|
والعمر يسافر أيضا
هبة فارس
الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 02:57
المحور:
الادب والفن
دق جرس الهاتف فقامت كريمة بالرد عليه فورا ألو سعد حبيبي وحشتني جدا.. ها.. حجزت ولا لسه... (على مايبدو أن سعد قد أجابها بأنه لن يستطيع الحضور هذه السنة أيضا) ضربت كريمة صدرها براحة يدها صارخة... لأ.. متقولش كده... حرام عليك بقا... دي تالت سنة يا سعد... وحشتني بجد... لأ.. ماوحشتنيش... أنا نسيت شكلك أصلا... انت بتعمل فينا كده ليه؟ (من الواضح أن سعد كان يعتذر لها ويحاول طمئنة بالها بأن اللقاء سيكون قريبا... مبرراً عدم قدرته على النزول في إجازة للعام الثالث على التوالي ببهاظة ثمن تذاكر الطيران... وأن وجوده في فترة الإجازة الصيفية سيعود بربح مادي أكثر عليهم... وأنه سوف يعوّض هذه الغيبة قريبا جدا) لم تكن كريمة قادرة على سماع المزيد.. كانت في حالة هياج كامل وثورة عارمة... كانت تتفوه بكلمات غير مفهومة لم يستطع سعد فهم الا عبارات متقطعة منها مثل (حرام بجد، دا أنا جيبت لك ليفة جديدة يا سعد عشان تقطعها من الاستحمام في الاجازة دي، خلاص هقطعها بأيدي وارميها في الزبالة، مش عايزة أشوفك مدام إنت مش عايز تشوفني ،إنت حر ،مش هطلب منك تيجي تاني) وقبل إغلاق خط التليفون مباشرة سمع عبارة طب ولادك مش واحشينك.. أنا بكرهك حبيبي... وفجأة انقطع الاتصال دخلت كريمة في نوبة من البكاء الهستيري... كانت سبب في هرولة أبناءها إليها... الابن الأكبر مالك يا ماما فيه إيه؟ أبوك مش جاي يا هيما... أميرة الأبنة الصغرى معقول يا ماما... بابا وحشني جدا... قولت لصحابي إني هروح المصيف مع بابا السنة دي... ضمت كريمة ابنتها إلى صدرها... وهي تربت على ظهرها وتقول في شبه نحيب : مش جاي يا ميروو مش جاي يا بنتي. استيقظت كريمة من نومها في صباح اليوم التالي وقامت بإنهاء اشغالها المنزلية بسرعة كبيرة ونشاط غير معتاد... حتى أن الساعة لم تتجاوز الواحدة ظهرا وهي كانت قد انتهت من كافة أعمال المنزل.... دق جرس هاتف المنزل... لم تعيره أي التفاتة... وتركته حتى أنهى رنينه دون إجابة... بعدها مباشرة دق جرس هاتفها المحمول... فقامت بسحب بطارية الجهاز وألقت بيه على الأريكة ودخلت تأخذ حمام دافئ بعد عناء الأعمال المنزلية... انهت حمامها وقامت بتمشيط شعرها الطويل وارتدت ملابسها ونادت على بكرها إبراهيم.. هيما حبيبي أنا نازلة عند طنط مديحة تحت في الكوافير... ساعة زمن وراجعة.. إوعى تخرج لحد ما ارجع.. أختك بتخاف تقعد في البيت لوحدها... انت راجل البيت ولازم تحمي أختك... ماشي يا ماما... لو احتاجنا حاجة هتصل عليكي... لأ حبيبي انا موبايلي خلص شحنة ومش وخداه معايا. طبعت قبلة على وجنته وغادرت. دفعت كريمة باب الكوافير بقوة... لم يكن هناك أحد بالمحل سوى مدام مديحة صاحبة الكوافير.... وكانت تقوم بتوضيب المحل استعدادا لاستقبال الزبائن... صباح الخير يا مديحة. صباح الفل يا مدام كريمة... من مدة ماشوفناش حضرتك. ماتشوفيش وحش... عموماً اديكي شوفتيني. مالك في حاجة؟ قرفانة... عايزة اقص شعري... زهقت منه ومن قرفه (قالت هذه الجملة وهي تفك دبوس غطاء شعرها من أسفل ذقنها) معقولة !!!!! ..... دا انتي عمرك ما وافقتي إني مجرد اساوي اطراف شعرك... وكنتي دايما بتقولي.. شعر كوكي مايلمسوش مقص أبدا. تقومي تقصيه مرة واحدة كدة. كنت بقا.. بس دلوقتى زهقت منه... عبئ ع الفاضي. طب عايزة قصة معينة؟ .... ولا اقترح عليكي. أيوة في قصة عيزاها.... جرسون. مديحة فاتحة فاها : جرسون...!!!!!!! يالا خلصيني بقى وبلاش رغي الحلاقين ده... ههههههه ورايا حاجات كتير عايزة أعملها. عادت كريمة للمنزل.. أميرة ابنتها : بابا اتصل تلات مرات وعايز يكلمك.... كريمة غير مكترثة : بصي يا ميروو أنا قصيت شعري إزاي ... وفكت غطاء شعرها يا خبر ابيض يا ماما ... ايه دااااا!!!!!!!! دا انتي حلقتيه مش قصتيه كريمة وهي تتجهة نحو غرفة نومها وابنتها في ذيلها: بذمتك مش كدة أحلى وأريح.. ؟ بلا شعر بلا زفت ... يعني أنا كنت عاملة بيه أيه؟ برة البيت تحت الحجاب وجوة البيت على طول لماه .. طب والنبي كدة أحلى بكتير .. قالتها وهي تنظر لهيئتها الجديدة بمرآة تسريحتها والتي وصلت اليها للتو معيدة ترتيب هندام شعرها القصير بمقدمة أناملها. انتي أصلا حلوة في كل الاحوال يا كوكي يا عسل انتي. كريمة ضاحكة : بكاشة زي ابوكي دخل ابراهيم على امه غرفتها وهي حليقة الرأس... ودونما وعي منه خرجت من صدره صرخة مكتومة.... إيه داااا ؟؟ كريمة ضاحكة : ايه وحش كدة ؟ لأ هو مش وحش.. بس غريب ولا غريب ولا حاجه من هنا ورايح مش هربي شعري تاني أبدا. قالتها ضاحكة ضحكة صفراء وكانت لاتزال تمشط شعرها بأطراف أصابعها. المهم .. بابا عايز يكلمك ضروري. ماشي لما يبقى يتصل أبقى أرد عليه طب ما تطلبيه انتي.. هو قال اول ما ترجع تكلمني. معنديش رصيد يكفي مكالمة دولية. انا عندي إتصلي من تليفوني ... أو كلميه فيبر ولا ماسينجر لأ.. الدنيا ماطارتش كانت كريمة تجلس أمام التلفاز تتابع أحد مسلسلاتها التركية التي تتابعها بشغف... حين رن هاتف المنزل... لم تتحرك من مكانها ولم تجب على الهاتف... خرج إبراهيم مسرعا إلى الهاتف وكأنه متأكد من أن الطالب هو ابوه ورد : الو... أيوة يا بابا.. رجعت من بدري... بتتفرج ع التليفزيون.. أصلها معندهاش رصيد تتصل دولي... حاضر... ماما.. يناديها الصبي الحيران.... بابا عايز يكلمك... قامت بتثاقل... قائلة :جاية ... أمسكت السماعة بقرف... أيوة... ماليش... كويسة زي الفل... مالي يعني... لأ عادي.. ايه الأسئلة دي كلها.. اللي يسمع كدة يقول أمرنا يهمك... مش عايزة أتكلم في الموضوع ده... أنت حر... مش هغصب عليك تيجي تشوفنا بالعافية.. سعد خلاص انت قولت لي الكلام ده إمبارح ... وانا معنديش استعداد اسمعه تاني.. عندك كلام غيره قوله.. ماعندكش يبقى نتكلم لما يبقى عندك... أنا خلاص فهمت ... الفلوس أهم مليون مرة مني أنا وولادي.. لأ هي دي الحقيقة... مش طالبة تذويق كلام... خليك صريح... يووووه.. حافظة الكلام ده.. تحب اسمعهولك... ماشي يا سعد عندك حاجة تانية تقولها ولا اروح أكمل التمثيلية بتاعتي.. أيوة قليلة الذوق بس ع الاقل مش قليلة الاحساس... كداب... كداب... بقولك كداب يا سعد... الحب مش كلام.. الحب فعل.. وانا زهقت من الكلام وعايزة فعل... بقولك ايه... المكالمة الدولية دي هتكلفك كتير وعلى قلة فايدة... مش هتقدر تبلفني زي كل مرة... اقفل أحسن... لأ الموبايل فاصل شحن... مش هيفتح قبل ساعتين تلاتة... فيديو كوول لأ... كدة.. معنديش استعداد... ومش هكلمك فيديو كوول تاني... اللي عايز يشوفني يجي يشوفني face to face ... لكن فون وكام ولاب توب وألبس واتذوق واترزع كل يوم بالليل قدام الكاميرا ألبس وأقلع وأدلع وأتمايص والهبل ده لأ... وللأبد لأ... كل ده عشان حضرتك تتبسط ... وتاخد مزاجك ... ومش مهم الحيوانة اللي بتعمل ده بتتبسط هي كمان ولا بتتعب زيادة لما بتعمله عشانك ... مش هوطي صوتي ... أوطيه ليه؟ لما هي حاجة مش عايز حد يسمعها بتعملها معايا كل ليلة ليه؟ أيوة مزاجي زي الزفت... الظاهر البيريود هتجيلي.. قرفاني وقالبة مزاجي ع الاخر... الله يسلمك.... ماشي لما أبقى أروق أبقى أكلمك... سلام. ورزعت السماعة وفي اليوم التالي.. تجهزت كريمة وأبنائها وخرجت معهم في نزهة نيلية... وكانت تضحك وتمرح بشكل مبالغ فيه.. وكأنها تقنع نفسها بأنها سعيدة... وكانت طوال الوقت تسأل أبنائها عن مدى سعادتهم... وكانت قد اشترطت على أبناءها أن يتركوا هواتفهم المحمولة في المنزل... وعند عودتهم ليلا وجدت عشر مكالمات فائتة من زوجها على هاتفها.. ومثلهم على هواتف أبنائها... قلق إبراهيم من كثرة اتصالات أباه... وأراد الاتصال عليه للإطمئنان.. إلا أن أمه منعته قائلة : الصباح رباح .. مش هيحصل حاجة لو إستنى للصبح.. ما إحنا مستنيينه بقالنا تلت سنين... لم تنهي كريمة عبارتها حتى رن جرس هاتف المنزل... أسرعت أميرة بالرد : الو.. بابا... كويسين يابابا... كنا بنتفسح... أنا وماما وهيما... اتغدينا في مركب ع النيل وبعدين روحنا السينما... كان يوم جميل جدا يا بابا... كان لازم تكون معانا... لأ ماكنش معانا موبايلات... ولا حد فينا... ماما قالت مالوش لازمة.. عشان نستمتع بالرحلة... أهيه معاك أهيه.. ونادت أمها بغمزة من عيونها... كريمة متأففة... أيوة يا سعد... كويسة... كلنا كويسين الحمد لله... مش لازم نفضل نندب حظنا... لازم نعيش.. مش هنفضل مأجلين حياتنا كلها لحد ما حضرتك تتعطف وتتكرم علينا وتقرر تتنازل وتنزل تشوفنا ... العمر بيعدي يا أبو العيال... لأ مش كلام كبير ولا حاجة... لأ متصورناش.. ماكنش معانا موبايلات عشان نتصور بيها ... لأ ماهو لازم تتعود على كدة... مش هنبعت صور تاني... قولت لك الكلام ده امبارح... بس انت بتراهن على الوقت... فاكر موقفي هيتغير.. بس بكرة الايام تثبت لك أن موقفي ده نهائي ... اللي أتغير هو أنا يا أبو العيال.. كبرت.. مش هفضل طول عمري العيلة الخايبة إللي إنت اتجوزتها... أيوة هو مش إنت أبو العيال برضو؟ ولا تفتكر ليهم أب تاني؟ ... خلاص تبقى مزعلاك في إيه الكلمة دي؟ انت عارف كويس اني مبعرفش اقول حاجة مش حساها... لأ يا أبو العيال مش هقول غيرها.. بكرة كمان خارجين ... مش عارفة فين لسه... مش مخططة لحاجة ... هي بتيجي كدة.. لا لا لأ.. انسى خالص حكاية الصور دي.. من النهاردة لا صور ولا فيديوهات ولا فيديو كوول ملتهب... اللي عايز يشوفنا إحنا موجودين في قاهرة المعز .. وعنوانا متغيريش .. وأصدرت ضحكة عالية ... اتبعتها بأغنية عنوان بيتنا زي ما كان بس انت نسيت العنوان... ثم نادت على بكرها... هيما تعالى احكي لبابا قد إيه كنا مبسوطين النهاردة... ومش ناقصنا حاجة... وناولت ابنها السماعة... ودخلت الحمام لتأخذ حماما دافئا... ثم خرجت وأكملت سهرتها أمام التلفاز... ولم تنم قبل الرابعة صباحاً استيقظت في الواحدة ظهراً على صوت جرس هاتف المنزل... الو : أيوة.. خير يا سعيد.. أيوة.. أصلنا كنا سهرانين... امتى؟ لأ مش هنلحق النهاردة... خليها بكرة.. مش لازم النهاردة... خلاص بكرة.. حاضر الساعة أربعة إن شاء الله... تمام.... سلام وأغلقت الهاتف .. وإذا بابراهيم يسألها : بابا ده يا ماما... لأ يا هيما دا عمك سعيد... عايزنا نروح معاه بكرة عشان نختار سيراميك البيت الجديد... بكرة نتغدى وهيعدي علينا ياخدنا معاه ويرجعنا تاني... أميرة فاركة عيناها... مين ده يا كوكي ... عمك يا ميرو... ودخلت المطبخ لتعد افطارا لأبنائها... وجلسوا يتناولون افطارهم في صمت مطبق... وفي اليوم التالي نزلوا عند سماع صوت نفير سيارة عمهم سعيد... نزل الطفلان مسرعان... أما كريمة فكانت غير عابئة البتة بكل ما يجري... لا السيراميك ولا طقم الحمام ولا لون الجدران هو ما يشغل بالها... جلست في السيارة بجوار عم أبنائها... قائلة : مساء الخير يا سعيد.... مساء النور.. مالك؟ مالي.. هو كل الناس بتسألني السؤال ده ليه اليومين دول؟ كويسه والله مش باين مش عايزة نتأخر يا سعيد الله يخليك ماشي اختارت هي والاولاد ألوان وأنواع السيراميك وطقم الحمامات وخلاطات مياة الصنابير بمشورة عم الأولاد... والذي يتولى تجهيز منزلهم الجديد في الحي الراقي بما يرسله له أخاه سعد من أموال... مرت عدة أيام وكريمة تخرج يوميا بصحبة أبناءها في نزهات شبه يومية... ولا تقوم بالرد على مكالمات زوجها الا في أضيق الحدود.. وفي ردودها يبدوا عليها الانزعاج والضيق... واتمنعت تمام عن إرسال صورها هي والاولاد والفيديوهات اليومية لزوجها.. وكذلك امتنعت تماما عن التهيؤ يوميا والجلوس أمام كاميرا اللاب توب في اجمل قمصان نومها للقاء زوجها عبر الإنترنت... حتى فاض به الكيل من تصرفاتها... ولم يعد يتصل الا قليلاً تفادياً لجفاف ردود زوجته... والتي تنتهي غالباً بعراك بينهما... ملاحظا عزوفها التام عن حديثه أو سماع صوته حتى ... وبعد أن تملك اليأس منه في عودتها لطبيعتها مع الوقت.. قرر العودة لوضع حل لكل هذه المشاكل... وبالفعل اخذ قراره.. وعقد العزم على العودة في اجازة لمدة شهر كامل... وقام بحجز تذاكر الطيران ... ذهاباً وعودة دون أن يخبر أحد بموعد عودته للوطن. كانت كريمة في المطبخ تعد عشاء أبناءها... حين دق جرس الباب... وفتح ابراهيم الباب صارخاً: باباااا !!!!! مرتمياً في حضنه سمعت كريمة الصرخة.. لكنها ظنت أن زوجها اتصل هاتفيا كما يفعل كل مرة وابنه يرد عليه... فنادت على ابنتها من داخل مطبخها : افتحي يا ميرو... اخوكي بيكلم بابا... ولكن صوت أميرة جاءها... بابا يا ماما بابا بابا... لم تعي كريمة ما قالته ابنتها.. أو وعتها ولم تصدقها... فقررت الخروج لاستبيان الأمر بنفسها... وكان سعد قد اقترب من باب المطبخ... عقدت الدهشة لسانها : س س سعد .. مش ممكن حبيبي... وقامت بالارتماء في حضنه... فقال لها : يعني مش أبو العيال... فردت باكية : حبيبي وعمري وحياتي.. باكية.. مقبلة.. حاضنة.. ضاربة صدره بقبضة يدها وهو يطوقها بقوة خشية أن تفلت من بين ذراعيه... لم يصدق الأولاد أن اباهما يجلس معهم على طاولة الطعام... كانت فرحة الكل غامرة... ظلوا ساهرين حتى مطلع الصبح.. ثم حملوا الأولاد وهم نياما إلى غرفهم ... و بدأ لقاء العاشقين... وفي غرفة نومهم أطفئوا لهيب شوق سنوات مضت ... ثلاث سنوات عجاف ... ليس بهن لمسة ولا ضمة ولا قبلة ولا ذوبان في بحر العشق والنشوة ... لم يعرفوا عدد الساعات التي قضوها في التوحد معا... استيقظ سعد ظهر اليوم التالي على قبل تمطر جبينه ووجنتاه ورأسه وعنقه... فأفاق على وجوه احبابه الهاشة الباشة المتهلله المرحة السعيدة ... وجوه زوجته وأبنائه.... ابتسم متمطعاً قائلا: صباح الفل. صباح الورد.. قوم يا كسلان.. الساعة إثنين الظهر... سعد متعجبا : ياااه كل دا نوم... كريمة مبتسمة ابتسامة رضا وغامزة بعيونها : نوم العوافي حبيبي.. الله يعافكي يا قمر... إلا تعالي قولي لي هنا.. فين شعرك يا هانم.. كلته القطة.. قالتها ضاحكة ضحكة ركيعة. بجد ايه اللي هببتيه في شعرك دا.. انتي اتجننتي خالص. طبعا يا روحي اتجننت من بعدك عني وبعدين ماكنش ليه لازمة... كنت فاكره إنك هتغيب كمان سنة... مكنتش طايقاه ولا طايقة نفسي.. سعد ناظرا إليها نظرة تحرش : ودلوقتى؟ كريمة ضاحكة ضحكة مغرية : ودلوقتي تاخد حمامك على ما احط الفطار ع السفرة سعد ناظرا لها نظرة ذات مغزى : والليفة الجديدة؟ كريمة ضاحكة نفس الضحكة : مستنياك بقالها سنين.. قالت جملتها وهي تشد ذراعه جاذبة إياه إليها للوقوف.. فنهض مطوقا اياها بذراعيه.. مقبلا وجنتيها... قائلا : استعنا ع الشقا بالله... نبتدي تقطيع أم الليفة الجديدة. مرت ايام الاجازة بسعادة غامرة... مرت بسرعة البرق... الأسرة الصغيرة كلها سعيدة للغاية.. سعد وكريمة والأولاد... ذهبوا سويا لكل مكان... مرت خمسة وعشرون يوما كأنهم خمسة وعشرون دقيقة.. ذهبوا لرؤية منزلهم الجديد الذي تحت الإنشاء... أحبوه جميعهم.. بعد انتهائه سيكون مثالياً للسكنى فيه... ذهبوا للتصييف في الغردقه.. كما تمنت أميرة وكما أخبرت كل صديقاتها... أخذت عدد لا نهائي من الصور مع ابيها لكي تثبت لصحباتها أنها تتنزه بصحبة أباها... حضروا أفلاما سينمائية ومسرحيات كوميدية وألعاب ملاهي.. زاروا وتزاوروا مع الأقارب والأصحاب والجيران والمعارف... وفي وسط كل هذا الصخب كان الحبيبان يمضيان هذه الأوقات سريعاً حتى تصفوا لهم خلوتهم في النهاية... حيث كان ذوبانهم في بعضهم البعض.. اجسادا وارواحا.. كانت النشوة تنسيهم كل أوجاع الفراق.... كانا يشعران بالخدر يسري في اوصالهما كمن شرب حتى الثمالة... كانت كريمة تستيقظ كل صباح غير مصدقة إن فراشا واحداً يجمعها مع سعد... فتظل تنظر إليه وكأنها خائفة أن تنسى ملامحه ثانية... اليوم الأربعاء اليوم السادس والعشرون من أيام السعادة... استيقظت كريمة مثل كل يوم وملأت عيناها من ملامح حبيبها.. وقامت ودخلت إلى حمامها لأخذ الحمام اليومي... وخرجت متدثرة ببشكيرها الوردي وجالسة أمام تسريحتها لتتزين وتتعطر وتغدوا راضية عن مظهرها.. فبدأت في وضع كحل عينيها وحمرة خدودها وشفتيها... وفتحت درج التسريحة من أجل أن تحضر شيئاً لاتذكر ماذا كان.... لأن عيناها وقعت على محفظة جلدية أنيقة تخص أوراق زوجها... فامسكت بها بحرص... وتفتحها رغم معرفتها المسبقة بمحتوياتها... جواز السفر وتذكرة العودة وأوراق أخرى ليست بأهمية هاتين الوثيقتين ... نظرت إليهما في رعب ثم أغلقت المحفظة ووضعتها مكانها بخوف شديد وقلبها يكاد يخرج من بين اضلعها من شدة دقاته... اغلقت الدرج وقامت وبدلت بشكيرها بملابسها الجميلة التي يحب سعد رؤيتها بها... وحين عادت إلى تسريحتها لتمشط شعرها بعد اترداء ملابسها... لم تستطع منع عيناها من النظر برعب إلى درج محفظة الأوراق... عاد قلبها للخفقان بنفس السرعة المخيفة.. حتى أنها وضعت يدها على قلبها كأنها تسكته... وهذة المرة لم تمنع نفسها فرار دمعة حزينة من عينيها... وتلتها أخرى وشعرت بأن دموعها ستنهمر فوقفت في صلابة أمام مرآتها تعيد رسم كحل عينيها وتجديد حمرة خدودها... واستدارت ناحية حبيبها لايقاظه... فمالت عليه بجسدها كله وامطرته تقبيلا.. يداه وصدره وعنقه وشفتاه ووجنتاه وجبهته ورأسه.... وأثناء ذلك اسيقظ سعد في قمة السعادة والإثارة.. قائلاً : يابنت اللذينا بموت في جنانك .... بجد حبيبي ... سعيد يا عمري ... وضع راحتا يديه على جانبي ذراعها الملساوان قائلاً :طبعاً ياروحي.. جاذبا أيها إلى شفتاه ليقبلها ويحتويها بين ذراعيه... فنامت بجانب وجهها على صدره هامسة: طب ما كفاية بعد بقى حبيبي.. خليك هنا.. أنا ماكنتش عايشة في غيابك... خليك معانا يا سعدنا وحبنا وحياتنا.... إحنا عايزينك إنت مش عايزين فلوس ولا بيوت... العمر بيعدي يا سعد... بلاش الغياب تاني.. الدنيا وحشة آوي من غيرك حبيبي... ربنا العالم حبيبتي انا غربتي شكلها إيه من غيركم... أنا ببقى ميت لحد ما أكلمك بالليل واشوفك واشوف الولاد واترمي في حضنك يا حب عمري... مش كفاية يا سعد... لمستك دي بالدنيا... ولا ميت كاميرا وسماعة يعوضني عنها... أنا بموت قدام الكاميرا حبيبي وأنا بعرض لك نفسي صورة من غير روح .. ببتسم وأنا عايزه أعيط ... سعد ببقى عايزة لمستك دي ... حضنك ده ... قلبك ده قالتها وهي تحرك راحة يدها المبسوطة على صدره حتى استقرت فوق قلبه لتشعر بنبضاته العالية تحتها فاعتدلت في