أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟















المزيد.....


ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لست العراقي الوحيد الذي يشعر بنوع من الضيق كلما سمع او شاهد اوقرأ شيئا ما يتطرق في بعض جوانبه الى الكويت وايران وخاصة الى الاسرة الحاكمة في الكويت والى النظام الايراني, فقد اصبح هذا شعورا عفويا قد ياخذ عند البسطاء شكل كره وبغض عميقين, ومع ان الطبقة الواعية والمثقفة تحاول جهد الامكان كبح جماح هذا الشعور والسيطرة عليه لكن الحقيقة يجب ان تقال في اننا لانستطيع اخفائه كليا. فلدى العراقيون مئة سبب وسبب يجعلهم يُحَمِلون النظامين في الكويت وايران قسما من المسؤولية , كل واستحقاقه , فيما حدث و يحدث لبلدهم . هذا ليس تبرئة كما لاينفي الاعتراف في ان النظام السابق يتحمل ايضا حصته مما جرى ولكن لان الصراع السياسي ليس صراعا جنائيا يمكن فيه ببساطة تحديد المجني والمجني عليه بصورة قاطعة , بل ان هذا الصراع يجعل عملية التحديد هذه بالغة الصعوبة حيث تتشابك الاوراق ويظهر للكثيرين ان كل طرف من الاطراف هو المجني وهو المجني عليه في ان واحد وبدرجة نسبية , ولذلك فمن حق الكثيرين ان يلقوا بالمسؤولية في نتائج ذلك الصراع وعواقبه على جميع الاطراف المشتركة فيه.

عندما ابوح بشعوري تجاه الكويت استنادا الى ما سبق فانني في الوقت نفسه اعتقد جازما في ان كثيرين مثلي ايضا لايستطيون ان يخفوا شعور الاحترام والتقدير العميق الذي يسجلونه لشعب الكويت عندما رفض وباغلبيته بما فيهم معارضي النظام التعاون مع القوات العراقية التي دخلت الكويت , فكان ذلك بسمارا جوهريا في نعش ذلك المشروع ,ظهر ذلك واضحا في تلك التركيبة الهزيلة التي قدمها النظام العراقي السابق على انها حكومة الكويت الوطنية . وبهذا سجلَ المعارض الكويتي درسا في الوطنية استحق عليه التقدير من الجميع حتى من اؤلئك الذين يختلفون معه ويَروْن فيه لاسباب كثيرة عنوانا بارزا ( لبلاويهم ). الحال نفسه ينطبق مع الحالة الايرانية حيث ابدع النظام الايراني في تعليم المعارضة العراقية التي رعاها ولازال يرعاها كل صنوف ( النضال ) باستثناء الوطنية. لقد انبهرت حقا بسماع شيخ شيعي لبناني جليل في برنامج على احدى القنوات الفضائية وهو يعترف في انه تعلم الوطنية من الايرانيين حيث امضى هناك عدة سنوات شاهدهم فيها انهم ايرانيون قبل اي شئ اخر , وهكذا انتعش الشعور الوطني اللبناني لديه بعد عودته الى لبنان كرد فعل ايجابي لمعايشته الحالة الايرانية.

اما في العراق فقد ارتكبت بعض الاطراف والشخصيات الوطنية من المعارضة العراقية السابقة خطأ تاريخيا قاتلا عندما وافقت على ان تكون طرفا في مشروع احتلال العراق تحريضا وتخطيطا وتنفيذا فاصبحت حصان طروادة لتنفيذ اجندة واهداف اطراف اخرى محلية واقليمية ودولية , وتركت شعبها حائرا دائخا في تحديد يوم يحتفل فيه بعيده الوطني !. انه لعجيب حقا ان تستطيع الادارة الامريكية تجنيد رجال يمتد تاريخ بلدهم الى ألاف السنين وينحدرون من عوائل فاضلة في الحسب والنسب واصحاب شهادات مرموقة وكان بعضهم شخصيا او كان ابائهم واجدادهم ذو ادوارسياسية معروفة , في الوقت الذي عصر النظام السابق الكويت ذات التاريخ المتواضع عصرا فلم يفلح في الحصول منها إلاعلى ضابط مغمور غير معروف اسمه علاء, ليتسلم منصب رئيس الوزراء!. ان العد التنازلي في الاستهلاك السياسي لاية شخصية سياسية يبدأ بالانحدار الحاد في اللحظة التي قررت فيها الجهة المجندة تقديم تلك الشخصية بشكل سافر الى الجمهور, حيث لايُخفى ان حال هذه الشخصية هو كحال قطعة الجندي في رقعة الشطرنج بما يُعرف عنها من دور محدود وصلاحيات هزيلة وتقدير متواضع من قبل القطع الكبيرة كالملك والوزير تصل في اغلب الاحيان الى اللامبالاة في تقديمها عمدا كخسائر عرضية من اجل تنفيذ خطة معينة. وتعلم الشخصية المُجَنَدة او جندي الشطرنج هذه الحقيقة بشكل كامل ولذلك نراها تتصرف محاولة الاستفادة من عامل الزمن للحصول على اكبر قدر ممكن من الربح جريا على شعار ( إقتنص اليوم قبل أن تُرْفَس غدا ) , ومايحدث في العراق من نهب وسلب وسيطرة على الثروات الوطنية والمال العام من قبل اطراف وشخصيات سياسية لايندرج إلا في هذا الاطار حيث تمثل احداث البصرة مثلا صارخا لذلك. ان الاطراف السياسية الكبيرة في اللعبة السياسية العراقية تشكر يقينا في حواراتها الداخلية الضيقة الارهاب والمقاومة كونهما يسدلان الستار عن الصراعات الحقيقية الدائرة بين تلك الاطراف للاستحواذ على اكبر جزء من الكعكة حيث ان الارهاب والمقاومة يؤجل فعلا اعلان بداية الصراع الدموي بين هذه الاطراف على مناطق النفوذ وها نحن نعيش في البصرة حلقة من هذا الصراع لم تتمكن كل المجاملات وتبويس اللحى من إخفائها. ان الاطراف السياسية العراقية قد توقفت منذ زمن بعيد عن الحديث عن ( كوبونات النفط ) التي تحدثت عن ان النظام السابق قد قدمها رشوة لبعض الشخصيات والمؤسسات العربية والدولية وربما تكون هذه الاطراف التي اثارت ملف الكوبونات بتلك الشدة سابقا هي اول من يدعو الان الى دفن هذا الملف وطمره عميقا بعد ان ازكمت انوف الجميع رائحة الفساد في النهب والهدر باموال العراق التي حدثت بعد الاحتلال.

