أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - رائحة الجوافة العطنة!!














المزيد.....

رائحة الجوافة العطنة!!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 17:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت جميلة حين وصلت متأخرة الى مكان عملها بشعر مسترسل غير مهذب بفرشاة شعر، وبملابس ارتديت على عجلة. تقول: امي لم تقم بإيقاظي مثل كل صباح، لأنني واياها وصلنا الى طريق مسدود في اقناع احدانا للأخرى بقبول من تقدم لخطبتي. حين سألت: هل رفضت الزواج لأنك مرتبطة بأحد ما؟ اجابت: انها غير مقتنعة بالزواج برمته والى الابد. تخاف من موضوع الشراكة وتريد ان تكمل حياتها من غير ارتباط. اخذت تقص علينا ما حصل معها اثناء دراستها لطب الاسنان وعن عدد المرات التي تلقت فيها طلب الزواج اثناء مرحلة التطبيق العملي في احدى المراكز الطبية التابعة للجامعة. ضحكت وهي تتذكر احداهن حين سألتها هل تمانع اذا طلب منها ارتداء الحجاب ؟ لم تخبرها انها مسيحية بل اكتفت بأنها تريد ان تكمل دراستها قبل الارتباط. الحقيقة انها اصابت الحقيقة حين قالت: ان مشروع الزواج القائم على الغاء حق المرأة باختيار شريكها على اسس صحيحة وبشروط مفروضة مسبقا سيكون مصيره الطلاق. واخبرتني عن عدد من صديقاتها اللواتي فشلن في بناء حياة سعيدة تحت عباءة الزواج الذي يتم بصورة عشوائية من غير مراعاة للمعايير الاجتماعية والادبية.
يقول غارسيا ماركيز في كتابه الذي يحمل عنوان (رائحة الجوافة )" الزواج مثل الحياة ذاتها، صعب للغاية للدرجة التي يتعين على المرء ان يبدأه منتعشا كل يوم، وان يواصل هذا الاحساس طوال الحياة".
الحقيقة ان وصف منتعشا! قد يصيب الطبيبة الشابة بحالة ذهول! وربما تتبرم بشفتيها، وهذا ليس تشكيك بما قالة الكاتب العظيم غارسيا ماركيز لاننا سنكون في حالة يقين مما قال، وهو يخبرنا انه اختار زوجته حين كانت في عمر الثالثة عشرة وانتظرا عشرة اعوام حتى يعلنا خطوبتهما، ويضيف: في تلك الفترة كنا مجرد شخصين ينتظران! دون تسرع وبرباطة جأش الامر المحتم، وربما يفسر للطبيبة الشابة قوله من دون ان تعترض حين يعترف بانه لم يدخل مع زوجته في شجار خطير طوال سنوات الزواج التي جمعتهما.
لا نسعى لتنهي الطبيبة مشكلتها مع والدتها على حساب قناعاتها بقدر ما نتمنى وصولهن الى حل، ولكننا نسعى للمساعدة بتغيير وجهة نظرها بقبول الزواج كفكرة بعيدا عن تأثرها بتجارب صديقاتها اللواتي فشلن لاسباب متعددة تتعلق بهن او بمن اخترنه شريكا لحياتهن. جميع الشرائع السماوية اقرت على اهمية الزواج في تحقيق التوازن النفسي والصحي انعكاسا لفطرة الانسان بميله للتشارك والتفاعل وذلك لاضفاء الطمأنينة والسلام على حياة الرجل والمرأة معا من خلال هذه المؤسسة المقدسة.
يقول غارسيا ماركيز في كتابة (رائحة الجوافة) "بإمكان المرء ان يحول كامل غموض المدارات الاستوائية الى رائحة جوافة عطنة".
ونقول: بامكان المرء ان يحول مشروعية الزواج واسراره الى رائحة جوافة عطنة اذا لم يعي ما له من حقوق وما عليه من واجبات في مؤسسة الزواج التي هي اصل المودة وبناء المجتمعات الصالحة.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلامة في الحذر!!
- كلن يعني كلن تحت القانون!!
- من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
- انا كارنينا ودروس بالحب
- الخاطبة والازمة السورية!!
- هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
- ثرثرة حول قصة موت معلن!!
- رواية العاشق!!
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر
- المرأة اللاجئة في عيدها
- حين يختلط الحابل بالنابل!!
- ملعب رياضة ام إبادة!!
- لطفا بنا ايها العام الجديد
- زوجة في الاربعين!!
- ثوب الاثارة والوصول الى العالمية!!
- الاسير سمير السرساوي يتنفس حرية
- الخاشقجي يطيح بمصداقية الاعلام
- عانس بأرادتي!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...
- بمكالمة فيديو ..ممرض مغربي ينقذ حياة امرأة حامل بتوليدها
- بوروشينكو يتهم زيلينسكي باغتصاب السلطة عبر تمديد الأحكام الع ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يستخدم -سلاحا- في الحرب بالسودان
- في السودان.. نزوح 13 مليون شخص خلال عامين من الحرب
- شهيدة الإنقاذ.. وفاة الطبيبة المناضلة السودانية هنادي النور ...
- اغتصاب طفل/ة كل نصف ساعة في شرق الكونغو الديمقراطية?
- ميليندا غيتس تبلغ 60 عامًا الآن.. إليك نصيحتها للنساء في عمر ...
- دراسة تقدم حلاً واعداً للحفاظ على صحة العظام لدى النساء!
- سرّ جديد لتحسين الحياة الجنسية لدى النساء


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - رائحة الجوافة العطنة!!