أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - لا تظلموا الانتفاضة














المزيد.....

لا تظلموا الانتفاضة


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خليل قانصوه فرنسا في 15.02.2020
لا تظلموا الإنتفاضة
لا أظن أننا نجافي الحقيقة عندما ننعت الأوضاع الاجتماعية و السياسية في البلاد التي تتدهور باطراد منذ سنوات 1970 ، بالسيئة جدا إلى درجة أن العيش في ظلها يكاد أن يصير مستحيلا . لا سيما أن أساليب ووسائل السلطات الحاكمة لم تتغير بل على العكس من ذلك ، الأمر الذي جعل المسافة بينها و بين الناس تتسع تدريجيا بمرور الوقت . بكلام آخر يتلازم تفاقم سوء الحالة المعيشية التي تزداد شمولا على الصعيد الاجتماعي ، مع ظهور علامات الثراء اللامحدود و البذخ الفاحش على الحكام من خلال السلوك والممتلكات و الحواش المحيطة بهم بصورة يرشح منها الفجور و قلة الذوق.
من الطبيعي أن هذا كله جعل الناس عموما ، وأجيال الشباب خصوصا يشككون بنوايا السلطة السياسية واستطرادا بوجود إرادة لديها على معالجة الأزمة المعيشية . أما في ما يتعلق بأطماع الدولة الاستعمارية الإسرائيلية و هي أطماع حقيقية ليس في لبنان وحسب و انما في مجمل البلدان المجاورة لفلسطين أيضأ ، فمن المعروف أن بيد الولايات المتحدة الأميركية سلطان الربط و الحل في هذه البلدان و هي تعمل كل ما في وسعها على توفير الظروف الملائمة لكي يصل المستعمرون الإسرائيليون إلى الأهداف المتوخاة . وبالتالي ليس القول أن السلطة في لبنان لا تعصى أمرا للولايات المتحدة الأميركية مجازفة بالكلام .
أعود إلى موضوع الانتفاضة التي كان الباعث إلى انطلاقتها في ظاهر الأمر على الأقل ، استشراء الفساد في إدارة الدولة و انكشاف الفضائح المالية التي يبدو أن الحكومة متورطة فيها ، بالإضافة إلى انهيار قيمة العملة الوطنية بخسارة يقدرها بعض الخبراء بحوالي 40 % و إلى فرض القيود على سحب الودائع المصرفية و انتشار الإشاعات عن اختفاء نسبة كبيرة منها .
و الجدير بالذكر هنا أن الناس الذين شاركوا في التظاهرات و الاعتصامات وجهوا أصابع الاتهام إلى الحكومة و إلى النظام الطائفي الذي كرّس منذ توقيع اتفاقية الطائف في نهاية 1989 ، سلطة امراء الطوائف عن طريق أنتاج حكومات توافقية ينال فيها كل أمير حصته من الحقائب الوزارية .
المفارقة في هذه المسألة هي أن أركان الحكومة التي سارع رئيسها إلى تقديم استقالتها، زاعما أنه يقدم على ذلك استجابة لمطالب الانتفاضة ، راحوا يتبارون في استنكار الفساد و هدر الأموال اللذين تميز بهما أداء حكومتهم ، فتبرؤوا من المسؤولية عنهما ، متهمين وزراء الكتل في غير الكتلة التي ينتمون إليها.
و لكن ما يدهش المراقب إلى حد الذهول هو سلوك الشركاء في السلطة تجاه ، الذين تظاهروا وطالبوا با سقاط النظام الطائفي للأسباب التي لمّحنا إليها أعلاه ، أي لعدم صلاحيته في معالجة الأزمة الداخلية ، و تأسيس نظام وطني علماني بديل قادر على تمثيل إرادة الناس و استعادة أموالهم المنهوبة و محاسبة الذين ارتكبوا جرائم اختلاس و تملك غير شرعي للأملاك العامة ، حيث بادر هؤلاء الشركاء في حكومة تحوم حولها الشبهات ، في مجالي السياسة الداخلية و الخارجية و تحديدا في مجال التنسيق مع الإدارة الأميركية على كافة الصعد ، إلى مهاجمة انتفاضة الناس المنهوبين القلقين على مصيرهم ، ليس فقط بالخطب و التصريحات ، عن النزاهة و العفة في الحكم و لكن بالقوة أيضا ، متهمين إيّاها بالتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية . بكلام آخر دخلت الدولة في مرحلة عبثية ، فصار الأفرقاء يتراشقون بنفس التهم . فلولا فساد الإدارة و مصادرة الدولة و مؤسساتها لخدمة المصالح الخاصة لم انطلقت الانتفاضة و لم سنحت الفرصة للولايات المتحدة الأميركية لكي تكون في الحكومة و في المعارضة في آن واحد !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يساريون
- عودة سعدى 3
- عودة سعدى 2
- عودة سعدى
- قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !
- ملحوظات على الإنتفاضة القسم الثاني
- ملحوظات على الانتفاضة
- عن الوطن و الدولة الوطنية بعد فوات الآوان
- إنهيار الدولة من مساوئ حكامها !
- شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها
- اشتموا كوشنير!
- صفقة القرن و دولة الأباتهايد
- صفقة القرن و دول العصي
- دولة العصا و أحزاب العصا
- الهوية الوطنية و الهوية الفئوية
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف
- الامبريالية الأميركية الإسرائيلية (4)
- عبثية معاونة الأكراد للولايات المتحدة الأميركية في سورية


المزيد.....




- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط
- مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكي: لن أستقيل من منصبي
- ماسك يتعهد بـ 45 مليون دولار شهريا لدعم ترامب
- باكستان.. مقتل 4 جنود و5 متمردين في هجوم مسلح على منشأة عسك ...
- مسيرة أوكرانية تستهدف مصنعا بمقاطعة كورسك غربي روسيا (فيديو) ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - لا تظلموا الانتفاضة