أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البعثيون والصدريون وجهان لشباط أسود واحد














المزيد.....


البعثيون والصدريون وجهان لشباط أسود واحد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابه الثامن عشر من برومير يقول كارل ماركس "إنّ التأريخ يعيد نفسه مرّتين مرّة على شكل مأساة ومرّة على شكل مهزلة"، وكان يردّ وقتها على مقولة هيغل التي تقول "أن جميع الأحداث والشخصيات العظيمة في تاريخ العالم تظهر، إذا جاز القول". ووفق قراءة ماركس هذه فأنّ غياب الوعي إجتماعيا هو من يكرر الأحداث الكارثيّة، وبالتالي ينتج أحداث تاريخية متكررة مرّة كمأساة ومرّة كمهزلة وهكذا. وغياب الوعي العلمي يفسّره العالم البرت آينشتاين في قوله "الغباء هو فعل نفس الشيء مرّتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة". ولمّا كانت الماركسيّة علما يعتمد على المنهج الجدلي والبحث، فأنّ تكرار أي حدث تاريخي في بلد ما مرّتين، هوعبارة عن مأساة ومهزلة. وعلميّا فأن الوصول الى نفس النتائج في بحث علمي بالإستفادة من نفس الأدوات ، يعتبرغباءا إذا كان الهدف الحصول على نتائج مختلفة وهو ما أشار إليه آنشتاين.

لو أخذنا كارثتي الثامن من شباط البعثية سنة 1963 وكارثة الأوّل من شباط الصدرية سنة 2020 كمثال فأنّ التاريخ بالفعل يعيد نفسه وفقا لقراءة كارل ماركس مرّتين، لكن على شكل مأساة في الحدثين. ففي الثامن من شباط 1963 أدخل الحرس القومي البلاد في نفق مظلم، وليبدأ حينها العدّ التنازلي لدمار الدولة والمجتمع. وفي الأوّل من شباط 2020 وضع الحرس الصدري البلاد على كفّ عفريت، ما ينذر بحرب أهلية قد تنهي ما تبقّى من بلد أصبح بفعل الشباطيون السابقون والجدد مجرّد أطلال. وفي الحالتين لم يكن خطاب الشباطيون وطنيا بالمرّة وإن تشّدقوا بها، فالبعثيون رهنوا كل شيء في "وطنهم" من أجل معركة العروبة وفلسطين، والصدريّون رهنوا كل شيء في "وطنهم" من أجل مصلحة إيران، وليكن العراق وشعبه كبش الفداء لسياساتهم الكارثيّة.

أدوات الشباطيون السابقون كانت المؤسسة الدينية والقوى القومية الكوردية والرجعية العربية وبقايا الإقطاع الممثّلين بالمؤسسة العشائرية وإيران الشاه ومخابرات دول إقليمية ودولية، وأدوات الشباطيون الجدد هي نفس الأدوات السابقة دون أيّ تغيير سوى تخلّي الزيتوني عن لباسه لصالح العمامة. فهل هناك أمل بالحصول على نتائج مختلفة قد تساهم ببناء البلد!؟

إنّ الصدام الذي سيحصل بين المنتفضين وقوى الرِدّة الإسلاميّة التي يقودها الصدر وتياره، هو ليس صداما بين طبقات إجتماعية مختلفة ولا صراعا إقتصاديا بين طبقات متصارعة ومتناحرة. بل هو صدام بين أبناء طبقة واحدة تقريبا، طبقة لا تمتلك من ثروات وطنها شيئا وتعيش على هامش الحياة فيه، طبقة ترى وطنها يضيع منها كلمّا إستمرّ الشباطيون بالسلطة، وهذا ما دفعها للخروج ضد واقعها المزري بحثا عن حياة أفضل لها ووطنها. فالصدام اليوم ونحن نرى الشباطيّون "طالبي" الإصلاح يهاجمون بأسلحتهم المختلفة المنتفضين العزّل كما شباطيّوا غدّارة البورسعيد، هو صراع بين وعي غائب عند الصدريين، ووعي متقدم عند المنتفضين. والوعي المتقدّم للمنتفضين سيمنع بالضرورة تكرار تاريخ شباط مرّتين، فهل يعي الصدر حجم جريمته وهو يضع بيض "بلده" بأكمله في السلّة الإيرانيّة؟

إنّ العراق هو الورقة الأقوى إيرانيّا في حالة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فبقاء العراق ضمن الهيمنة الإيرانية لحين حلّ مشاكلها مع أمريكا يعتبر خيارا ستراتيجيا لها. ومقتدى الصدر هو الرجل الأقوى شيعيا من حيث ثقل جماهيره غير الواعية وإنصياعها له، والذي يعتبر البيدق الأقوى في مواجهة الإنتفاضة التي تؤرق عمائم قُمْ. لذا فأنّ هجوم الحرس الصدري على ساحة التحرير، وتهديدات مقتدى للمنتفضين والإنتفاضة، هو صراع إيران من أجل البقاء ليس الّا. فرحيل الطغمة السياسية الفاسدة، وتشكيل حكومة وطنية وفق مواصفات الشارع العراقي اليوم، تعني بداية النهاية للنظام الإيراني القمعي.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحة التحرير عروس الساحات
- لنشيّع تحالف سائرون الى مثواه الأخير
- حراك السردين .. حراك أكتوبر
- بسم الله! يا عراق
- لو كنت مكان السيد علي السيستاني لفعلتها
- مقتدى الصدر حصان طروادة إيراني بالعراق
- رفسنجاني مرّ من هنا .. إيران مرّت من هنا
- المرجعية تمسك العصا من الوسط
- السافاك والإسلاميين وبنات الهوى
- الوثبة والجسر بين بهيجة ونور
- لا تبنى الأوطان بالأكفان
- مولاي ..!
- عنفوان شعب .. صورتان
- من للعراااااااااااااااااااااااق؟
- الدولة المدنية بالعراق.. نجاح إسلامي وفشل علماني
- سائرون .. لا آمال ولا تحدّيات
- قانون حمزة الشمّري 1.9 وتصويت الصدريين عليه
- زمن حمزة الشمّري
- نوري المالكي بين مادلين طبر وعازفة كمان
- رسالة الى السيد مسعود البارزاني


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البعثيون والصدريون وجهان لشباط أسود واحد