فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 13:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يستعرض تاريخ الانتفاضات والوثبات في العراق الحديث يجد أن الطلبة هم سعيرها ووقودها وكانت الروح الثورية والتضحيات تتفجر بين حناياهم فكانوا الشعلة التي تتوهج في سماء العراق ... وهذه الفئة الواعية من الشعب العراقي لم تناضل وتضحي من أجل مصالح أنانية ذاتية وإنما من اجل تحقيق مطاليب الشعب التي تضمن له العيش الكريم والحياة السعيدة والمستقبل الأفضل وكانوا في كل الأوقات والأزمنة تتفجر من مهجتهم إرادة الصمود والإصرار والحب والتفاني لوطنهم العراق العظيم وحريته وسيادته وعزه وسلامته ... الطلبة البواسل كانوا الطليعة المناضلة والمضحين بدمائهم شامخين بوجه كل من أراد للعراق شراً من العملاء في تاريخ العراق حيث كانوا يحتضنونه بشريان قلوبهم من خلال حراكهم الجماهيري في الانتفاضات والوثبات عام/ 1948 وعام/ 1952 وعام/ 1954 وعام/ 1956 ضد جعل العراق تابع للدول الأجنبية وربطه في معاهدات مع الدول الاستعمارية وليس غريباً أو جديداً بالدور البطولي في ثورة الجوع والغضب التي انفجرت في اكتوبر العظيم (أبو الثورات) هذا الوفاء والإخلاص لوطنهم الشامخ العظيم هي الجذور النضالية والإنسانية هو الحب الذي يجري في دمائهم وعقلهم ووطنيتهم فتنسموا من هوائه العليل وارتووا من ماءه العذب فكانوا كما قال شاعر العراق الكبير الراحل الجواهري في قصيدته العصماء (يا دجلة الخير) :
اني وردت عيون الماء قاطبة ... نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني ... وتغذوا من تربته الطاهرة ... وولدوا ونشأوا وترعرعوا على أرضه المعطاء فأصبحوا شامخين كشموخ نخلة العراق ... صامدين كصمود جبال كردستان ... وكلهم عطاء واندفاع وجريان كجريان وعطاء نهري دجلة والفرات ... فأصبحوا عنوان وعنفوان للوطن الذي روى والوطن الذي غذى والوطن الذي تنسموا منه الهواء فأصبحوا راية العراق الشامخة يغردون بثقة وإيمان : (موطني ... موطني الجلال والجمال ... والسناء والبهاء ... في رباك ... في رباك)
المجد والفخر والاعتزاز لطلبتنا البواسل الشجعان.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