أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - أرخص احتلال بالتاريخ














المزيد.....

أرخص احتلال بالتاريخ


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن هناك على مدار التاريخ كله قديمه وحديثه ، شرقيه وغربيه احتلال ارخص من حيث التكلفة المادية من الاحتلال الإسرائيلي ، فالكيان الصهيوني الذي كان ولا يزال غاصبا لما ارتضته قيادتنا وطنا لنا ولها ، وأعني بذلك الضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة ، تماشيا مع قهر الواقع والتخاذل العربي والمزاج الدولي العام الذي تتحكم به وتصوغه وتشكله القوى العظمى والمصالح العميقة المتشعبة للدول .

هذا الكيان الغاصب لم يقدم للناس في الأرض المحتلة منذ العام 67 ولغاية قدوم السلطة إلا النزر اليسير والحد الأدنى من الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية ، ولاحقا لذلك أعني منذ قدوم السلطة في العام 94 وحتى تاريخه وعلى مدار عقدين ونصف تقريبا كان لا يتحمل أيا من أعباء احتلاله الثعلبي الماكر الملتوي لأرضنا ولا يقدم منذ ذلك الحين أية خدمات حقيقية فعلية للناس المسحوقين الرازحين تحت نير احتلاله الكولونيالي البغيض ، لأن سلطتنا الطامحة في طرده والحلول مكانه وتأسيس كيانية فلسطينية تكون نواة لدولة مستقبلية ذات سيادة هي من اضطلعت بهذا الدور .

وفي ظل شح الموارد والخنق الاقتصادي المتعمد وبخل العالم العربي وعجز السلطة المالي النسبي وعدم قدرتها على توفير فرص عمل لغالبية الناس وكذا توفير كل ما يلزم لهم من احتياجات أساسية توسل بعضهم احتياجا وتضور جلهم جوعا ، وأضحوا يعيشون يوما بيوم على المعونات والفتات الذي تقدمه الأونروا والدول المانحة ومنظمات الـ (NGO) ، ولم تستطع الرواتب التي تصل ليد موظفي السلطة اعتمادا بالأساس على ما تجبيه إسرائيل - كقناة استيراد وحيدة متاحة - من ضرائب من أموال تجارنا الكبار وتورده لاحقا للسلطة بعد إجراء مقاصة وخصم مديونيات على السلطة لجهات إسرائيلية كشركة الكهرباء وسلطة المياه و وزارة الصحة وغيرها وخصم نسبة أخرى بسيطة متفق عليها نظير تكاليف إدارية ، لم تستطع هذه الرواتب رغم أهميتها إحداث تغيير جوهري كبير على حياة الناس ككل ، فتأثيرها الإيجابي ظل منعكسا على حياة شريحة فقط من عموم الشعب .

وقد ترسخت وتأبدت في ظل هذه الظروف غير الطبيعية معاناة الناس ، وطالت هذه المعاناة شيئا فشيئا كل جوانب حياتنا فيما تبقى لنا من فتات وطن ، فتات وطن تحول للأسف لسجن كبير ، به مئات آلاف الخريجين ومئات آلاف العمال والحرفيين العاطل جلهم نسبيا أو تماما عن العمل وملايين آخرين من فاقدي الأمن الغذائي خصوصا من الأطفال والنساء ، مع كل ما يفرضه ذلك من مصائب وكوارث اجتماعية وصحية ونفسية سينجلي قبحها وسيظهر تأثيرها التدميري مستقبلا كأوضح ما يكون .

لهذا يجب على قيادتنا التوقف هاهنا ومراجعة المسار بهدف تصويب الأداء وتغيير الواقع والبحث عن مخرج ما وحل حقيقي يكفل القضاء على كل هذا البؤس المعاش والخروج من هذه الهوة السحيقة الباردة المظلمة ، صحيح أن قضيتنا بالأساس ليست معيشية بحتة أو مالية أو اقتصادية ولكن ليتسنى لنا البقاء صامدين على هذه الأرض المباركة وشوكة في حلق المحتل يجب توفير مقومات حياة طبيعية بالحد الأدنى المعقول لجل شرائح الشعب ويجب أن يتحمل الاحتلال بدوره جزءا كبيرا من المسئولية وان يقوم مرغما بمطالبة فلسطينية مستمرة لحوحة وبضغط دولي قانوني وإنساني بتأمين جزءا كبيرا من احتياجات الناس المنكوبين به وفتح بوابات السجن الكبير بلا قيود على الإطلاق لمن أراد أن يعمل ويتكسب في حدود فلسطيننا التاريخية كما كان الحال سابقا قبل قدوم السلطة .

