|
نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني
سندٌس سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 11:21
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء . ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟ قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها . انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . . كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها . لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . نساء محنّكات ضحية المعترك الانساني
لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء . ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟ قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها . انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . . كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها . لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها ., لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد . قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟ مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . . اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا .
لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء . ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟ قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها . انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . . كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها . لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها ., لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد . قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟ مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . . اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا . كانت عقلية مارغريت كعقلية رجال الاعمال الذين لا يفوتون فرص الاستثمار لكنها كانت " سيدة اعمال " على طريقتها الخاصة في استثمار زياراتها للخارج لجمع التبرعات ومطالبة المجتمع الدولي برفع العقوبات , فاستحقت بجدارة لقب { سفيرة العراق } . هل كانت مارغريت حسن تعرف ضمن حركتها في محيط الشكوك الذي فرضه النظام البائد بالحكم على الناس بالاعدام او البراءة بمجرد النظر في عيونهم ؟ انها كانت تتوغل في حجر الثعابين وكانت هذه الحقيقة محط نظرها اذ كان عليها ان تحقق توازنا ولو هشا ً بين الظروف الامنية التي تتعايش معها وبين عظمة الهدف الذي حملته بين جوانحها . فجاء حسمها لهذه المعادلة التي تبدو مستحيلة لصالح الانسان الذي كان يكبر في داخلها . . بإختصار انها حملت روحها على كفها ومضت الى الهدف بعناد . في19 اوكتوبر 2004 وقعت العملاقة الباسلة في قبضة خاطفيها الذين يعرفون جيدا انها لم تأت على ظهر دبابة اجنبية كي منها هدفا محتملا للخطف ـ لقد اراد هؤلاء السفاحون من ايصال رسالة الى ذوي الضمائرالحية في العالم يحذرونهم فيها من مساعدة ابناء العراق المحتاجين ’ فهل بامكاننا تصور مدى الالم الذي اعتصر صدر تلك المرأة منذ لحظة اختطافها وحتى لحظة مصرعها على ايدي خاطفيها ؟ لعل السؤال الجوهري ؟ هل يعتقد هؤلاء المجرمون ان بامكانهم زرع الرعب والاحباط في ذوي النفوس الكبيرة ؟ ام ان هذه الممارسة ستردع حقا من وضع نصب عينيه هدفا انسانيا ً كبيرا ً ؟
لقد حرمتها الطبيعة من اسمى نشوة عرفها الوجود البشري والحيواني ألا وهي نشوة الأمومة. ورغم ذلك ظلت تلك المشاعر في تدفق غير عادي حتى ان تمكنت من احتضان اطفالا عراقيين قدر الله لهم ان يفتقدوا الحنان اللازم لتغذيتهم كبراعم بشرية انسانية وما يحتاجونه من غذاء ودواء يوم عز فيه الغذاء والدواء . ولعلنا جميعا ندرك كيف تشعر الام التي تنهض كل صباح ولا تعرف ما اذا كانت ستتمكن من ايجاد الطعام لاطفالها ام لا ؟ وكيف؟ قد لا نعرف لو تساءلت امامنا { مارغريت حسن } الاجابة على هذا السؤال الوجودي وانها قادرة على ان تحس وتمثل عمق الالم الذي يمكن ان تشعر به الام التي تفتقد السبيل الى تقديم اهم ما يحتاجه اطفالها . انها مارغريت حسن التي انطلقت مع رياح الواقع الظالم لتحط على ماينقذ مشاعر الام ما يعتصرها من المرارة والالم .