فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجياع والفقراء والمحرومين والمظلومين من أبناء العراق الوطن المستباح وشعبه المذبوح اهتدوا لثورتهم (ثورة الجوع والغضب) بمقولة وثورة الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري : (أعجب لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد رغيف خبز ولم يخرج شاهراً سيفه) ... تجمع الجياع بعد أن عضهم الجوع والغضب ضد التفاوت الاجتماعي وضد الحكام الذين أتخمهم الفساد الإداري واغتصبوا حقوقهم. بثورتهم العفوية البيضاء غير مرتبطة بكتلة أو حزب باسطين أيديهم للحصول على رغيف الخبز فوجدت الأيدي الرصاص الحي وعبوات الغاز القاتلة فذهب ضحايا مطاليبهم العادلة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين والمعتقلين فتنكرت الدولة لهم واعتبروا حركتهم تخريب وفتنة واستمر هذا الحراك أكثر من ثلاثة أشهر كانت الدولة تماطل وبتسويف معتمدة على الوقت ربما يسبب للثوار التعب واليأس والإحباط ويذهبوا إلى بيوتهم إلا أن الثوار ازدادوا صلابة وإرادة وإصرار. استقال رئيس الوزراء وجاؤوا برئيس وزراء يختلف عن السابق بالصوت والصورة ويتفق معه بالمضمون من خلال البينة (محكوم سبع سنوات غيابي بسبب الاختلاس وهدر المال العام كان مصطفاً مع الحكام في وزارتين) والمجرب لا يجرب هذه الصفات مرفوضة من قبل الثوار التي أثبتوها بالبينات ... لجأت الدولة إلى أسلوب شق لحمة الثوار فانشق أحدهم فكان أشد أذى وتدميراً للثوار من رجال الدولة حرض جماعته الذي كانوا في الأمس مصطفين مع الثوار :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
فضربوهم وهددوهم وقتلوا وجرحوا من الثوار المسالمين والثوار صامدين صابرين حاملين غصن الزيتون وصولجان الشمس وإيمانهم بعدالة قضيتهم ورافعين شعار (أما أن نسعد أو نفنى).
صديق الأمس وخصم اليوم يتبرع بإطفاء قناديل النهار ... هذه فتنة بين من كانوا ينامون على وسادة واحدة ويأكلون من صحن واحد ويشربون من قدح واحد ... ما هو موقف رئيس الجمهورية ... ما هو موقف رئيس الوزراء السابق والحالي ... ما هو موقف رئيس مجلس النواب الذين كانوا جميعاً يدعون بخدمة المتظاهرين وحمايتهم ... إن كل حدث يبقى محفور في ذاكرة الناس وفي بطون الكتب والتاريخ الذي ينطق حكمه الذي لا يرحم فيمدح هذا ويذم ذاك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