وإلا فلتندلع انتفاضة شعبية عارمة مستمرة وليعم عصيانا مدنيا شاملا كل ربوع الوطن ، عصيانا يعيد التوازن المفقود ويعري الاحتلال العنصري البغيض الذي لا يكترث لحالنا المزري نحن السكان الأصليين للأرض ولا بالقيم الإنسانية بأي حال من الأحوال .
وليتوارى السلاح البدائي تماما ويغور عميقا وليتوقف البعض عن التلويح باستخدامه حتى لا نعطى للاحتلال ذريعة لقصفنا بقنابل الطائرات وبمدافع الدبابات وحسم معاركنا التي لن تنتهي قريبا معه بوسائل قتال جهنمية ساعدناه قي اختيارها وبررنا له استعمالها ضدنا ، وسائل قتال جهنمية تفوق قدرتنا على الاحتمال ولا نستطيع أن نجاريه باللجوء لمثلها ، معارك يستدرج إليها بعضنا بلا وعي حقيقي كاف وتكون نتائجها معروفة سلفا للقاصي والداني ، والتجارب المأساوية السابقة قريبة ماثلة .

وفي ضوء معطيات صفقة الخزي المراد فرضها علينا بكل وسائل الاحتيال والجبر والتدليس ليس لقيادتنا من خيار سوى الالتحام مع جماهير شعبنا التي لن تخذلها أبدا ولتستحدث عاجلا تشريع عقابي يجرم منذ لحظة إقراره التفاوض مع المحتل سرا أو علانية ، مباشرة أو عبر وسطاء لأي غرض كان ومن قبل أي كان ، إلا بعد إقرار دولة الاحتلال إقرارا موثقا واضحا صريحا برعاية واعتماد دوليين بحقنا الكامل غير المنقوص في أرضنا التي احتلت في العام 67 ومن ضمنها القدس الشرقية ، وحقنا في الحصول على دولة كاملة السيادة والأركان ، وتشريع لاحق آخر يوجب عرض مسودة أي اتفاق سياسي لائق قد يحصل مستقبلا على الشعب وقواه الحية ونخبه جميعا لأخذ رأيهم فيه ونيل موافقتهم عليه بالأغلبية النسبية التي تعادل الثلثين أو أكثر قبل التوقيع أو الاعتماد النهائي والشروع بالتنفيذ ، فالوطن السليب المغتصب وطن الجميع وكلنا في الهم والغم والبؤس والقهر والمعاناة سواء .



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا فلسطين : حيث لا عدل ولا شبع ولا مقاومة ولا تحرير !!
- يا قدس إنا واهمون
- جحيم لاعشوائي مقصود
- لنحاكم الحلاج من جديد
- بسم الله يبدأ الكذب و بالله أكبر يبدأ التدمير و الذبح
- مهالك ومشيخات التخلف والاستبداد والقرون الوسطى
- Something is wrong
- الثياب التنكرية للأعداء الجدد
- و ااا ضرطتاه
- بعض ملامح الصورة
- الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك
- دين محرف ، دين مختطف , دين منزوع الدسم !!
- الاحتلال العثماني وكذبة الخلافة
- الاحتلال العربي وكذبة الفتح
- أمة مسخرة
- إطلالة على فكر العلامة الكواكبي - سبب تخلف العرب والمسلمين
- ثقافتنا و ثقافتهم
- المثقف والثقافة
- لهذه الأسباب لن تتحرر فلسطين في المدى المنظور
- ماذا يطبخ تجار فلسطين على نار جهنم ؟


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - أرخص احتلال بالتاريخ