ يبلسمُ وجهَ الشفقِ ..
يعني أنَّكَ تحملُ بينَ جناحيكَ
شفافيّةَ طفولةٍ مكلَّلةٍ بخصوبةِ الروحِ
بنكهةِ الحياةِ!
الجنازةُ تسيرُ
شقيقٌ لا يستطيعُ
حضورَ تشييعِ جنازة أخيْهِ
إنَّهُ زمنُ الإنشطارِ
إنشطارُ الأخوّةِ
إلى دماءٍ متنافرة
صراعُ الأبراجِ العاجيّة
صراعٌ يقودُكَ إلى أقصى المتاهاتِ
إلى سماكةِ الضبابِ
على بؤبؤِ العينِ!
أحزانٌ محشوّة
في كيسِ الذاكرةِ
يهدرُ دمَ حفيدِهِ
كأنّهُ مولود نعجة جرباء ..
يستأصلُ دماً
يتوهَّم أنَّهُ فاسدٌ
هلْ ثمَّةَ فسادٍ
أكبرَ مِنْ أنْ يهدرَ إنسانٌ
دمَ حفيدِهِ؟!
انّهُ زمنُ تحوُّل الحضارة إلى رماد!
.... ...... ..... ...... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: ايلول 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]