|
مليارا ن ونصف دولار مخصصات حماية فقط لبرلماني ووزراء العراق
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وسط كل هذه الازمات الخانقة التي يعيشها الشعب العراقي من شضف العيش وفقدان العمل والمعيل وازمة الوقود والكهرباء وشلالات الدماء التي تغطي الشوارع والمدارس وحتى الملاعب الرياضية ينشغل اعظم ثمرات العملية السياسية وديموقراطية الاحتلال البرلمان العراقي بتحديد عدد افراد حماية كل برلماني ووزير وليس عن كيفية حماية الشعب العراقي من قوات الاحتلال وقتلها العمد للمدنيين في مئات الحوادث في الشوارع وفي مداهمات البيوت وفي قصف المدن بمختلف الاسلحة فضلا عن جرائم ادواتها من ارهابيين وفرق موت والمليشيات الطائفية وقوانينها المكرسة لاعادة العراق الى القرون الوسطى بقوة السلاح، ولاسيما في مجال استعباد المرأة والتحكم في ملبسها وفي جميع شؤون حياتها واحكامهم القاطعة بالموت الفوري . و لم يفكر أي من الكتل البرلمانية وقادتها بتكاليف ذلك وتاثيره على ميزانية الدولة التي تحدد امكانياتها قوات الاحتلال من واردات النفط بعد حجز حصة الاسد لها وحصة مافيات التهريب التي تعمل بحمايتها ، مما سيعطي المبرر للحكومة لتقليص مخصصات للتعليم والصحة وسائر الخدمات المدنية . كيف تبرر جميع الكتل البرلمانية وقادتها لمصوتيها طلبها هذا وانشغالها به قبل المطالبة بأي شيء يخفف من ازماتهم الخانقة المختلفة والمتنوعة فضلا عن ضمانهم لمخصصاتهم الباهضة وتقاعدهم مدى الحياة ومخصصات حمايتهم من سلاح وسيارات ولاسيما وان معظمهم كانوا من اعضاء البرلمان السابق الذين لم يحققوا للشعب ولناخبيهم أي من اهدافهم بل مهدوا لاستكمال العملية السياسية لقوات الاحتلال سواء برفع الايدي على كل ما يعجل في استكمالها بما فيها الدستور الدائم او في عدم حضور الجلسات لافشال كل مقترح يخدم الجماهير. ودون ان يكترثوا بمرور خمسة اشهر على انتخابهم دون اتخاذ أي قرار جدي عدى المصاقة على الحكومة بالجلسة المضحكة المبكية التي تذكر ببرلمان نوري السعيد، المكلف اعضائه برفع الايدي ميكانيكيا بعد كل قرار تطرحه الحكومة. فماذا ينتظر الانسان العراقي الواعي من العملية السياسية بقيادة قوات الاحتلال ومن حكومة وبرلمان اشرف مندوبها السامي خليل زادا على تنصيبهما واتهام الشعب بانتخابهما بارادته الحرة من خلال انتخابات ديموقراطية استعمل فيها كل دهاء المخابرات وكل تجارب الامبريالية العالمية في تزييف ارادة الشعوب. ان كل يوم يمر دون تحرك الجماهير ضد الاحتلال وعمليته السياسية ونتائجها المرحلية، يصعب معركة التحرير ويزيد من مخاطر النضال. ولكن وفي نفس الوقت ان كل يوم يمر يفضح اكثر المخطط الامريكي في تركيع الشعب العراقي او ابادته والهيمنة على العراق وثرواته وارضه وسمائه ككل او بتقسيمه الى دويلات طائفية متقاتلة تروضها حكومة عسكرية امريكية مركزية، كما يصرح اكثر من خبير امريكي. ان كل عراقي سواء كان داخل الوطن اوخارجه يتحمل مسؤولية مصير شعبنا ووطننا ومصيره فسيلاحقه ليس فقط عار العبودية والذل، بل وارواح الاف الشهداء المناضلين الذين صانوا بدمائهم حرية الوطن وذادوا عن كرامة شعبنا عبر عشرات السنين . ومسؤولية ما يتحمله شعبنا من ازمات متزايدة وتضحيات جسيمة ليس فقط كالتي تجري يوميا والتي تزايدت منذ ثلاث سنوات ونيف بل ومن استكمال المخطط بضياع الوطن. اني احي بطلات العراق بنضالاتهن الجبارة رغم صنوف الموت الذي يترصدهن واشد على ايديهن واحي جميع نساء العراق اللاتي يناضلن على مختلف الجبهات ومن اجل صيانة الحياة