فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 23:47
المحور:
الادب والفن
بعض المعجزات سيّئة
الشّاعر ليس نبيّا ليصير دمه نبيذا..
هو فقط متّهم
بالسّحر
بالجنون
بإغواء الموتى
أسوأ المعجزات:
قلم يسقط,
يصير سكّينا.
الشّعر:
أن تتقن ذبح نفسك
من الوردة
إلى الدّم..
من قطرات النّدى
إلى الدّمع.
تتبّع مفاصل أصابعكَ
اقطعها..
اِقطع رؤوس الحروف.
أطفالك الجياع
لا يحتاجون أن تطبخ قصيدة.
أعدّ قطعا من لحمكَ لحفل الشّواء
لا ضير
إن كان اللّحم بنكهة عجلة مطّاطية فتّتها السّير على إسفلت اللّيل.
لونٌ واحدٌ من الطّعام لا يغري الصّغار.
أضف شيئا من عظامك إذن.
لا ضير,
إن كانت يابسة مثل عظام كلب.
لا أصدّق أنّ الرّوماتيزم يعشّش في عظام الكلاب.
ماذا لو خبّأت أبناءك في تجاويف قلبك المفتوح و أنت تبحث عن الحطب؟
لا تبتعد كثيرا.
لست أهلا للغربة..
ليسو أهلا لليُتم.
كفكف الجمر من عينيْ رفيقتكَ.
الحمّى موقَدةٌ على أطراف المدينة..
جباه الفوانيس احترقت..
رمادٌ في صدور الفقراء, تنفخ عليه خطى العابرين.
النّار فاكهةٌ.
اِجمعها بلسانك,
لِتَشْوِي قطع أصابعك المصفّفة على مذبح الانتظار.
موائدُ الله
تُصَاب بنَزْلة رحمة كلّما قرأ رئيس عربيّ آيةً انتخابيةً.
بعض المعجزات سيّئة.
الشّاعر ليس نبيّا,
لينتظر مائدة تنزل من السّماء.
هو فقط متّهم
بِعصر النّبيذ من دمه,
بإعداد وجبة شواء من أصابعه,
بالهجرة من حزنه إلى حزن المدينة.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