اشرف عتريس
الحوار المتمدن-العدد: 6489 - 2020 / 2 / 11 - 08:24
المحور:
الادب والفن
رحيل الرملى – انطفاء لأنوار المسرح
عندما كتب (بالعربى الفصيح ) لم يكتبها للمسرح المصرى فقط بل لكل الجمهور العربى والمواطن المغادر والمهاجر إلى وطن آخر
وتجسيد لغربته وعذاباته خارج وطنه متوهماً (وطن بديل ) ..
قدمتها فرقة (ستديو80) التى شارك فى تأسيسها مع رفيقه محمد صبحى فى مشوار طويل لايمكن نكرانه ونجاحاته
والتى تدخل القدرليفصل بينهما (فنياً) لفترة كبيرة
رممها الموت ورأب هذا الصدع وبكى رفيقه سنوات الشقاء والنجاح ..
كان لينين الرملى حريصاً على تقديم نهج مسرحى (قد نختلف معه)
فى موضوع التمصير والاقتباس من مسرحيات عالمية لكنه يجيد طبخ تلك الوجبة
وإعادة انتاجها باسلوب (لينينى) لن نختلف عليه ..
بدايات جريئة ، انتصار لعالم مسرحى مغاير ، تناول ومعالجات درامية تبرز قدراته ومهاراته فى الاعداد والدرماتورج والكتابة (فوق الكتابة )
والتأليف الخالص طارحا أفكار غاية فى الدهشة محققة الادهاش عن جدارة ..
تخرج العديد فى مدرسة (ستديو 80) وجميعنا تعاملنا مع نصوصه فى المسرح الجامعى
لن ننسى ( عفريت لكل مواطن ، الأسرى ، الحادثة ، انت حر)..
هو صانع البهجة لاشك الذى يؤمن ان الضحك فلسفة ، البسمة وجهة نظر ،
والسخرية لحظة تأمل وتفكير دون ابتذال ولا ترويج للسفه والتهريج الرخيص
كل المسرحيات الناجحة ولها تاريخ فى وجدان الانسان العربى لذى يحب المسرح
(جمهور ومتخصص ومسرحى موهوب) يعرف انه ليس مسرحا تجارياً ربحيا ً قدر احترام المتلقى ومعرفته وثقافته ..
لم يكتب الراحل الكبير ( أدب مسرحى ) ولم يعترف به بين دفتى كتاب قدر ايمانه العميق بالفرجة
وتجسيد هذا ليصبح ( عرضاً) على الخشبة أينما وجدت داخل وخارج مصر التى تخرج فى معهدها العالى للفنون المسرحية
نعم هو الأكاديمى الذى درس ودرّس أيضا كيفية صياغة الجملة المسرحية الرشيقة بلا تكلف ولا زيف ولا تقعير محدداً (المغزى) بلا مباشرة ولا خطابة ..
تلك المعادلة الشرك والفخ – كيف تكشف المسكوت عنه بلا بوق ولا جهارة ..؟؟
كيف تكتب موجهاً التساؤل بلا إجابات جاهزة معلبة أحياناً ويكون المسرح الاستفهامى .؟
سوف تحمد لنا الأجيال القادمة تكريم كاتبنا الكبير قبل رحيله وحضوره المبهج على خشبة عشقها لتحية جمهوره
وتلاميذه وزملاء له من الكتاّب والمخرجين والممثلين ..
وداعاً لينين الرملى – عريس السماء- شهيد الكلمة وصاحب الرؤية
أشرف عتريس
#اشرف_عتريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