في عراقنا الحبيب ويرضعن شعبنا بحب الوطن والانسانية واتوجه الى كل امرأة واعية ان تدرك الدور المرسوم للبرلمان والحكومة وكل عضو فيه سواء كان رجل او امرأة دون الاستهانة بما يمكن للبرلمانيةالواعية ان تفعله داخل البرلمان وخارجه والنضال على مختلف الجبهات . ورغم استطاعة ادوات الاحتلال من تسخير حتى بعض البرلمانيات للمساهمة في اقرار استعباد المرأة فان بامكان البرلمانيات الواعيات ليس فقط طرح القرارات التي تخدم تحرير المرأة ومساواتها بل وفي اتخاذ المواقف الوطنية . فالسنوات الثلاثة ونيف الماضية في ظل ديموقراطية الاحتلال التي مكنت المرأة من دخول البرلمان والوزارات وحرية انشاء عشرات المنظمات النسوية ولكنها لم تعمل على حماية المرأة العراقية من التمييز ضدها بل والامعان في استعبادها ومن وسائل قتلها ، بل ولم تستطع حتى افراد الحماية المدججة بالسلاح من حماية برلمانيات ووزيرات سابقات من الاغتيال. فالمرأة العراقية اليوم تمر باظلم فترات تاريخها لمئات السنين. كما اناشد كل من مر على دروب النضال الوطني وكل من اضطر لترك الوطن ان يعمل بكل ما يستطيع للنضال من اجل تحرير الوطن والشعب وعلى الاقل لاثارة السليقة الثورية لشعبنا وتذكيره بتجاربه وتجارب شعوب العالم ولحث الشبيبة على النضال دفاعا عن حياتها ومستقبلها ومستقبل اجيالها فليس اليوم وقت التغني بالامجاد ولا التاسف على ما فات ولا البكاء على ما يحدث ، بل وقت النضال بكل الوسائل حسب امكانيات كل فرد من اجل انقاذ الوطن والشعب واسمحوا لي ان اذكر بالنشيد الذي اجج كل حماسي في 20/شباط /1949 في اليوم الثاني من اعتقالي وسوقي الى سجن النساء عبر الموقف العام حيث وقف السجناء الشيوعيون وراء باب من القضبان ينشدون: حرروا العراق واسحقوا الطغاة وانشروا الوفاق تبلغوا النجاة وانشروا البنود حطموا القيود ( هبوا يارفاق حرروا العراق ) 2 بؤس شعبنا باعث بنا صدق عزمنا في نضالنا نحن لا نهاب شنقا وعذاب ( هبوا يارفاق حرروا العراق) 2 نحن الكادحين عزم ومضا دوما سائرين ما لنا انتهاء نمضي شاهرين سلاحنا المتين ( هبوا يارفاق حرروا العراق) 2
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية كفاحية للمقاومة الوطنية العراقية
-
الثورة العلمية التكنالوجية في مجال الطاقة البديلة والمساهمة
...
-
الطبقة العاملة العراقية في طليعة النضال الجماهيري
-
واخيرا تم تشكيل الحكومة -الدائمة-
-
تحية للمؤتمر التاسيسي لاتحاد الادباء العراقيين في السويد
-
قوانين الفعل ورد الفعل الميكانيكية والديالكتيكية
-
مستلزمات كفاحنا الوطني
-
النضال الجماهيري سبيلنا الوحيد للتحرر
-
انقذوا علماء وشبيبة العراق من فرق الموت الامريكية
-
يوم الصحافة العالمي في عصر العولمة الراسمالية
-
يوم العمال العالمي ، يوم النضال لتحرير البشرية
-
الف تحية لكتيبة الجدات من اجل السلام الامريكية
-
صدرت الاوامر الشعبان الامريكي والعراقي يجبران بوش على تغيير
...
-
في 12/نيسان تمر الذكرى 95 لميلاد زكي خيري في وقت تتصاعد حاجة
...
-
بوش يعالج آلاف اخطاءه التاكتيكية باستئناف خطأه الاستراتيجي
-
2-ملاحظات حول بلاغ اجتماع اللجنة المركزية في آذار/2006
-
ملاحظات حول بلاغ الاجتماع الكامل للجنة المركزية في آذار/2006
-
دفاع حميد مجيد عن مؤتمر لندن في حواره على البغدادية
-
حوار مع الحوار المتمدن نافذتنا الفكرية (5) لنجعل يوم المرأة
...
-
حوار مع الحوارالمتمدن نافدتنا الفكرية (4) تحية للعيد الثاني
...
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|