أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - النهج الديمقراطي العمالي - المخزن صانع الثقافة السياسية السائدة














المزيد.....

المخزن صانع الثقافة السياسية السائدة


النهج الديمقراطي العمالي

الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الافتتاحية

نشأت المجتمعات البشرية الأولى وهي متعددة اجتماعيا وثقافيا. كطبيعة ملازمة لتشكيلة المجتمع نفسه، قبل وبعد مختلف الظواهر كالتبادل أو الملكية الخاصة. قبل أول تسييج للأرض وبعد التأسيس ‘للدولة وما يسمى المجتمع المدني”. ذلك بالضبط ما يفسر الاختلاف والتعدد والتنوع في الثقافات والأعراق والأطياف والديانات. وبالتالي تفسير تعدد المرجعيات الإيديولوجية والمراجع السياسية التي تسود المجتمعات. لقد عملت الأنظمة السياسية على اختلافها، ساعية نحو خلق أو اكتساب مشروعيتها، فمنها من استعملت التاريخ، الأصل العرقي أو المذهبي والسلف “الصالح”، بل منها حتى من استعملت واستغلت أعرافا وتخاريف خارقة لتبرير مركزها في السلطة والوصاية على عامة الناس أو الرعايا. إنها حاجة تلك الأنظمة إلى ثقافة سياسية تسيج بها المجال العام وتدير من خلالها صراع الطبقات الواقع الذي لا يعلى عليه، فقد لاحظ ذلك المفكر روسو عند القول بأن القوي ليس قويا بدرجة كافية، ما لم ينجح في تحويل القوة إلى حق والطاعة إلى واجب.

من خلال الثقافة السياسية السائدة، تتباين أدوات وأساليب تدبير العلائق بين الأفراد والجماعات والمؤسسات في صراع لا ينتهي حول الاستيلاء على السلطة السياسية ومن يستحقها ويستطيع استتباب الاستقرار.

هكذا نجد تبريرا للاختلاف السائد حول تعريف الثقافة نفسها، اختلاف نجد له تفسيرا حسب الميولات الإيديولوجية المتنازعة الرؤى والاستراتيجيات. غير أن تعريفا شموليا أقرب نسبيا إلى الإحاطة بإشكالية التعريف، هو التعريف الأنتربولوجي الذي اعتمده تايلور، أي “كل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والفنون والعرف، وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع”. ومن هذا المركب العام، تشتق “الثقافة السياسية” كفرع له، تتنوع حسب كل مجتمع وخصائصه لتبقى متأثرة بالثقافة السائدة بمفهومها العام. فهي مركب معرفي للآراء والتوجهات والمذاهب والمعتقدات في ارتباطها الوثيق بالشأن السياسي ودواليب الحكم.

ولذا كان لا بد للباحثين من تقسيم الثقافة السياسية إلى ثلاث أقسام:

-الثقافة السياسية الرعوية المتلائمة مع البنية السياسية التقليدية، حيث الحكم المركزي يلغي ويغني عن أي مشاركة للمواطن؛
– ثقافة الخضوع والتي تتوافق مع بنية سياسية سلطوية، تحسب المواطنات والمواطنين أتباع و رعايا؛
– ثقافة المشاركة وتتوافق مع بنية سياسية ديمقراطية.

في بلادنا حيث تسود ثقافة رجعية بشقيها الثقافة المخزنية والثقافة الأصولية لجماعات الهوس الديني، الداعية للخضوع للمخزن والخرافة، تخترق مفاصل الدولة والمجتمع ثقافة سياسية رعوية لبنية تقليدية تتساوق في الآن ذاته وثقافة الإذعان لبنية سياسية تسلطية مخزنية، شملتها كل الشروط التي رعاها المخزن منذ الاستقلال الشكلي، لترسم مشهدا سياسيا بتعددية مشوهة: أحزاب مخزنية في الأغلبية وأخرى مخزنية أيضا في المعارضة في إطار نفس البنيات المتخلفة القائمة. مجتمع مدني للإلهاء وتوهيم الصراع بجمعيات ترفل في نعيم المنح وسلب المال العام وترويجه وفق الولاءات الحزبية المخزنية؛ فيما يقابل ذلك تنظيمات قليلة جدا رغم عمقها الديمقراطي التقدمي وبعدها الجماهيري، تواجه القمع والمنع والرقابة على أنشطتها محليا ومركزيا.

إنها ترجمة عملية لثقافة سياسية لنظام الحكم الفردي المطلق، تعيش على التيئيس والترهيب وقمع الحريات كما تتفنن في القمع والمنع والإقصاء الاجتماعي. إننا بصدد دولة مركزية بنظام حكم يقود البلاد إلى المجهول. بينما لا تزال المبادرات الجادة تراوح مكانها، وتتلكأ في الحسم في المبادرة إلى تشكيل تكتل واسع أو جبهة للنضال في إطار أوسع اصطفاف جماهيري، قادر على بلورة البديل الديمقراطي الذي تنتظره الطبقات والفئات الأكثر تضررا من السياسات القائمة، وفي مقدمتها جماهير العاملات والعمال والفلاحين المعدمين في المدن كما في القرى، عموم الكادحين، ضحايا الطرد التعسفي وضحايا الحرمان من الحق في الشغل القار.

إن الفرصة مواتية لعموم الديمقراطيين للتدخل على أرضية برنامج نضالي، ومطالب ديمقراطية استعجالية يحملها حراك شعبي ممتد في المناطق الأكثر فقرا وفي التجمعات الحضرية الكبيرة. فقد يأتي على نخبتنا يوم تجد نفسها مرة أخرى قد أخلفت موعدا مع التاريخ.



#النهج_الديمقراطي_العمالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميعا ضد صفقة القرن المشؤومة من أجل تحرير كامل التراب الوطني
- النهج يندد بالهجوم على الحريات العامة وبرهن مصير بلادنا بالا ...
- عندما توظف حركات الإسلام السياسي لإجهاض الثورة
- راهنية العمل النقابي الديمقراطي من أجل التغيير
- بيان اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي 5 يناير 2020
- الاعتقالات والمضايقات تكشف زيف شعارات النظام المخزني
- النموذج التنموي “المرتقب” نسخة طبق الأصل من صنوه “الفاشل”
- الأمازيغية رافعة أساسية للنضال الديمقراطي ضد الفساد والاستبد ...
- بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي: فاتح دجنبر 2019
- الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي تسجل استمرار تفاقم أزمة الن ...
- بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي الرباط في: 03 نونبر 20 ...
- البطالة وهشاشة الشغل نتائج لعطب هيكلي
- الاستعدادات المخزنية للانتخابات التشريعية على قدم وساق
- لماذا حوار بين الماركسيين المغاربة؟
- ارفعوا أيديكم عن النهج الديمقراطي لن نتراجع، لن نساوم
- وحدة النضال لمواجهة الهجوم الشرس على الحقوق والمكتسبات الشعب ...
- لا تنمية حقيقة في ظل المخزن وفي ظل التبعية للدوائر الامبريال ...
- النهج الديمقراطي ينادي كافة القوى الغيورة على مصالح الطبقة ا ...
- افتتاحية: من أجل بناء أوسع جبهة ممكنة
- لماذا الإعلان عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين ...


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - النهج الديمقراطي العمالي - المخزن صانع الثقافة السياسية السائدة