أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والآخر!















المزيد.....

نحن والآخر!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل مجتمع من المجتمعات شخصيته، تبدو ملامحها ويعرف بها من خلال تعاطيه لأمور حياته وتفاعله مع الأحداث، كما تبرز ردود أفعاله وتحليلاته لمجريات الكون ولمحيطه ، من خلال رؤيته الموضوعية أو السطحية، وجميعها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخه وتربيته الوطنية، وبالتأكيد تشكل فروق الأجيال واختلافها تبعاً للوعي الثقافي ، الذي وصل لكل جيل أو أوصل إليه ، ساهم به وتفاعل معه.
المذهل في الأمر ، حين نحاول استنباط الواقع السوري المعاش، قراءته وفهمه..نصاب بخيبة بل بخيبات، ناتجة عن تردي الوعي السياسي الثقافي خاصة لدى الأجيال الشابة، ونوعية الشخصية السورية لأبناء الجيل الجديد ، والتي أراها مختلفة عن بقية أجيال الشباب المماثلة له في دول العالم المشابه في ظروفه لبلادنا العربية ككل.
فالمواطن العربي السوري كنموذج، يرى أنه من أفضل الشعوب قاطبة!،عملاً واقتناعا ...ربما ...بأننا "خير أمة أخرجت للناس"!! لديه شعور بالأنا مفخمة لدرجة تفوق العادة والواقع، ويربط قدسيته لهذه الأنا بماضيه وأمجاده التاريخية التي يجترها عن طريق الإعلام تارة والمناهج المبجلة للماضي ولنصوص الماضي تارة أخرى وكونها منهله الوحيد للإطلاع والمعرفة، ودرب التكنولوجيا واللغات الحديثة محدود وجديد على عالمه ، رغم أنه بدأ يغزوه ويشكل هزة وارتباكا لديه من جهة، ولدى المسؤولين الذين ساهموا بعزله من جهة أخرى، وحين يقف عاجزاً أمام مشكلاته الحياتية والمعقدة داخل جدران نظام سياسي مصمم لعزله عن مزاولة الحياة الطبيعية ودور الفرد فيها كمواطن وإنسان يعيش على هامش الفعل مهدور الكرامة، وقاصر بكل معنى القصور... لهذا فمن الأسهل لديه، وتلافيا للمواجهة مع الواقع وإحساسه بالاستلاب من كل ما يمكن أن يتمتع به الإنسان، يجد نفسه منساقاً في لعبة السلطة وبرنامجها المعد له، فيدخل مسرح السلطة مؤدياً دوره بشيء من الجدارة، يهرب خلالها من مواجهة المشاكل الوطنية ، وذلك بإلقاء اللوم على ...الآخــــــــر!!! .
هذا الآخر على الدوام هو الغريب المتآمر على " الوطن " والوطن هنا بمفهوم النظام
ومفهوم المواطن المُدجن أيضا ...يعني السلطة، مما جعل المواطن يتنازل عن عرش مواطنيته وحقوقه لصالح السيد الحاكم، ويصل به الحد إلى التماهي بعبوديته واعتبارها رمزاً " لإخلاصه الوطني!" ، فشخصيته المسحوقة والمستلبة في بلده تلقي بظلال وأسباب ضعف مقاومتها وانحدار مستوى حياتها الاقتصادي وتدهورها العلمي والثقافي والمجتمعي... حسب المصطلحات الجديدة الكفيلة براحة الضمير وتغييب الذات عن مسرح الفعل، إلى مخططات تآمرية يحيكها الآخر، للغزو والسطو على مقدراته والإمعان في إذلاله وإخضاعه وتشرذم قوته ....كل هذا يبعده عن رؤية واقعه ، يسير وعينيه معصوبة عن محيطه ...وأرضه التي يقف عليها، يفتقر لأساليب وأسباب التقييم الحقيقي والتغييب عن قراءة أحواله واقعا ومستقبلا!! ، أي يسقط في مصيدة السلطة ، التي صنعتها لإيهامه وإخراسه، بل يصل به الأمر لحدود إلغاء إنسانية الآخر والسخرية من قيمه ، مشككاً بأهدافها ويرى فيها قيماً تخريبية وتدميرية لحياته وبلده!، ويطالبه حين يجد أن طرحه أكثر صواباً وتحليله أكثر عمقاً ، أن يكون نبيا أكثر من الأنبياء ...أن يكون عربيا أكثر منه وأخلاقيا أيضا في مجمل تعامله معه !! وأن يضرب صفحا عن مصالحه الاقتصادية وسياسته الخارجية لنرضى عنه!!!، أليس هذا ما طلبته بعض أبواق النظام في رفضها واعتراضها على احتجاج بعض المنظمات في الدول الأوربية على الاعتقالات الأخيرة في سورية ، حيث تطالبهم هذه الأبواق أن يضمنوا احتجاجهم ..".اعتراضاً على سياسة إسرائيل في فلسطين، وعلى سجون أميركية في أوربا ..!!".
