عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 20:54
المحور:
الادب والفن
من رسالة إلى صديقي الرب..
(1)
أريد أن أبحث لي عن مكان
عن وجود
في قبر سحيق أو في السماء
فأنا يا سيدي
لا أستحق كل عطاياك
ولا أريد المزيد
يكفيني أنني لم أعد أملك الكلمات
فصرت الأخرس الناطق
من فرط سعادتي بالحياة
أشتقت إلى دمعة
ومن فرط أماني صرت أترقب لحظة خوف
حتى تسعدني...
شكرا لك صديقي إنك تسمعني
شكرا لك صديقي أنك تقبل بجنوني...
(2)
إذا لا تسألوا اليتامى عن الفراق
ولا تسألوا الجروح عن طعم الدم
أسألوا الرصاص الأعمى
عن هدفه القادم
عبر أثير المجهول
والمعلوم
وبائع الشرف الرفيع
عن ثمن العيون التي تستغشي الحقيقة
وتخشاها.
(3)
في وطن السادة والعبيد
من العار أن تكون الوسيط
ومن العبث أن تكون فيه
المثقف الحريص
ومن العيب أن تحزم حقائبك لتلتحق
بالفارين
ومن السخف أن تجادل عن معنى حرية
عليك فقط
أن تحتفظ بأقلامك والورق
لترسم قصائد
تحمل السلام
لتحمي بقية الأموات
الذين لم تتهيأ لهم
فرصة
أن يلتحقوا ببطن الأرض
(4)
هي أخر وصايا العهد
لك يا ولدي
عندما تستلم جثتي من المشرحة
أسمع ما تقول هذه الكلبة
ودعها تغني على قبري
أرجوك
فقط أسمع لعينيها وهي تنشج بالبكاء
الذي لا تعرفونه
حذاري
أن يدنس قبري رجل دين
ففي الوصايا المقدسة قرأت
أن الكهنة هم من يرسلون الناس للجحيم.
(5)
من البحر
خرج الجميع
تائهين
فقط من كان ماء طينته النهر
ذهب فورا ليصلي
هذا ملح أجاج
وذاك عذب فرات .....
*****
لكننا عشنا معا
وسنموت معا
وسيسمح لنا عالم البكتريا أن
نتفسخ معا
لنعود كما كنا
مجرد طين من أرض الله
التي بصق على وجهها الرب
فكنا ..... وكان
وسنكون مع
(الخاتمة)
سأكتب مذكراتي على زجاج شبابيك غرفتي ,لم تعد الأوراق تنفع بعد أن أضربت الأقلام عن الكتابة وهربت الحروف من بياض الورق الذي يذكرها بالكفن , كما أن أحلامي التي عانت كثيرا من الأختباء خلف ستار الأمل هي الأخرى تطالبني أن ترى الشمس وشعاعها وتتنعم بضوء القمر وجماله الأخاذ ,المهم كل ذكرياتي وأحلامي وما يسكن تحت المخيلة سيكونوا في مهرجان التعري على وجه الزجاج وعلى من يحضر المهرجان أن يرتدي النظارات المضللة باللون الأسود لأن كل ما مكتوب هتاك سيكون في غاية الحياء
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