أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - الفهم الآخر للدرس.. تأميم وزارتي التربية والتعليم العالي..














المزيد.....

الفهم الآخر للدرس.. تأميم وزارتي التربية والتعليم العالي..


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسلوب التعليم الذي نشأت عليه المدرسة العراقية و قولب مفاهيمنا المعرفية تبين أنه ليس الصورة الأخيرة للفهم..
فقد تبين أن المنهج الدراسي هو انعكاس حرفي لمفاهيم لجنة التأليف الواضعة له.. وهذه اللجنة لم تكن بالضرورة أعلى مجموعة مدركة لمفاهيم العلم الذي وضعت المنهج الدراسي على أساسه. فدائما ما تكون الحضوة الإدارية
هي العامل الحاسم في الاختيار.
وفي هذا السياق المعّوج تلجأ اللجنة إلى التقليدية و نبذ الإبداع و تجاوز المستجدات والسعي ما أماكنها لجعل
المنهج الدراسي موائما لمناخ القناعات الأيديولوجية و الفكرية و الدينية والقومية والمذهبية نزولا إلى القبلية و العشائرية، سواء في دروس العلوم الطبيعية أو الإنسانية
أو الآداب والفنون.
وبذلك يكون النظام السياسي قد مارس سيطرة مجتمعية خطيرة على العقل الشعبي، بالصورة التي تعدم فرصة النبوغ و التواصل مع معطيات العلوم وقفزاتها النوعية في البلدان المتطورة، ناهيك عما يراكَمه هذا الأسلوب من تابعية للنظام في ثقافة المجتمع، و نكوصاً في قدرة الاحتجاج،
و المعارضة، والمطالبة بالحقوق و الحريات، في سايكلوجيا الإنسان المحلي وثقافته العامة وصولا إلى الثقافة الإبداعية.
تحدثت عن الجانب الأول في قصور الدرس المتعلق بالمنهج المجافي للتطور، والكاف عن متابعة التغيرات المنطقية في صيرورات العلوم، أما الجانب الآخر فهو ما يتعلق بالهيئة التدريسية، اختفت النسخة الأولى القديمة من المعلم التي اجبرتنا أن نقف له ونفه التبجيلا، حين كاد أن يجعل النبوة مستمرة بالتنزل لا بالتنزيل.. و أغرقنا ما وسعه من فيوضات أنتجت جيلاً عراقيا ندر ظهوره ثانية.
النسخة المثلى اختفت تحت مطارق السياسة والأمن
و الخضوع لمسار الأهداف الكبرى للأنظمة السياسية المتعاقبة والخوف من كيد الأمن بوشاية زميل أو تقرير رفيق أو تلميذ أو فراش أو حارس، وهيمنة البؤس الاقتصادي وسوء معيشة (الرسول المفترض) ما اضطره أن يسعى إلى تحقيق كرامته بعدة مهن مضافة بعد الدوام، واستنبات مذهب الدروس الخصوصية، المنافي لقيمة العلم، و القضاء على بيئة التعلم الحقيقي في بيت الألواح، وإنما هي تجارب تجارية يتفنن فيها المدرس في إيجاد طرق النجاح المضمون، وينتج فيها ما امكنه من كشاكيل التعريفات والتعليلات و حل أسئلة السنوات السابقة. أسهم المدرس في القضاء على البيئة العلمية والتربوية و الفنية في مدرسته.
التي اختفت منها جماليات التأسيس و تطورات الخبرة، فانعدمت اللواحق الضرورية من المدرسة مثل المكتبة المدرسية والمختبر والمرسم وساحة الرياضة و شبكة كرة السلة وكرة الطائرة وغرفة لعبة المنضدة..
فصار ما يصل إلى ذهن الطالب هو إيجاز ملخص بحسب فهم المدرس ( المحصور بالمنفعة) لهذا الدرس أو ذاك.
ويمكن لأي متأمل لبيب أن يصل إلى مظاهر النقص الحاد في المعارف العامة واختفائها من فاهمة المجتمع الطلابي
بحسب سيطرة هذه الأيديولوجيا أو تلك..
و أكاد أجزم بأن الاحتجاجات الشبابية التي ظهرت إلى السطح لتقض مضاجع الحكام الفاسدين، ومثلت قطيعة سلوكية مع الإنجماد الحسي الذي يغلف مشاعر العراقيين و خضوعهم الطويل للمسار السياسي وبيئته المفروضة.
ما كادت تنطلق هذه الهبة الجديدة الا استجابة لمؤثرات الثورة المعلوماتية العالمية، التي تتفجر بين يدي الإنسان مثل شلال جارف في موبايله في ليله ونهاره، تستعرض المفاهيم و التجارب و الانتصارات ضد الفساد و المظالم وغياب العدالة والمساواة. وامتهان كرامة الإنسان واذلاله في وطنه وقطع ارتباطه بمشيمة الوطن.
علينا أن ندرك أهمية الثورة الواجب إنجازها في الحقل التعليمي والتربوي وإخراج الوزارات ذات الشأن من دوائر المحاصصة.. ينبغي تأميم وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لصالح الشعب وإخراجهما من سطوة الفساد والتوزيع الحزبي وسطوة التخلف.
لنضمن تواصلا علميا وحضاريا وتربويا مع العالم المتجدد
بطالب جديد، ومدرس، ومنهج، ولجنة تأليف، يليق بالتحول الذهني لأجيال العراق القادمين..



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقرر استمرار الدراسة من عدمه في العراق؟
- حديث من أجواء ثورة الشباب الفرنسي 1968. والبحث عن الإلهام في ...
- حكايات جدتي بين النص المحلي المخبوء والنص المعلن.
- المختبر السيادي لنموذج الدولة وتجربة الإنسان العراقي/ هكذا ي ...
- موت التنظيم السياسي جوهر الخلل في الأحزاب السياسية
- الشباب حرق المراحل في الانتفاضة فنضجت وبلغت سن الرشد.
- اختلفت مناهج التغيير وانتفت ادوار العرابين.
- الشيعة مدرسة إسلامية رائدة في الفكر والسياسة.
- لا تغيير جديد بدون فكر جديد
- العفوية أم التخطيط أيهما أجدى في صناعة الحسم؟
- المعلوماتية  والتطوعية  في زيارة الأربعين أهم  مصادر تظاهرة ...
- انطباعات حرة في ساحة التحرير
- ميزان المواطنة المختل في الصراع بين شيعة المتن وشيعة الهامش.
- سلوك الحاكم عمل سياسي ام سلوك عمومي ؟.
- صراع شيعي - شيعي أم صراع طبقي؟
- إقصاء المختلف ..تشييع النظام الدستوري
- الصراعات تأكل استقرار الشرق الأوسط.
- هذا ملعب ذاك ملعب
- يوم تضع كل ذات حمل حملها!!
- اراء بعوامل النهضة العراقية المؤجلة إلى حين.


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - الفهم الآخر للدرس.. تأميم وزارتي التربية والتعليم العالي..