أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - صفقة القرن بين الرفض الواقعي لها وبين الرفض اللفظي















المزيد.....

صفقة القرن بين الرفض الواقعي لها وبين الرفض اللفظي


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(صفقة القرن بين الرفض الواقعي لها وبن الرفض اللفظي)
أمران مهمان في التخطيط الاسرائيلي الاستراتيجي، وهما الامن وجعل اسرائيل دولة طبيعية في المنطقة العربية، وبين هذاين الامرين تتداخل الكثير من المداخيل، لتثبيت وترسيخ هذاين الامرين. اسرائيل في الوقت الحاضر وعلى عكس ما تروج له من انها دولة قوية بما فيه الكفاية للمحافظة على امنها، وهذا صحيح من الناحية العسكرية والنواحي الاخرى المتعلقة بالوضع العربي اي وضع الدول العربية سواء المحيطة بها او التى على مقربة منها او على البعد منها، (مع ان هذا الوضع العربي، وضع وقتي ولايمكن البناء عليه ستراتيجيا) ولكنه غير صحيح من الناحية الوجودية وعوامل وعناصر تعزيز وتثبيت هذا الوجود. اسرائيل تعاني من ازمة على الصعيد الديموغرافي على الرغم من الهجرة إليها من مختلف دول العالم، بالقياس الى النمو السكاني في فلسطين سواء في الداخل الاسرائيلي او في الضفة والقطاع او في الشتات وبالذات في الدول العربية والتى تعرف بدول الطوق، تلك الحالة تشكل معضلة وجودية، وسوف تستمر في زيادة الضغط الوجودي على هذا الكيان. صفقة القرن، اخذت بالاعتبار هذا الهاجس الوجودي. هنا يظهر لنا السؤال جليا؛ عن ماهية صفقة القرن، من دون القفز من على ظهر الواقع الى الضفة الاخرى، من غير فحص هذا الواقع فحصا عميقا ودقيقا ومنتجا. صفقة القرن وبكل تأكيد قد تم رفضها من قبل الشعب العربي الفلسطيني،رفضا قاطعا في القول والواقع ومن السلطة الفلسطينية التى رفضتها هي الاخرى، رفضا لفظيا. ماهو الهدف الحقيقي من كتابتها وتهيئة الوضع العربي لتنفيذها، وهل هي ماتت او هي لم تمت ام ان هناك وجهة اخرى لتنفيذها؛ خطوة وراء خطوة. كي نتحصل على الاجابة بقدر ما تسمح به، امكانيتنا في التحليل والاستقراء من خلال قراءة المعطيات الواقعية الفاعلة على الارض وليس من خلال التحليل المجرد. وبأختصار شديد وشديد جدا:
اولا، جرى في السنوات الاخيرة، عملية تطبيع بين دول الخليج العربي والكيان الاسرائيلي سواء على الصعيد الرسمي او على الصعيد الشعبي ولو ان الاخير محدود جدا جدا وليس له تاثير يذكر ومن المحتمل، انه تم بدفع من السلطات وهنا نقصد حكومة المملكة العربية السعودية والبحرين حصريا. قبل ايام اعلن عن قرب عقد معاهدة عدم اعتداء بين الكيان الاسرائيلي ودول الخليج العربي كافة، اعلنها رئيس وزراء قطر السابق. هذا يعني وفي جوهر ما يعني؛ ان هناك طبخة تعد بالخفاء وعلى نار هادئة وبعيدا عن الاضواء الا ما تفرضه الحاجة، لكسر حاجز الممناعة لهذا التطبيع، في التمهيد له.
ثانيا، الاعلان عن مشروع مدينة نيوم المفترضة، والتى يقع القسم الاكبر منها في الارض السعودية وتمتد الى سيناء والاردن. ان مشروع هذه المدينة لها علاقة عضوية بصفقة القرن وعلى المدى المتوسط والبعيد. أما لماذا؟ وهذا ما سوف نأتي عليه لاحقا في هذه السطور المتواضعة..
ثالثا؛ قطع المساعدات الامريكية عن الاونروا،لألغاء حق العودة، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية، المتواجدون فيها..
رابعا؛ قطاع غزة، المنطقة الوحيدة التى لها حدود مع مصر، عن طريق سيناء، مع منطقتين صحراويتين، مفصولتين عن حدود سيناء. وهذا له علاقة مستقبلية مع صفقة القرن..الذي سوف نأتي عليها لاحقا..
خامسا؛ ما يتعرض له الاردن في السنوات الاخيرة، من ضغط اقتصادي غير مسبوق، لاينفصل عن صفقة القرن، بل هو في صميمها..
ان من خطط لصفقة القرن وكتبها على الورق؛ اخذ في الاعتبار امن الكيان الاسرائيلي غلى المديات البعيدة او الامن الاسرائيلي المستقبلي هذا من جهة ومن الجهة الثانية لا يكتفي هذا المخطط بجعل اسرائيل امنة فقط بل ان تكون مدينة صناعية وابتكارية كبيرة على شكل دولة، في المنطقة العربية، لأمداد دول الاخيرة بما تحتاج.. وعلى الصعد كافة كي تكون مكتفية ذاتيا بل دولة غنية وقوية ومركز صناعي وابتكاري واختراعي؛ ولتحقيق هذا الهدف لابد من تصفية القضية الفلسطينة بحلول تقود في النهاية الى تمييع الحق الفلسطيني في ارضه التاريخية ومن ثم وفي الاطوار اللاحقة؛ ابتلاع او تذويب النمو السكاني الفلسطيني في بوتقة الشعوب العربية سواء المجاورة او التى على مقربة..السؤال هنا، كيف وما هي الطريقة، كي يحصل هذا الامر ويكون واقعا على الارض؟ ولتهيئة الاوضاع حتى تنتج ذاتيا ومن غير اكراه او اجبار، واقعا يتكفل بأمتصاص النمو السكاني الفلسطيني؛ تم وضع خرائط الضفة الغربية على الشكل الذي رأيناه؛ كانتوات محاصرة من قبل الامن الاسرائيلي والمستوطنات اليهودية، تفتقر الى السيادة على نفسها وارضها وليس لها، اتصال مع بعضها البعض او مع الجوار العربي اي مع الاردن. والاهم الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، دولة يهودية اي يهودية اسرائيل. يصاحب هذا توطين اللاجئين الفلسطينيين في الجوار العربي من خلال الاعانة المالية ولاحقا وفي المستقبل، فتح مشاريع عملاقة كمدينة نيوم وعلى مقربة من مدن (الدولة الفلسطينية) التى تفترضها صفقة القرن، مدن محاصرة بالمستوطات والامن الاسرائيلي. هذه المشاريع كمدينة نيوم وما سوف توفره من اغراء للمحاصرين بالمستوطنات والامن الاسرائيلي، سواء على صعيد السكن او الدخل المادي، اللذان سوف يدفعان الى الهجرة الطوعية إليها، مع وجود التسهيلات الكبيرة في هذا التوجه وهو توجه مخطط له ومقصود..هذا من وجهة نظر المخطط لهذه الصفقة، الامريكي والاسرائيلي والعربي.( حكومات الخليج العربي وغيرها..) أما الحديث عن ان صفقة القرن ولدت ميته فهي فعلا ولدت ميته ولكن الى حين، الزمن يفعل فعله في النسيان والضغط المصاحب وكذلك الأغراء؛ اذا لم يتم تدارك الوضع بمخطط بديل يقلب موازين الصراع لصالح القضية العربية الفلسطينية، كونها قضية العرب لجهة ترابطها بمصير وسيادة واستقلال شعوبهم ودولهم. الصفقة وللحقيقة والواقع جوبهت بالرفض من قبل اغلب دول العالم بما فيها الدول الاوربية ولكن وفي ذات الوقت؛ ذُيل الرفض بخاتمة قصدية وبالمعنى وليس حرفيا؛مع هذا من الممكن ان تخضع الصفقة الى الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. هذا التذيل له ما له من معاني كثيرة ومن اهمها هو الدفع مستقبلا الى الحوار حتى وان لم يكن في العلن مع عرابوا الصفقة من حكومات دول الخليج العربي...في هذه الحالة ليس امام السلطة الفلسطينية ان ارادت ان تتصدى لهذه الصفقة الاجرامية بجدارة وقوة، إلاان تحل نفسها، حلا يقود حتما الى الكفاح المسلح وهذا بدوره، ايضا يدفع اعلاميا، الى تغيير الراي العام الدولي وتدفع بقضية فلسطين الى واجهة الاحداث، كاستحقاق وجودي وقانوني واخلاقي وانساني لهذه القضية الجديرة بالاحترام والاهتمام كونها قضية شعب لايريد سواء ان يعيش بسيادة وكرامة على ارض دولة معترف بها دوليا، كي يكون مواطن ينتمي الى دولة تصون حقوقه وتحفظ كرامته في العيش والحياة الحرة والكريمة.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للواقع وجهة أخرى
- سُهَادٌ في الليل
- لقاء البرهان ونتنياهو ما له وما عليه
- مخاطر التدويل للوضع في العراق
- ايران الدولة حاجة ستراتيجية امريكية وليس ايران النظام..
- الربط، ربطا عضويا، بين تصفية القرن وما جرى وما يجري في المنط ...
- المشروع الامريكي الاسرائيلي لبلقنة العراق
- النفط والغاز حاجتان ستراتيجيتان امريكيتان
- مجزرة القوات الامريكية في العائم، هل هي لمحاربة الارهاب ام ه ...
- انتفاضة الشعب العراقي واللحظة التاريخية المتاحة الآن لنهوض ع ...
- خطة الولايات المتحدة لدفع خصميها، الاتحاد الروسي وجمهورية ال ...
- قراءة في موازنة وزارة الدفاع الامريكية، النوايا والاهداف
- قراءة في كتاب الزمن المستعمل للكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا إ ...
- قراءة في كتاب فتيان الزنك للكاتبة البلاروسية، سفيتلانا..
- اعطاب ناقلات النفط...اسقاط الطائرة الامريكية المسيرة، عالية ...
- قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص عبد الامير الم ...
- التوتر شديد التوتر بين ايران والولايت المتحدة،ماذا؟ والى اين ...
- تراجيديا الليالي المعتمات
- قراءة في رواية المخطوطة الشرقية للروائي واسيني الاعرج
- عالم تتحكم فيه، امريا لهو عالم فيه الكثير من القسوة والظلم


المزيد.....




- لبنان يعلق على تقرير صحيفة بريطانية زعم وجود صواريخ ومتفجرات ...
- السعودية.. الأمير الوليد بن طلال يقدم هدية غير متوقعة لبائعة ...
- مقتل كاهن كنيسة أرثوذكسية وأفراد من الشرطة نتيجة لهجمات إرها ...
- علماء روس يرصدون 3 توهجات شمسية قوية اليوم الأحد
- نقطة حوار - حرب غزة: هل تنجح زيادة غالانت في خفض التوتر بين ...
- إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
- القضاء على إرهابيين اثنين في داغستان (فيديو)
- أب يحاول إغراق طفليه في شاطئ البحر بولاية كونكتيكت الأمريكية ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية ذبح طفل وتقطيع أطرافه بمحافظة أسي ...
- ضربات روسية على خاركيف وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية عن هجوم ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - صفقة القرن بين الرفض الواقعي لها وبين الرفض اللفظي