نومتها لتقبل ذاك القلب النابض بالحب في صمت قبلات كثيرة .. مما أثاره أكثر فعلت دقاته لتتجاوزه إلى كافة أرجاء جسده ناشرة قوة خفية به جعله يسحبها من ذراعيها لتجد نفسها فجأة بجواره في فراشهما يجددان عهود ومواثيق عشقهما بمنتهى الشراسة والحنان في ذات والوقت فيقطعان أوصال بعضهما تارة ويذوبان في راحة وسلام تارة اخرى. وما بين التقطيع والسلام تعلو صيحاتهما حيناً ولا يقدران على مجرد التنفس حيناً آخر. وكلما حاولا التوقف والاكتفاء بما نالاه من نشوة ومتعة كلما أغراهم ذلك بالاستمرار في تحصيل المزيد ثم المزيد منها. ليظلا غارقين في المتعة وسط عرق أجسادهما العارية طوال اليوم تقريباً لم يبرحا فراشهما حتى أفاقا على صوت أميرة ابنتهما وهي تدق باب غرفتهما معلنة عن جوعها الشديد ومتسائلة عن سبب نومهما حتى هذه الساعة فتسرع والدتها بجوابها بصوت مبحوح مؤكدة لها أنها ستعد لهم الطعام حالاً وكانت تحادثها وهي تهرول في ارتداء ملابسها وخروجها من تحت لحاف العشق اللذيذ بينما تتابعها أعين الحبيب بشغف متحرشهاً برقة متناهية بجسدها محاولا عرقلتها عن ارتداء ملابسها .. مما جعلها تضحك ضحكات ماجنة اثناء حديثها لابنتها بسرعة حتى لا تكتشف الفتاة حقيقة عبث أيدي ابيها اللاهية بمواضع بجسدها تصيبها بالقشعريرة حين يلمسها .. فتحاول ابعاد يده عنها وارتداء ملا بسها في ذات الوقت. وأخيراً نجحت في ارتداء كامل ثيابها وقبل قيامها من السرير يجذبها سعد من يدها بقوة فتعود مرتمية على الفراش قائلة: وبعدين حبيبي العيال جعانين. أنا جعان أكتر .. قال بحنان لم تعهده بهذه الرقة أبدا. سعددددد. بحبك يا كريمة. بحبك ياروحي. وقبلته وقامت مسرعة. أعتدل العشيق من نومه سانداً ظهره العاري على مسنده الوثير ناظراً لها بمنتهى الحب والله منا قادر اتحرك من السرير .. هديتي حيلي منك لله. وانا مالي يا اخويا .. دا انا قومت واستحميت وخلاص كنت جاية اصحيك .. أنت اللي اتجننت إذ فجأةً كدة قالتها وهي تدير مفتاح باب الغرفة لتخرج منها مسرعة إلا أنه رفع صوته بالحديث حتى يسمعها وهي خارج الغرفة مائلا بوجهه حتى يراها بعد ان غادرت قائلا: ماشي يا ست البريئة هوريكي بعد ما متأكلي العيال .. وحياتك انتي عندني منا سايبك النهاردة. عادت اليه جاذبته من الفراش قائلة: بلاش دلع قوم بقى كفاية كدة هتموت يامجنون. هو فيه أحلى من كدة موته ... طب ياريت. بعد الشر ... متقولش كدة ... قالتها وهي تضرب صدره براحتها ... أوعى تقول كدة تاني. ماشي بس أكلي العيال وتعالي ... بجد مش قادر. لأ انت كمان لازم تاكل ... انت بذلت مجهود جامد يا برنس ... قالتها غامزة بعينها بشكل زادها اثارة ... مما جعله يتمناها أكثر فرد قائلا: لأ أكل ايه الأكل هيتقلني ... انا عايز أفضل خفيف كدة أنا جعان فيكي انتي . ماينفعش .. هتقوم وتاكل .. الدنيا ماطارتش . لأ طارت بلاش رخامة بقى أكليهم وتعالي. ضحكت قائلة: وبعدين معاك. يلا يا كوكي يلا بجد مش قادر استنى بسرعة ياحبي ... أوعدك مرة كمان وبس. مرة واحدة ... قالتها وهي تشير بسبابتها وتبتسم ابتسامة استمتاع ورغبة. اسرعت واعدت له كوبا كبيرا من عصير الفراولة مخفوقا بالعسل والزبادي وناولته إياه على عجالة ثم عادت لنشل أصابع البطاطس من الزيت والتي كانت تقليها لأولادها ثم جهزت لهم الطعام وكانت اثناء اعدادها للطعام ترتشف رشفات من نفس العصير الذي تناوله زوجها ... وانتهت وضع طعام الأولاد مع نهاية كوب عصيرها ... ثم تركت الأولاد متعللة بأنها يجب أن تنهي بعض الأعمال الهامة مع ابيهم ... لتعود إلى جنة عشقهما مديرة مفتاح الباب لإغلاقه فتستدير لتجد الحبيب فاتحاً ذراعاه لدعوتها للغوص داخلها.