لقد ارادت مارغريت ووضعت ارادتها موضع التنفيذ ـ بل فوق ذلك لتحمي ارادة الحياة والحق الانساني . . كانت آنذاك تحلم وترسم على طريقتها سبل الوصول الى تحقيق احلامها , ولكنها لم تترك حلمها فريسة وحذلقة السياسة والاعيب السياسيين بل استخدمت حكمة الأفعى لتحقيق اهدافها . لو رأى احدنا مظهرها الفاتر لا يصدق كل هذه المهارة والعمل الشاق غير المدرج في لائحة الانوثة بعد ان امضت اكثر من ربع قرن في عمل يئن من وطأته اشد الرجال صلابة . انها صورة حقيقية معبرة لتلك الدبلوماسية التي كانت تفوح قدرة على المناورة وتزيدها الحيلة قدرة اوسع للتخلص من مأزق ، واذا ما حُشِرَت خرجت من مأزقها بثقة عالية وضحكة عفوية . لقد تعلمت من نشأتها البريطانية اناقة الجملة وطيب الخاطر ورقة اللفظ وكانت بألنسبة لمعارفها امرأة بسيطة غير متكلفة . بكل شجاعة وتصميم اختارت هذه الأمرأة انتماءا ً صعبا , اذ كان بإمكانها ان تختار لندن حيث ولدت لأب انكليزي وأم ايرلندية وتعيش هناك حياة هانئة امنة ولكنها ابت إلآ ان تنتمي لمن اعتقدت هم اهلهاالحقيقيين لذلك لم تضغط على زوجها العراقي الاصل لتعيش في بلدها ., لقد طالبت تلك النابغة َالمشاعر مجلس العموم البريطاني بوقف الحرب واسرعت بالعودة الى بغداد عشية اندلاع شرارتها لتكون الى جانب اهل بلدها في بغداد . قالت لصحيفة { نيوكاسل} وقد انفجرت من عينيها دموع الحزن لإشتراك بريطانيا في الحرب على العراق ـ فهل كانت تعرف انها تنطلق نحو حتفها ؟ كانت الباسلة مارغريت حسن تحمل صفات الجيل المغامر من البريطانيات الذي انخرط في مؤسسات عدة والملتقى هدف واحد . ولأنها ولدت من رحم المؤسسة الامريكية { انترناشنال} التي تأسست بعد الحرب الكونية الثانية لمساعدة متضرري الحروب فقد كانت مقاتلة من طراز فريد وخاضت المنازلة تلو الأخرى ـ واذا كان بألنظام المخلوع يعرف كيف يبذخ الاموال على حساب قوت العراقيين فقد كان هناك الملايين من المحرومين الذين ينتظرون المصير المحتوم لأشباح الجوع والمرض . .واذا كان الخوف من تسلط ذلك النظام المكلل بألتاريخ الاسود قد استطاع شل مجتمع بعينه عن فعل شئ لمعاناة هؤلاء المحرومين فهل لها ان تتخلى وهي ترى بعينها كيف يموت الاطفال مجانا ؟ مما تجدر به الاشارة الى اهم معاركها التي خاضتها مع مسؤولي الامم المتحدة ‘ هناك ظلت تصرخ مرارا ً الى ان اضطر هؤلاء الى سماع استغاثتها في السماح باستيراد ادوية لعلاج اطفال مصابين بالسرطان حتى لو تطلب الامر خرق العقوبات الدولية على العراق آنذاك . . . اضافة الى ذلك ان مارغريت لم تقتنع بدور تأمين الغذاء والدواء لاهلها فحسب مقتنعة بان تأمين مستلزمات الحياة ليس إلا المطلب الأولي , فهناك قطاع التعليم الذي احتل حيزا ً اكبر في سلم اهتماماتها فسعت وكانها وزيرة للتعليم في تزويد المدارس بوسائل ومستلزمات التعليم المجاني بما فيها مشروع تعليم الاطفال الصم .. لكن طاقتهاالحيوية وضميرها الانساني لم يقتصر على صعيد المدن فتحركت باتجاه الريف والمناطق النائية رافعة مصباح الرعاية لأولئك الذين حرموا منها طويلا . كانت عقلية مارغريت كعقلية رجال الاعمال الذين لا يفوتون فرص الاستثمار لكنها كانت " سيدة اعمال " على طريقتها الخاصة في استثمار زياراتها للخارج لجمع التبرعات ومطالبة المجتمع الدولي برفع العقوبات , فاستحقت بجدارة لقب { سفيرة العراق } . هل كانت مارغريت حسن تعرف ضمن حركتها في محيط الشكوك الذي فرضه النظام البائد بالحكم على الناس بالاعدام او البراءة بمجرد النظر في عيونهم ؟ انها كانت تتوغل في حجر الثعابين وكانت هذه الحقيقة محط نظرها اذ كان عليها ان تحقق توازنا ولو هشا ً بين الظروف الامنية التي تتعايش معها وبين عظمة الهدف الذي حملته بين جوانحها . فجاء حسمها لهذه المعادلة التي تبدو مستحيلة لصالح الانسان الذي كان يكبر في داخلها . . بإختصار انها حملت روحها على كفها ومضت الى الهدف بعناد . في19 اوكتوبر 2004 وقعت العملاقة الباسلة في قبضة خاطفيها الذين يعرفون جيدا انها لم تأت على ظهر دبابة اجنبية كي منها هدفا محتملا للخطف ـ لقد اراد هؤلاء السفاحون من ايصال رسالة الى ذوي الضمائرالحية في العالم يحذرونهم فيها من مساعدة ابناء العراق المحتاجين ’ فهل بامكاننا تصور مدى الالم الذي اعتصر صدر تلك المرأة منذ لحظة اختطافها وحتى لحظة مصرعها على ايدي خاطفيها ؟ لعل السؤال الجوهري ؟ هل يعتقد هؤلاء المجرمون ان بامكانهم زرع الرعب والاحباط في ذوي النفوس الكبيرة ؟ ام ان هذه الممارسة ستردع حقا من وضع نصب عينيه هدفا انسانيا ً كبيرا ً ؟
النمسا ـ فينا
#سندٌس_سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خوارزميّات توظيف لا ترى النّساء
-
للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال
...
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|