|
في الذكرى السنوية للانتفاضة ضد الشاه، الشعب الإيراني ينتفض ضد نظام الملالي
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 15:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظرة عامة على نضال الشعب الإيراني ضد ديكتاتوريتي الشاه ونظام الملالي بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* قبل عام واحد من سقوط محمد رضا شاه بهلوي ، الشاه الديكتاتوري الحاكم لإيران، على يد الشعب الإيراني المغوار في 11 فبراير 1979 ، أطلق عليه مؤيديه الغربيون لقب "معشوق الشعب الإيراني" كما وصفوا إيران في ظل حكمه بـ " جزيرة الاستقرار ". وجاءت هذه الألقاب على لسان الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر بمناسبة عيد الكريسماس عام 1978 في قصر ”نياوران “ في طهران. وبعد أيام قليلة، اجتاحت سلسلة من المظاهرات المناهضة للحكومة جميع أنحاء إيران. وفي معمعة المظاهرات الشعبية في إيران ، أجريت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980 ولم يفز كارتر بالدورة الثانية، ليحل محله ”رونالد ريغان“. وفي الحملات الانتخابية اكتسبت حقوق الإنسان أهمية محورية مما عجل بسقوط الشاه. وفر شاه إيران يوم 16 يناير 1979 من البلاد، واحتفل الناس بهذا النصر وهم يواصلون الانتفاضة وبدأوا في الرقص وتوزيع الحلوى في الشوارع. وبعد أربعة أيام ، أي في 20 يناير، بفضل انتفاضة الشعب تم إطلاق الدفعة الأخيرة من السجناء السياسيين الإيرانيين ، وفي مقدمتهم مسعود رجوي. ويوم الأول من فبراير 1979 ، وصل خميني من فرنسا إلى إيران على متن طائرة فرنسية من طراز جامبو جيت، وبعد 10 أيام ، أي يوم 11 فبراير سقط النظام الملكي للأبد على يد الشعب والقوات الثورية في غضون يوم أو يومين من المواجهات المسلحة في الشوراع. وأما بعد بسقوط ديكتاتورية الشاه ، فرض خميني ديكتاتورية أسوأ على الشعب الإيراني. وهذه المرة ديكتاتورية باسم الدين، وهي أبشع ديكتاتورية في التاريخ. ولذلك، سرعان ما قمع خميني الحرية وعشاقها ومنع أي شكل من أشكال التحرر. كما أنه لكي يتستر على ذلك، شن حرب استمرت 8 سنوات وأسفرت عن مليوني ضحية وخسائر فادحة تقدر بآلاف المليارات. وأصبح اعتقال المعارضين وتعذيبهم وقتلهم وارتكاب المجازر في حقهم عادة يومية. كما بات الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ولاسيما دول منطقة الشرق الأوسط جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية لنظام الملالي. وتزامنًا مع هاتين السياستين الإجراميتين، مضى نظام الملالي قدمًا في تطوير سياسة تصدير الرجعية والأصولية وانتشار التوسع واحتجاز المجتمع الدولي كرهينة للتقدم خطوة نحو الحصول على القنبلة النووية ، ولولا دور المقاومة الإيرانية المنقطع النظير في كشف النقاب عن هذه الجرائم فما كان أحد يعلم غير الله ما كان سيحل بالمجتمع البشري المعاصر من مصير مأساوي. نعم ، لقد سقط نظام ديكتاتوري وحل محله نظام ديكتاتوري آخر، ومر الآن 41 سنة على ذلك اليوم المليء بالأحداث الذي لا يُنسى. وعلى الرغم من أن الشعب الإيراني في هذه الأثناء كان منهكًا ومصابًا ومكسور الخاطر ومنحني القوام، وعلى الرغم من العطش والجوع وحزن القلب والصدمة النفسية المؤلمة، إلا أن الحقيقة التي تتلألأ في سماء العدالة ولها بريق خاص في هذه الأثناء ، هي المقاومة للإطاحة بهذه الديكتاتورية الأسوأ من سابقتها، بأي ثمن كان. وقد أظهر الشعب الإيراني في كافة انتفاضاته المستمرة ، ولاسيما في انتفاضات السنوات الأخيرة ، أنه يطالب بالإطاحة بهذا النظام ويدعو إلى إرساء نظام حكم وطني شعبي. إن المواطنين الإيرانيين يتخذون من المقاومة المنظمة غطاءً داعمًا لهم ويحدوهم الأمل دائمًا في الصمود بلا هوادة في ساحة المعركة ضد