لقد اعترف الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني علنا باخطاء كثيرة وقعت قبل وبعد احتلال العراق, نعتقد جازمين ان هذا الاعتراف بالاخطاء لم يأت رغبة من قبل بوش وبلير في ان يظيفوا الى فضائلهما فضائل جديدة ايمانا بالمثل العربي القائل ( ان الاعتراف بالخطأ فضيلة ) , لان الفضيلة وسلوك هذين الرجلين خطان متوازيان لايمكن ان يلتقيا , بل ان تلك الاعترافات تمثل اعلانا رسميا على اتفاقهما على تنفيذ سياسة جديدة او اجراء تحويرات جوهرية في سياسة قديمة. وهكذا واستنادا الى معطيات الواقع العراقي الراهن فان التحليلات تذهب الى احد خيارين , اولهما هو الانسحاب المفاجئ للقوات الامريكية والبريطانية من العراق, قد يبدو الحديث في هذا الخيار للوهلة الاولى ساذجا وبعيدا ولكن اللعبة السياسية هي جهاز رادار ينبغي له ان يدورفي كل الاتجاهات وها نحن نرى الادارة الامريكية تقرر بين ليلة وضحاها الحوار المباشر مع ايران بعد رفضها بتزمت هذا الحوار في السابق , ولذلك يجب ان يوضع في الحسبان خيار قرار الانسحاب مهما بدت حظوظه ظئيلة في الوقت الراهن. فاذا شاء الله وحدث الانسحاب تكون مهمة ابناء الاحتلال قد شارفت على نهايتها لان العمر المتبقي لحكومة المنطقة الخضراء لن يكون بالتاكيد اطول من عمر حكومة ( بابراك كارمل ) بعد الانسحاب السوفيتي من افغانستان. اما الخيار الثاني فهو محاولة الادارة الامريكية لتفعيل الحوار مع اطراف في المقاومة واخرى مناهضة او متضررة من منجريات العملية السياسية بعد الاحتلال وهذا يعني حتما استهلاك قائمة باسماء مهمة ينبغي ان يُلقى على ظهرها وزر الاخطاء التي اعترف بوش وبلير بوقوعها.
ترى هل وضع بوش وبلير في لقائهما الخطوط العريضة لمحتويات تلك القائمة ؟ هل سنعيش حلقة اخرى من المسلسل ويدور الزمن دورة جديدة ويصبح ابناء الاحتلال ايتامه؟
القادم من الايام ياتي ببريد الاخبار.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع عنكاوة وجهاز التقييس والسيطرة النوعية
- انجازات الجعفري – الطالباني رئيسا والمالكي مشلولا
- عندما يصبح القتل لعبة وبزنس إقرأ على الدنيا السلام
- الاشوريون والكلدان والسريان
- الرئيس الايراني وسياسة اعلان( الاخبار السارة ) بالتقسيط
- الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم
- نداء لتشكيل محكمة العدل المسيحية في العراق
- صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح
- قادة الكتل السياسية وعيد الام
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية
- هل إشترت ايران احدى قنابل كوريا الشمالية ؟
- ليلى المسيحية في العراق مريضة
- ايران – هل أصبحت القنبلة النووية خبز النظام
- الانتخابات العراقية – عرس وإستفتاء وفضيحة
- انشقاق خدام - لحظة تسامي أم طرح فضلات
- حُبلى
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