أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - د. حسين مروة أقوى من الموت وعصي على النسيان














المزيد.....

د. حسين مروة أقوى من الموت وعصي على النسيان


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذا اليوم السابع عشر من شباط العام 1987، أقدم القتلة الظلاميون على اغتيال الكاتب والباحث والمفكر الجليل الدكتور حسين مروة، في بيته المتواضع في بيروت، وعلى مرأى من زوجته العجوز.
وبهذه الجريمة كشف هؤلاء الأنذال الأوغاد عن مدى حقدهم ونذالتهم، وعن عظمة مروة وأهمية الفكر الذي يذود عنه، الفكر الاشعاعي التقدمي العلماني المستنير.
وفي هذه الذكرى العطرة فإن الضمير الوطني والثوري والثقافي والفكري ينحني إجلالًا للشهيد حسين مروة، إنسانًا ومفكرًا وناقدًا أدبيًا ومثقفًا نقديًا ساعيًا للخلاص الحقيقي للدولة اللبنانية والوطن العربي.
حسين مروة شهاب الفكر وشيخ الباحثين الثوريين العرب، هوعلم شامخ في تاريخنا الثقافي الفكري والفلسفي، وناقد أدبي عميق نزيه وجسور، وكاتب سياسي مقاتل بالكلمة، واحترامنا وتقديرنا له هو احترام لمسيرة حياته الكفاحية والنضالية المكتنزة بالعطاء والعمل والنشاط الدؤوب، ولما تركه من إرث فكري وادبي ونقدي وفلسفي عظيم.
ولعل مؤلفه " النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية " الذي صدر في جزئين عن دار الفارابي العام 1978 يشكل قمة ابداعه وتاج حياته المعطاءة الخصيبة الشاملة الرحبة. وكما قال الباحث والمفكر المصري الكبير الراحل الدكتور محمود امين العالم عن هذا المؤلف الهام : " عندما ظهر كتاب النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية لحسين مروة، بجزئيه، ورحتُ أغوص في صفحاته التي تقرب من الألفين في غير مغالاة أن الحلم الذي طالما حلمت به قد تحقق على مستوى من العمق والجدية والشمول ما اعتقد أنني كنت قادرًا على بلوغه ".
وما يميز مشروع مروة الفكري أنه يمتزج بعمق بمشروعه السياسي، فلقد استبان له أن الإجابة عن مسائل التخلف التاريخي والتمزق الوطني والقومي، إضافة إلى مسائل الفكر العربي تاريخًا وراهنًا لا يمكنها أن تكون ذات بعد واحد، هو البعد الفكري التنويري، بل من أجل منح هذا البعد فاعليته الكبرى، لا بد وفق ذلك من أن يقترن بنشاط سياسي ذي أفق مستقبلي تقدمي. من هنا كان انخراطه في عمق الاحداث السياسية منذ بداياته الثقافية وحتى اغتياله، الذي كان هو نفسه، وقد تم على أيدي قوى ظلامية متطرفة، تعبيرًا مأساويًا عن ذلك. وهذا ما يوضح لنا اهتمامه بالصحافة السياسية الفكرية والفكرية السياسية ومساهمته فيها، على نحو كان في مراحل متعددة حاسمًا. فلقد جعل من مجلة " الثقافة الوطنية " التي صدرت في أواخر العام 1952، منبرًا شبه منتظم لمناقشة قضايا الفكر والأدب العربيين وللدفاع عن الفكر العلماني الديمقراطي والعلمي وتعميمه في أوساط الجمهور العربي الواسع.
وتمحور جهد حسين مروة في اتجاه إزالة الركام الهائل الذي علق بالتراث العربي على امتداد قرون طويلة، مستخدمًا في ذلك منهجًا صارمًا مهيأ للقيام بقراءة جدلية تاريخية مركبة لهذا التراث، وذلك عبر تقصي النص في سياقه التاريخي والاجتماعي وفي علائقه مع كلية الموقف التراثي الفكري.
حسين مروة بشخصيته الفذة، وبفكره التقدمي العلمي المستنير، استطاع أن يساعد على التفاف خيرة المثقفين اللبنانيين حول مجلة " الطريق " والحزب الشيوعي اللبناني، بل أنه أحد الشخصيات الأساسية والمهمة التي أسهمت في وضع خط ورؤى وتقاليد الحركة الثورية العربية في مضمار الأدب والثقافة والفكر.
ومن نافلة القول، أن حسين مروة بنزاهته وسلوكه ونظافته ونقائه في كفاحه ونضاله وشفافيته في كتاباته، وانتصاره لقضايا الفقراء والمظلومين والمقهورين، هو وسامه الذي حمله بنفسه طيلة حياته، وأرعب به الظلاميين الذين راوا في دمه استئصالًا لفكره وقضيته ومواقفه وطروحاته.
وتظل سيرة حسين مروة وتراثه الثقافي- الفلسفي الثوري صفحة مضيئة ومشرقة في مسيرة الشعب اللبناني والشعوب العربية المقهورة، وسلاحًا ماضيًا في معارك الحرية والديمقراطية والتحرر والاستقلال الوطني والتجدد الثقافي والتقدم الاجتماعي.
المجد للشهيد المفكر د. حسين مروة وطوبى له في ضريحه، فهو أقوى من الموت، وعصي على النسيان.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيني غانتس ليس بديلًا ..!!
- خطاب الرئيس
- 12 عامًا على رحيل الناقد المصري العربي رجاء النقاش
- عن لقاء نتنياهو وبرهان
- في رحيل الكاتب والشاعر والمربي علي الظاهر زيداني
- الساكن فينا .. إلى روح المناضل ابن ام الفحم محمود حسين حصري ...
- محاكمة سياسية وحكم جائر بحق الشيخ رائد صلاح
- حصار اقتصادي اسرائيلي ضد الفلسطينيين
- صفقة ساقطة ولن تمر ..!!
- أمسية إشهار ديوان الشاعرة الفحماوية عايدة نصر الله بالمكتبة ...
- الشاعرة والكاتبة العراقية منى الصراف
- صفاقة وليس صفقة
- كحل العيون ... إلى ابنتي آلاء بمناسبة عيد ميلادها
- في مواجهة صفقة القرن الكارثية
- أفيقوا يا عرب ..!!
- لا فرق بين - الليكود - و - كحول لفان -
- شهقة روح
- أبعاد القرار الإسرائيلي بفتح الخطوط مع السعودية ..!
- صفعة القرن
- لا لصفقة القرن


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - د. حسين مروة أقوى من الموت وعصي على النسيان