ديكتاتوريتي الشاه والملالي ، ولم يتخلوا عن الوفاء بالعهد مع شعبهم ووطنهم ، وجعلوا من الحرب ضد هذا النظام الفاشي مؤشرًا لعملهم اليومي، في كل زمان ومكان وتحت أي ظروف كانت. فقد ضحوا بأرواحهم رغم المعاناة والتعذيب والقتل ومؤامرات العدو ، ومصاعب الطريق ، ورفضوا التخلي عن مبادئهم الراسخة. إذ صمدوا داخل الحدود الإيرانية، ضد خميني وبقاياه ولم يستسلموا . وقاتلوا في الجار الغربي (العراق) لوطنهم ، وكانت لهم ملاحم رائعة في القتال والصمود والوفاء بالعهد . ففي العراق صمدوا صمودًا رائعًا ، وكان شغلهم الشاغل أينما كانوا ويكونوا في العراق لا شيء سوى تحرير شعبهم ووطنهم من مخالب نظام الملالي الديكتاتوري الإرهابي، وفي كل ثانية ، يقومون بدورهم الإرشادي لانتفاضة الشعب الإيراني، وأغلقوا طريق الترسيخ وبناء المستقبل في وجه نظام الملالي خلال العقود الـ 4 الأخيرة ، وأصبحوا الآن حجر الزاوية في ظل ظروف تشهد اقتراب انهيار الديكتاتورية في أرض وطنهم ، وأصبح انهيار هذه الديكتاتورية وشيكًا من وجهة نظر المجتمع الدولي وحثوا المجتمع الدولي على الوقوف بجانبهم ودعمهم. هذا ولم يأت أبرز شعارات الشعب الإيراني الشجاع في أحدث احتجاجاته ضد نظام الملالي " الموت للديكتاتور سواء كان ملكًا أو زعيمًا" من فراغ . ورسم الشعب الإيراني الخط الأحمر وعقد العزم اتباعًا للمقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي ، أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على الإلقاء بديكتاتورية الملالي أيضًا في صندوق قمامة التاريخ، أسوة بما فعله مع ديكتاتورية الشاه. إن هذه الشعارات وما شابهها من شعارات رفعها الشعب الثائر تظهر في الوقت نفسه أقصى درجات يقظته في مواجهة مؤامرات الديكتاتورية الحاكمة في إيران وفلول ديكتاتورية الشاه في الخارج ، وهي شعارات ذات قيمة كبيرة ومغزى في غاية الحساسية، لأنه بالنظر إلى تاريخ الثورات في العالم نجد أن انتفاضة ما أو ثورة ما دائمًا ما تتعرض لتهديد من مختلف الجوانب عشية انتصارها لتضليلها والانحراف بها عن مسارها الصحيح . ولهذا السبب ، فإن شعار "الموت للديكتاتور سواء كان ملكًا أو زعيمًا" يجسد نقطة النهاية لألاعيب نظام الملالي الخادعة وحلفائه المحتملين والحاليين. والآن ، هذه هي المرة الأولي التي يبارك فيها المجتمع الدولي انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي وينظر باحترام لمطالب الشعب الإيراني المشروعة لتغيير النظام الفاشي. @m_abdorrahman *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل المشترك من انتفاضة شعبين على جانبي الحدود الإيران®
...
-
الدور الحیوي للمتظاهرین في تحدید مصی
...
-
الصمود ضد النظام الإيراني حتى النهاية هو الحل الوحيد للنصر
-
مقاومة الشعب العراقي وصموده في جبهتين ضد عملاء النظام الإيرا
...
-
-الانتقام الشديد بأسلوب نظام الملالي- وموقف المقاومة الإيران
...
-
بداية تطور كبير حول إيران
-
نظرة على الطبيعة العدوانية لنظام الملالي وشن الحروب في منطقة
...
-
البديل الأنسب للنظام الديكتاتوري الإرهابي الحاکم في إيران!
-
نظرة عامة على إدانات المجتمع الدولي الأخيرة لنظام الملالي ون
...
-
نظرة عامة على إدانات المجتمع الدولي الأخيرة لنظام الملالي ون
...
-
الضحايا غير منسيين والقتلة غير مغفور لهم في إيران 2-1
-
الضحايا غير منسيين والقتلة غير مغفور لهم في إيران 2-2
-
خريطة طريق التطورات القادمة في إيران
-
أشرف يستضيف مناصريه
-
غروب.. وشروق
-
الحرسي حسن روحاني
-
توسع صرخات الإيرانيين في العالم
-
لماذا يخشى نظام الملالي التفاوض مع الولايات المتحدة؟
-
فرصة تاريخية أمام المجتمع الدولي
-
العامل الأساسي في نشر الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|