سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم اعد اتذكر اين قرات او اين سمعت هذا القول .لكنه قطعا من الاقوال الطيبة الى تستدعى التامل و التفكير .و لعل المرء فى غمار الحياة يدرك قيمة هذا القول .خاصة و اننا نرى البشرية و هى تمر بمرحلة عصيبة .
و ارتباط القول بفكرة الخير تجعلنا نتعرف على مفهوم دوركهايم فى ان انسانية الانسان لا تتحقق الا من خلال الاخرين .و قد لاحظت( التطبيق العملى) لهذه الفكرة فى قصة رونسون كروزو المشهورة التى كتبتها دانييل ديفو عام 1719 اى فى مرحلة بداية الرواية الانكليزيه . و القصة تعكس حمى الذهاب الى العالم الجديد التى كانت قد انتشرت فى بريطانية و اوروبا كنوع من الوصفة السريعة للخلاص من الفقر .و تتركز حول شاب بريطانى هوجمت سفينته من قبل القراصنة و هرب ليجد نفسه فى جزيرة نائية وحيدا .
هناك مقاربات متعددة عدة للقصة كما ان هناك نقدا طالها ,لكن هذا لا يهمنا الان.المهم انه عندما ياتى الافريقى (جمعة) هاربا الى الجزيرة من اكلى لحوم البشر و يلتقى بروبنسن كروزو الذى يساعده يتغير كل شىء.الفكرة هنا ان جوهر الانسانية لا يتحقق بدون البشر . اى اننا كما يقول الشاعر الرومانى شيشرو لا نولد فقط من اجل انفسنا .و لهذا السبب يقال ان افضل تمرين للقلب هو التعاطف مع الاخرين بشرا او حيوانات .و كثيرا ما كنت اشاهد عجائزا فى عز البرد يحملون اكياس خبز و يضعوها للطيور . حيث ارى مدى الفرح البادى على وجوههم و هم يرون هجوم الطيور لتناول الطعام .كان الامبراطور الرومانى ماركوس اوريليوس المشهور بالحكمة يردد ان البشر ولدوا لكى يتعاونوا مثلما تتعاون الاقدام و الايدى .
“
و فى عصر العولمة برزت افكار و اراء تؤكد على فكرة السعادة من الداخل و كثيرا ما رايتها تتردد فى مواقع التواصل الاجتماعيه كنوع من الحكمة و انا اراها بعيدة عن الحكمة .لانها تنفى عامل التعاون الانسانى و عامل التواصل الانسانى .انها توجه ضربة لمفهوم السعادة من خلال التضامن مع الاخرين . لو كانت مثلا فكرة السعادة تتمحور على الذات ما الذى كان يدفع اطباء ان يجربوا دوءا على انفسهم مع ما قد يهدد حياتهم او يجعل اشخاصا يعرضون حياتهم للخطر لانقاذ اخرين .
هذه بعض من افكار تتقدم الان فى عصر النيوليبرالية و هى افكار تتخطى البعد الاقتصادى لتشمل نواحى اخر
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