أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الدين كنظام إجتماعي ...














المزيد.....


الدين كنظام إجتماعي ...


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 01:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


غالباً ما يُهاجم الدين من خلال الفجوات الخرافية الكثيرة التي يحتوي عليها ، و يتجاهل منتقديه أن الدين أيضاً هو نظام تعايش اجتماعي ، أو أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعادات اجتماعية و نظام تعايش معين !!
سقطت الكثير من قلاع الدين في الغرب (و حتى لدينا) على إثر ضربات العلم المتتالية ، و يعود ذلك إلى جهل الطرفين المتناحرين بمفهوم الدين و علاقته بالحياة الإجتماعية ، و تركيزهم على الجانب الميتافيزيقي فقط !!
المدافعين عن الدين لازالوا يظنون أنهم يستطيعون أن ينتصروا في الحرب مع العلم ، بحيث أن كتبهم السماوية تستطيع أن تفسر الظواهر الطبيعية كما يفعل العلم ، و هذه نقطة ضعفهم الكبرى التي يستغلها أعداء الدين و مناصري العلم ، الذين ينتصرون طبعاً في كل معركة تجري على أرضهم و بين جمهورهم و بحسب شروطهم : و أقصد هنا معركة فيزيقية (طبيعية) تخضع لقوانين فيزيائية و كيميائية و حيوية مفهومة و معروفة !!

غالباً ما يُغفل العنصر الاجتماعي الهام ، عندما نناقش موضوع الدين : كيف سيتعامل الناس مع بعضهم البعض !؟
هل الجميع لديهم القدرة الكافية لتحكيم العقل و الضمير و الالتزام بالأخلاقيات المتفق عليها !!؟
هل الجميع يدرك حدوده و حدود غيره !!؟
هل يتساوى جميع الناس بمعدلات الذكاء و الوعي الحضاري !!؟

يقول البعض : أصبح لدينا قوانين بشرية وضعية يمكن أن تحكم بيننا ، بحيث لم نعد بحاجة لذلك الرادع الأخلاقي ، فرادع العقوبة أقوى بكثير !!

هل فعلا رادع العقوبة أقوى من الرادع الأخلاقي !!؟
هل فعلا أن القوانين الوضعية يمكنها أن تضبط جميع السلوكيات السلبية !!؟
ألا يمكن التحايل على القوانين بسهولة !!؟

يقول آخر : حتى التعاليم الدينية يمكن التحايل عليها ... في المسيحية لدينا الاعتراف للقس الذي يطهر المرء من خطيئته ، كما في الاسلام لدينا الاستغفار و الكفارة !!

لكن المشكلة ليست في التهرُّب من العقوبة بذات نفسه ، و لكن في سهولة التهرُّب !!
التهرُّب من العقوبة في الحالتين ممكن ، لكن في الحالة الثانية (في حالة الدين) هناك تبعات سيكولوجية هامة يجد أخذها بعين الاعتبار ، حيث أن الدين يزرع كثمرة في العقل اللاواعي منذ الطفولة بحيث يصبح للخطيئة _ بعد البلوغ _ آثار سيكولوجية هدامة على الفرد ، لا يمكن تفاديها بسهولة ...
يستشعر ذلك كل من أتى من مجتمع متدين و أصبح ملحداً ، فهو لا يستطيع بسهولة أن يتخلص من مخاوفه الميتافيزيقية ، أي الخوف من العقاب الإلهي أو عقاب القدر أو الكارما أو سمّه ما شئت !!

لذلك يكون السؤال الأهم : هل التخلص من الأديان هو الحل الأمثل ، أم تهذيب و تقليص دور الجانب الخرافي فيها !!؟
بماذا يمكننا أن نملأ الفراغ النفسي الذي سينتج عن إقصاء الدين تماما من علاقاتنا الإجتماعية !!؟

تطوّر دور الأديان عبر الزمن بحيث أصبحت تشغل مساحات هامة جداً في حياتنا الإجتماعية و كذلك في إصطلاحاتنا اللغوية و تعبيراتنا العاطفية و النفسية ، فهل يمكن بهذه البساطة التخلص من كل ذلك !!؟ و ما هو البديل القادر على ملئ هذا الفراغ الهائل الناتج عن إقصاء الدين !!؟



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكبت الذاتي (عبودية مختارة)
- تحول القيمة الوجودية إلى قيمة للتباهي ...
- رعشة الجماع عند الإناث غير مهمة !!
- لماذا يبغض الفلاسفة الحب !؟
- الجنس والزواج (تعريفات فلسفية)
- علي مولا : روبن هود العرب !!
- الأنانية ...
- قصيدة (حبك)
- علم النفس الخرافي
- سيكولوجية القلق !!
- ضغوطات انتقائية !!
- أعباء إيديولوجية
- سيكولوجية الوصاية الأخلاقية
- مرثية محمد الماغوط
- فلاسفة العرب المعاصرون , حقيقة أم وهم ؟؟
- الأثر الاجتماعي و السياسي على النص الديني
- رسالة حبّ
- قصيدة : انتصر ...
- ترويض الشعوب
- الحرية ذات القطب الواحد و الحرية المطلقة


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الدين كنظام إجتماعي ...