أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - السارق من الماضي و السارق من المستقبل














المزيد.....

السارق من الماضي و السارق من المستقبل


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


( السارق من الماضي و السارق من المستقبل)

في إطار نقد الأدب العربي بقلم #راوند_دلعو

الشعراء _في هذا العصر _ قسمان :

قسم يحاول التجديد في بنية العبارة العربية من حيث الشكل و المضمون ، و هذا كالسارق من المستقبل محاولاً توسُّمَهُ و سَبرَ أغوارِه ، فما أعظمها من مكرمة على طريق الإبداع.

و ما الإبداع إلا سرقة من قَبَسِ المستقبل و تفطُّناً للغيب القابع في ما وراء الزمن.

و قسم آخر يحاول استرجاع طريقة السَّبك التي شاعت في العصرين العبَّاسي و الأموي! .

و ينبغي للحداثة أن ترفض إعادة توليد عبارات العصور الغابرة و أن تعتبر ذلك تضييعاً للوقت و اجتراراً لا قيمة له ، بل سرقة من الماضي تقتضي المحاكمة و التغريم!

فما الفائدة من استعادة لهجات و تراكيب عفا عليها الزمن و لم تعد مستخدمة على الألسن ؟

آدابنا لن تتطور و ترتقي إلى المستوى العالمي إلا بتطور اللغة و الأفكار و القوالب و المضمون.

و على سبيل المثال و زيادة في الإيضاح ، إليك البيتين التاليين لشاعر من العصر العباسي يصف قططاً ترضع من أمها :

(و ثلاثُ مُرضعةٍ بِكِسرِ ديارِنا
و الرَّتلُ ظُمَّاءٌ بِقعْرِ المَنهلِ
مَلأى فَوارِغَ نُسْجِها بِلَبانةِ
الأمِّ الرَّؤومِ كَحَامِلٍ للحَوجَل )

في الواقع كتبت البيتين السابقين ( اليوم ) لأبين للقارئ أنه من الممكن لأي شاعر أن يقتبس التراكيب التي سادت في العصر العباسي أو الجاهلي ثم ينسج على منوالها ، فهي ليست بالمهمة الصعبة لكنها لا تنطوي على جديد.

كل ما ينبغي عليك فعله هو قراءة بعض المعلقات و بضعة قصائد من الشعر العباسي و لا يمنع أن تقرأ كتابين للجاحظ و بعض الصفحات من نهج بلاغة الشريف الرضي ، و عندها ستصبح قادراً على استحضار التراكيب القابعة في أحشاء العصر العباسي ....

و لكن !

ما هي الفائدة من فعل ذلك ؟

الأمم تتطلع إلى المستقبل و بعضنا يتطلع لاستعادة الماضي بقِيَمه و خِيَمِه ، بجَماله و جِمالِه بِعَجره و بَجره!

آن لفكرنا أن يتطور و لرواياتنا و قصائدنا أن تأخذ بعداً عميقاً جماعياً تجديدياً.

سيأتي أحد ( التقالدة) ليتحدث عن الركاكة الموجودة عند بعض حداثيي هذا العصر!

و هذا خطأ ، إذ لا علاقة للركاكة بالإبداع و التقليد ، فهناك من الأساليب التقليدية التي لا تخلو من الركاكة في حين نجد الكثير من الشعر الحر الحداثي المليء بالجزالة اللفظية و التجديد و العمق و و و ...

و بالتالي نحن أمام عقبة كأداء تتمثل بالعقول المتحجرة و التي ترى الأدب القيم هو ذاك المغرق في تقليد النغمة العباسية و الأموية للنص الأدبي ، فتراهم يسفهون كل جديد و ينسفون كل تجديد ....

علينا في الحقيقة أن نأخذ بيد هؤلاء نحو التنوير و الانفتاح و أن نبين لهم أن اجترار العبارات و الأساليب التي كانت سائدة في العصر العباسي ليس إلا عملية رجعية لا تنطوي لا على إبداع و لا على فن ....

فما الفائدة من إعادة رسم الموناليزا بنفس الطريقة ؟ أو معارضة قصيدة للمتنبي بنفس الأسلوب ؟

كن مختلفاً لتكون ، كن نسخة لتفنى !

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطة التوسل بالعيون الزرقاء و الشعر الأشقر !!
- كوميديا الأغبياء _ محمد يقوم بتسريب نتائج يوم القيامة.
- القصيدة اللاأدريَّة
- فيه اختلافاً كثيراً _ خطأ قرآني واضح في الترتيلة المسماة ( ف ...
- الدين على مذبح السخرية و الازدراء
- لاهوتُ مِحبَرَة !
- أنت هو دماغك !
- إكسير الخلود
- المحتل الحقيقي للبلاد
- سورة الروح _ سورة أبلغ و أحكم من سجعيات القرآن
- إسلامويات لا منطقية _ الحسين بن علي بن أبي طالب باختصار
- الطفل الذي قتل الله ثم مات !
- الانتماء على مذبح العقل
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ ١
- عباس بن فرناس علامة فارقة
- هادم الأصنام الحقيقي
- وطن من علماء _ يا وطني !!
- فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية الثالثة ...
- فيه اختلافاً كثيراً ... خطأ قرآني واضح في السجعية الأولى من ...
- مكمن الصواب في خلع الحجاب


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - السارق من الماضي و السارق من المستقبل