ونعلم جميعاً أن الدول الأوربية من خلال الكثير من مؤسساتها وأحزابها، وعلى الدوام توجه إنذارات واحتجاجات للسياسة الإسرائيلية حين تقع بعض الأحداث التي تتطلب ذلك( حين دخول جيش إسرائيل غزة ...وجنين ...الخ )، والسؤال ما علاقة ما يجري في سورية من حدث تم الاعتراض عليه من قبل كل حر ومؤمن بحرية الرأي والتعبير، بما جرى في فلسطين أو بأوربا ؟؟؟؟.
ناهيك عن الاتهامات التي تلحق بالمعارضة،" فهي مرتبطة بالخارج، وتتلقى تعاليمها من الغرب، وتخون وطنها...وتترافق إعلاناتها على الدوام مع التضييق على سوريا، بل وصلت حدود التهم إلى القبض بالعملة الصعبة!!..الخ"، لمجرد أن نختلف بالرأي عن السلطة ، لمجرد أن يصحو المواطن على إمعانه في الخطأ وإدراكه أين تقع مصلحة الوطن؟ ، ولمجرد أن له رؤيا مغايرة لرؤية السلطة، تأتي السياط ليس من رجال سلطةالأمن وفي أقبية فروعه، بل من المتثاقفين على أيدي السلطة وفي فروعها الأمنية والعسكرية والحزبية، أي من المستلبين حتى نقي العظام...ومن مغسولي الدماغ والفكر...
لا يحق للمواطن أن يخرج من دائرة الطباشير البعثية، ولا يحق له أن يمر فوق حدود الخطوط الطباشيرية الوهمية ، أو أن ينزع برقع الأنا وبعبع الآخر المزروع في رأسه ، وويل له لو فكر بما يسمونها الحرية والديمقراطية، ويرى فيها قيم حضارية وإنسانية ويؤمن بضرورتها الحتمية والحياتية لوطنه، حينها ستبتلعه غياهب السجون وتدفنه السلطات حيا، كي لا يتلاقح مع مواطنيه، ويعتبرونه ناشزا وزانيا مع الغرب...خائنا لزواجه الوطني الشرعي ، حسب منظومة النظام ونواميس العسس وقوانين الدولة الجملوكية، وخروجه يعتبر شذوذا لا يليق بالمواطنة الصالحة!! وأنه يطأ فرج عاهر تسمى الديمقراطية، ويفضلها على ابنة عمه الاستبدادية الوطنية!!.
متى سننظر لأنفسنا بالمرآة دون ضباب ؟ متى نستطيع أن نرى عرينا، دون خجل؟ متى نستطيع أن نتخلص من عقدة الأنا، ونرى الآخر بنفس المنظار لأنفسنا؟ متى نتوقف عن تعليق أخطائنا وهفواتنا على الآخر؟ لماذا نرى فيه وحشا، وفينا كل الإنسانية؟ ، وهل نحن حقا كذلك؟ ، إذن متى سنتخلص من عقدنا المزمنة، ونخرج من قمقم الاستبداد الواقع علينا، واستبدادنا لأنفسنا أيضا؟. هذه الأسئلة أطرحها على المعارضة ، قبل الموالين للسلطة، على الأقل ليجيبوا عليها بينهم وبين أنفسهم.. ويقفوا مع مشروعهم التغييري، ويقطعوا نهائياً مع ظلامية السلطة وإمكانية إصلاح ما فسد وأفسد خلال عقود، فلنراهن على قوانا ولنقرأ تاريخنا وأخطاءنا، ثم واقعنا ومرضه، قبل أن نصنع من الآخر شماعة لتقصيرنا.
فلورنس غزلان ــ باريس 4/06/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟
- المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن
- لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
- ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
- هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون ...
- عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!
- للنظام السوري خطوطه الحمراء، وللمعارضة أيضاً!
- هل ستمطر سماء طهران جحيماً أسوداً، كما أمطرت سماء بغداد؟
- لماذا تعشش الطائفية في بلادنا؟؟؟؟؟؟؟؟
- تناقضات النظام السوري، وبعض معارضيه
- رؤيا
- لجنة للتنسيق، أم لجنة للتفريق؟
- صرختي الأخيرة للمعارضة السورية
- هنيئاً للمرأة المغربية فرحتها..بحلم يتحقق، إلى متى تظل المرأ ...
- أين تخطيء المعارضة السورية، وكيف يمكن تلافي الخطأ؟
- !!من الآن فصاعداً، سيكون يوم القمة العربية يوم عاشوراء
- شتان بين طلابنا وطلابهم، من يتحمل خطأ الفرق؟
- نداء تضامني مع المرأة السورية، في نضالها لتغيير قانون الأحوا ...
- نص الكلمة التي ألقيتها في لقاء المعارضة السورية برعاية معهد ...


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن والآخر!