صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتفاقم ازمة قوى سلطة الاسلام السياسي يوما بعد آخر، فبعد مقتل سليماني والهروب الجماعي لقادة الميليشيات، الى مربيتهم وراعيتهم ايران، والتسريبات الاعلامية باستهدافهم من قبل منشئتهم ومنتجتهم امريكا، وبعد ان تكشفت اوراقهم امام الجماهير المنتفضة، باصطفافهم جميعا بخندق واحد ضد المنتفضين، ها هو "رئيس الجمهورية" يفاقم من الازمة ويحولها الى منحى مجهول، بإعطاء هذه القوى مهلة الاربعة ايام، ليختاروا رئيس وزراء "مقبول" و "غير جدلي".
لكن ما معنى مقبول؟ وممن يا ترى يجب ان يحظى بالقبول؟ هل القبول يأتي من هذه القوى؟ وهي التي اضحت لا حول ولا قوة لها، بسبب تشتتها وتشظيها وتشرذمها في مجمل قضايا مهمة وحساسة، اذا ما ادركنا ان ايران او امريكا هما دائما لهما اليد العليا بتشكيل الحكومة، ودائما تصرحان على شكل الحكومة القادم ورئيسها. ام يحظى بقبول المرجعية، التي وكعادتها تتكلم بلغة مطاطية تقبل بكل التفسيرات التي تتلائم معها، فهي قد وضعت شرطها بهذا الشخص ان يكون "غير جدلي"، ولا احد يعرف لمن يكون "غير جدلي"؟ هل لأمريكا او لإيران او للميليشيات او لهم او للمنتفضين؟ وما هي مميزات او صفات "غير الجدلي" هذا؟ ثم لنفترض ان هناك شخص معين قد تم الاتفاق عليه، وهذا مستحيل الان بدون توافق امريكي ايراني، نقول لنفترض ذلك، ما الذي سيفعله هذا الشخص امام ملفات معقدة وشائكة؟ الجميع يعلم انها لن تحل الا بزوال النظام كله، والا فما الذي سيفعله هذا المنقذ المنتظر بصواريخ حزب الله على السفارة الامريكية؟ او كيف سيعالج القوى المسلحة التي تقاتل خارج الحدود؟ ام كيف سيكون رده على جهة مسلحة تريد الوزارة هذه او تلك؟ او كيف سيقنع الميليشيات التي لا ترغب بوجود القوات الامريكية؟ او كيف سيقبض على الذين نهبوا الاموال والفاسدين؟ والجميع يعرف ان لا احد يستطيع المساس بهم.
دائما نقول ونكرر ونعيد ذلك الاف المرات، بأن القضية ليست بشخص رئيس الوزراء، القضية بالنظام كله، بدستوره وقضائه وبرلمانه، بدون زوالهم سوف يبقى الوضع على ما هو عليه.
الوهم الذي تعيش به هذه القوى بأنها مسيطرة بدأ يتبدد، والازمات التي تلف عنقها ستخنقها، وقد بدأت تدرك ذلك جيدا.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