بعد ما يزيد عن الساعة رفع رأسها من فوق صدره ليواجه وجهها وجهه: حبيبتي هنتسحمى بقى ولا نكمل نوم ولا إيه بالظبط.. غامزا لا بعينه. كريمة : لأ يا حب ... تنام ايه؟ قالتها ضاحكة مزيلة سؤلها الاستنكاري بعبارة الراجل اتجنن باين كدة ثم اكملت هتاخد دشك وتاكلك لقمة عشان عندنا ستين حاجة لازم تخلص النهاردة... واليوم خلاص عدى يا بطل .. وبدأت تعدد له خطة اليوم وهي تخرج له ملابسه من خزانة الملابس... أمرك يا مستبدة .. بس بطل أوي يعني ولا أكمل اثبات البطولة؟ ضحكت قائلة بسرعة: لأ يا عم أبصملك بالعشرة تاخد بطولة العالم والله بس قوم بقى.
لم يتبقى الا يومان فقط وتنتهي سعادة الأسرة الغامرة.... وكريمة تعد الدقائق خوفاً وفزعا من مصيرها بعد غياب روحها عنها.... وأصبحت تخشى النظر إلى درج حافظة الأوراق بسبب شعور الغصة الرهيبة التي تنتابها حينما تنظر إلى تلك الأوراق... الليلة كانت بالفعل مميزة... إلتقى الحبيبان بشكل شديد الدفء والحميمية والخصوصية والتميز... كانت لاتريد الاستيقاظ هذا الصباح... من ناحية حتى لا تغادر الفراش بعد هذه الأمسية شديدة الرقة والحنان ومن ناحية أخرى فهي لاتريد الاصطدام بالواقع المرير... واقع قرب مغادرة الحبيب... وحتى لا تلتقي عيناها مع حافظة الأوراق الكريهة... ولكن لابد والاستيقاظ... رفعت كريمة جسدها في كسل وخمول رهيبين... أسندت ظهرها العاري إلى شباك سريرها البارد .... فشعرت بلسعة البرودة تسري في أوصلها... فقامت برفع الغطاء عليها حتى أعلى أكتافها... ثم مالت بجسدها العاري ناحية زوجها الغاطط في نوم عميق.... وكأنها تحاول ملئ أعينها منه تحسباً لسنوات غيابه المنتظرة.. كما تفعل يومياً... إلا أن اليوم مختلف.. إحساسها مختلف.. خوفها مختلف... سعادتها مختلفة... ترقبها مختلف... الأمر بدا وشيكا... السفر محتوم.. والغياب قادم لا محالة... ماذا لو عدت إلى نسيان ملامح وجهك؟ تتساءل وهي تنظر إليه.. لم يعد النظر كافياً... بدأت تتحسس ملامحه... ف أيقظته تلك اللمسات... نظر إليها... كريمة... مالك حبيبتي... هي الساعة كام ؟... مالك في حاجة ؟.... آسفة حبيبي.. ماكنش قصدي اصحيك... كنت بس عايزة أشبع منك... اشبعي ياروح سعد... وانا كمان عايز اشبع منك ومن جمالك وحنانك... جاذبا إياها إلى صدره ومطوقا إياها بذراعيه ... ثم غاصا في فراشهما مجددان عهد الهوى والعشق وسكر النشوة... وبعدما افاقا من سكرة الحب قامت كريمة متدثرة بثوبها الملقى بجوار السرير .. ذاهبة إلى الحمام... وبعد إنهاء حمامها اليومي خرجت متدثرة بذلك البشكير الوثير جالسة إلى تسريحتها مثل كل يوم.. خشيت من احساس غصة كل يوم حين تنظر إلى درج حافظة الأوراق... فقامت من مقعدها فزوعة.. هاربة من الموقف متجهة ناحية حبيبها جاذبة إياه حتى يقوم ليبدأ يومه.. يلا يا حب الحب ادخل الحمام لحد ما ألبس.. بقينا العصر... سعد متمطعا: ماشي يا حب الحب.. ودخل الحمام تاركاً حبيبته أمام تسريحتها لتتزين له مثل كل يوم.. هذة المرة لم تستطع منع يديها من إمساك حافظة الأوراق.. ثم إخراج جواز السفر.. وفتحت جواز السفر على صورة زوجها.. ضمتها إلى صدرها.. ثم رفعتها إلى شفتيها