أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرافع كمال - ازمة البشر بين الفلسفتين المادية و المثالية














المزيد.....

ازمة البشر بين الفلسفتين المادية و المثالية


عبد الرافع كمال

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمت سؤالا موضوعيا يطرح نفسه .
ما هو أصل الانحراف البشري ؟؟
عند تمعن هذا السؤال و السعي لخلق اجابات له نلحظ أن الاجابة عليه تكون من منظورين متضادين متصادمين .
المنظور الاول هو منظور المدرسة المثالية:-
اما المنظور الثاني هو منظور المدرسة المادية .
سوف نتاول هذه المدارس بالدراسة و التحليل من خلال ابعاد شتي تلخص في الاتي :-
...
@ الاولوية لمن :-
تتفق كلتا المدرستان علي ان للمجتمع بعدين اساسيين .. الوعي السياسي و الثقافي لافراد المجتمع ...و العلاقات المادية
.. يري المثاليون ان الوعي الثقافي و السياسي" بنية تحتية " يسبق العلاقات المادية " بنية فوقية .بل و يؤثر تاثيرا مباشرا عليها .
بينما يري الماديون ان العلاقات المادية " بنية تحتية " تصنع و تحدد الوعي بكل اشكاله من اجتماعي و سياسي و ثقافي" بنية فوقية " .. فهي تسبقه و تؤثر فيه ..و هو ليس سوي تابع لها .و تأثيره عليها يكون جزئي بسيط
....
@ اس المشكل الانساني :-
تري المدرسة الاولي " المدرسة المثالية " ان اس المشكل البشري ينحصر في اغتراب وعي الانسان عن منطق وعي سياسي و ثقافي اعلي .. منطق ما ينبغي ان يقال و يفعل في المواقف المختلفة التي تمر بالانسان في الحياة ... فعلي المستوي السياسي يغترب وعي الانسان عن منطق " الليبرالية المدنية و الحقوقية " كالديمراقطية و العلمانية و الانسنة و بعض القيم كسيادة القانون و فصل السلطات ...الخ من المثل السياسية .
و كذلك اغتراب وعي الانسان الثقافي عن منطق وعي اكبر كالانسنة و الاخلاقيات و القيم بشتي انواعها الموضوعية و الذاتية و مفهوم الهوية و قيم اللباقة " اتكيت "...الخ و غيرها من المثل الثقافية .
بينما يري الماديون ان المشكل البشري ليس في اغتراب وعي البشر عن منطق المثل العليا .. و ان كانت هذه المدرسة معترفه بحدوث اغتراب في وعي اﻷ---نسان عن منطق اعلي . الا ان هذا الاغتراب في حد ذاته حسب منظور المدرسة المادية كان نتيجه للسبب الاصلي و الذي يحصره الماديون في حدوث انشراخ و تناقض ما بين قوي الانتاج و علاقات الملكية .
منذ ان بدأ البشر بالتملك . و اختل ميزان العلاقات المادية و ظهر التناقض بين قوي الانتاج و علاقات الملكية . دخل البشر في تنافس و صراع عميق حول التملك و حيازة المعطيات المادية . فأصبح الانسان الصالح هو من يمتلك اكبر قدر من المعطيات المادية .حتي قيمته في الحياة تحددها ملكيته . هنا كان اهمال عامل المثل في الحياة و الاغتراب عن تمثيلها في الواقع .
.... ....
حل الازمة الانسانية
يري المثاليون بأن الحل الجذري يكمن في الوصول الي وضعية ما يسمي ب " الضبط المثالي .و ذلك لا يتثني الا بقيام نخبة مثقفة تضع نصب عينيها صناعة و صياغة منطق متعال .يحوي مثل عليا . قوامها منطق ما ينبغي ان يكون من قول او فعل ..تصوغ عقلية اتباعها اولا .و عقلية المجتمع ثانيا علي هذا المنطق المتعالي .حتي يسعد البشر في الحياة .
بينما يري الماديون استحالة تحقيق الضبط المثالي في ظل وجود التناقض المادي أنف الذكر ..لذا يقولون بضرورة مخاطبة الاذمة البشرية من جذورها و ذلك عن طريق تحقق الضبط المادي .و اعادة خلق التوازن بين قوي الانتاج و علاقات الملكية .. يتحقق ذلك بقيام طليعة واعية تثقف المجتمع بالوعي الطبقي و تخلق نظام اشتراكي علمي يذوب عنده عمق الفوارق المادية و يصفو الذهن من الشوائب المادية .و يكون قابلا للضبط و الاصلاح المثالي .
فالاولي تري في التربية و التنشئة حسب منطق قيمي متعالي قوامه ما ينبغي قوله و فعله بمثابة الية المثلي حسب منطق الضبط المثالي .
بينما تري الثانية ان الضبط المادي يتحقق بألية الاشتراكية ..
....
نطرح اذن سؤالا جريئا ..
اي المدرستين اكثر صوابا في تحديد ازمة البشر ؟؟
ندع الاجابة للسادة القراء ..



#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # الانسان الطوباوي هو ملح الارض - دعوة للدخول في النادي الطو ...
- عشرة اتهامات موجهه للمهدية
- تصحيح لبعض الاخطاء الكتابية في مقاﻷتي
- الحلول الطوبوية للأزمة الجنسية
- افضل بيت شعر قيل في الحكمة
- ثقافة جنسية
- مهددات الاتزان الجنسي
- دراسة معرفانية ابيستيمية للمفاهيم المرتبطة بالجنس
- نقد معرفاني - ابيستمولوجي - ﻷطروحة القوميين العرب حول ...
- الي من يسمون جذافا بالبشر
- مظاهر تخلف المجتمع السوداني


المزيد.....




- ملك الأردن يجري مباحثات مع محمد بن سلمان خلال زيارته السعودي ...
- ترامب: تصريحات زيلينسكي حول القرم تضر بمفاوضات السلام مع روس ...
- ما علاقة شوكولاتة دبي بنقص الفستق عالمياً؟
- جزائريون يطلقون هاشتاغ -عمي تبون لا تذهب إلى العراق- في القم ...
- إسرائيل تحذف تغريدة تعزية في وفاة البابا فرنسيس…ما القصة؟
- سقوط جزء من شجرة الغريب المعمرة باليمن
- صبحي عطري: رواد مواقع التواصل ينعون الإعلامي السوري الذي -لم ...
- واشنطن تهدد بـ-الانسحاب- إذا لم تتوصل كييف وموسكو لاتفاق
- تنظيم -إخوان الأردن- يؤكد انتماء مهاجمين إليه قتلهما الجيش ا ...
- -الحياة وليس الانتقام-.. تزايد الاستياء من نهج حكومة نتنياهو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الرافع كمال - ازمة البشر بين الفلسفتين المادية و المثالية