وقبلتها.. ثم إعادتها إلى صدرها وضمتها بقوة أكبر.. ثم رفعتها لتقبيلها... وهكذا عدد كثير من المرات... وزفرت زفرة حسرة ساخنة وفرت الدموع من عيناها بصورة يستحيل السيطرة عليها.. ثم رفعت صورة زوجها نحو عيناها.. لم تستطع رؤيتها بسبب الدموع التي تملأ عيونها ووجهها... وبدأت في نحيب مؤلم.. وحاولت مسح دموعها حتى تستبين الصورة.. ولكن ربكتها جعلتها تمسح دموعها بصفحة جواز السفر والتي بدورها ابتلت من دموعها فحاولت مسح ذلك البلل فكادت صفحة جواز السفر أن تنخلع من مكانها.. وقتها قامت كريمة بشد الصفحة.. وبسرعة الخائف من التراجع عن موقفه طرحت الصفحة المنزوعة أرضا... ثم أمسكت بباقي جواز السفر وقامت بتمزيقه كمن يمزق خوفه وفزعه قبل تمزيق الأوراق... ثم استدارت إلى تذكرة الطيران وقامت بتمزيقها هي الأخرى.. وألقت بهم جميعهم في أرضية الغرفة.. ولم تكتفي بذلك.. فقامت واحضرت مقصا.. وبدأت في تقطيع جواز السفر إلى قطع أصغر ثم أصغر وكل هذا وهي في حالة من البكاء الجنوني.. والصراخ والنحيب... خرج سعد من حمامه مفزوعا على صوت نحيب زوجته.. مناديا: كريمة.. كريمة مالك.. في إيه حصل... فوجدها جالسة في أرضية الغرفة ماسكة أوراق سفره الممزقة وفي حالة انهياى كامل... ويداها وجسدها كله يرتعشون في رعب واضح... فوضع يده على فيه كاتما صرخته.. التي كانت حتما لابد وتخرج معلنة عن فجيعته فيما رأى.... لكن هيئة حبيبته المنهارة ألجمته.. فوقف مشدوها للحظات.. وثم أيقن أنه لا فائدة من أي كلام عاتب... فما كان منه إلا أن جذبها من الأرض رافعاً إياها إلى صدره.. وبمجرد لمسه لذراعاها زادت نوبة انهيارها.. صارخة آسفة... ماكنش قصدي... لأ كان قصدي.. كان لازم... سامحني... هتسامحني صح... وكان صراخها يعلوا لازم تسامحني... حين أقامها على قدميها ضمها إلى صدره وقبل جبهتها وهو شارد الذهن مسلوب الإرادة لا يدري ما الذي يجب فعله في هذه الحالة.. فحبيبته المنهارة حقاً وليس إدعاءاً يجب تهدئتها وإلا ستصاب بهستريا فعلية أكثر مما هي عليه الآن .. حقاً قد تحطم كل شيء تقريباً إلا انها هي كل ما يهمه الآن ... حين ضمها إلى صدره بعد أن أوقفها على قدميها فسمعت علو دقات قلبه المرتبكة بفعل ما أقترفته من جريمة تمزيق أورق سفره زادت في الصراخ والهستيريا .. فوضع يده على فيها ويده الأخرى ماسحا بها دموعها قائلاً : هش ش ش ش ش .. بااااس.. خلاااص... أهدى خالص...خلاااااص... ولايهمك... انتي حبيبتي.. أنا مش بكذب لما بقولك إني بحبك... اسامحك على إيه يا عبيطة ... اللي عملتيه هو الصح... هو الصح يا عمري.. هو ده الصح... كان لازم تعملي كده من زمان.. أنا أسف.. انتي اللي لازم تسامحيني يا كوكي... ضمها بقوة مربتا على ظهرها بكلتا يديه.. وفجأة تحول بكاءها إلى ضحك وعانقته وقبلت عنقه وصدره ويديه وبدأت في امطاره بقبلات سريعة متتابعة.. وهو ضاحكاً.. كفاية يا مجنونة.
#هبة_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرفأ الجحيم
-
حينما نقرر اقتحام الطريق
-
الحضارة المصرية والعربية
-
ملائكة اللعن
-
الملابس المبعثرة
-
افروديت حياة
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|